نبال بورسلي: التحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة بالانتقال من بيئة المدرسة إلى الجامعة ليست سهلة
الفهد: 100 في المئة دعم جامعة الكويت لكتب ذوي الإعاقة ونمنحهم الأجهزة مجاناً
البراك: الحكومة هي من عليها «الابتعاث» ونحن كهيئة نختار ونسمي الطالب المبتعث
كشفت ندوة «الأشخاص ذوي الإعاقة والتعليم العالي» عن أن عدد الطلبة المبتعثين من ذوي الإعاقة وصل إلى ما يقارب الـ 250 طالباً وطالبة موّزعين على 12 جامعة وكلية. وأكدت الندوة التي نظمتها الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين ضمن موسمها الثقافي بالتعاون مع الجمعية الخليجية للإعاقة ومشاركة العديد من مؤسسات الدولة في مركز الخرافي لأنشطة الأطفال المعاقين، على حق الطلبة ذوي الاعاقة في الابتعاث، داعية إلى تهيئة الظروف الملائمة لهم في الجامعات والمعاهد المبتعثين إليها.
وقالت رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين رحاب بورسلي إن «الدستور الكويتي كفل حق المواطن في التعليم، وجاء قانون الأشخاص ذوي الإعاقة ليؤكد على حقهم في التعليم العالي والابتعاث خارج وداخل الكويت من خلال الجامعات الحكومية والخاصة». وذكرت بورسلي أن الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة سبقت وزارة التعليم العالي في وضع لائحة للبعثات، حيث كانت وزارة التعليم العالي تبتعث الطلبة لكن لم تكن هناك لائحة واضحة إلى أن أسست الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة عام 2001 لجنة للبعثات ووضعت لائحة تنظم الابتعاث للطلبة ذوي الاعاقة داخل وخارج الكويت.
من جهتها، أوضحت الأمين العام المساعد للشؤون الأكاديمية والطلابية في مجلس الجامعات الخاصة الدكتورة نبال بورسلي أن الابتعاث يتم من خلال الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة ومجلس الجامعات الخاصة، حيث تصدر قرارات الابتعاث من المجلس بعد مراجعة ومتابعة الطالب والمستندات التي يقدمها للالتحاق بالبعثات الداخلية.
وبيّنت بورسلي أن لديهم في الوقت الحالي ما يقارب 250 طالباً وطالبة من ذوي الإعاقة المبتعثين، منهم من هو مبتعث على نفقته الخاصة لكن النسبة الأكبر مبتعثة على حساب مجلس الجامعات الخاصة، وهم موزعون على 12 جامعة وكلية. وقالت «95 في المئة ممن يتم قبولهم هم ممن لديهم شهادات صعوبة تعلم، وقلة تتنوع صعوباتها بين إعاقة جسدية سمعية أو بصرية»، موضحة أن التحديات التي يواجهها الطلبة ذوو الإعاقة ليست سهلة، خاصة مع انتقال الطالب من بيئة المدرسة التي كانت متفهمة لاحتياجاته إلى بيئة أكبر هي البيئة الجامعية، ولذلك فإن أولياء أمورهم يريدون خدمات أكثر تساعد الطالب على التميز، ويتقدمون بملاحظات حول عدم تفهم الجامعة وإدراكها لحاجة الطالب. وأضافت بورسلي بالقول «نحن في حوار مستمر مع الجامعات لاستيعاب هؤلاء الطلبة، ولا ندعي أن البيئة الجامعية كاملة حتى للطالب العادي، ونحن بصدد إعداد مذكرة لتطوير الخدمات لأن الخدمات التي تقدم هي الأساسية، ونحن نطمح إلى أن تكون الخدمات التي تقدم لهذه الفئة موازية لما يُقدم في العالم الواعي بهذه المشاكل».
ورأت أن «الأول والأهم هو زيادة الوعي بين أعضاء هيئة التدريس وتفصيلاً أكثر للمسمى في شهادة الإعاقة، حيث مسمى (صعوبة التعلم) مطاطي ويحوي الكثير من الصعوبات، لذلك من الصعب أن نحصرهم بصعوبة عامة تحت مظلة واحدة». ونوهت بورسلي إلى ما أسمته «عدم واقعية أولياء الأمور الذين يطلبون ويتوقعون أموراً تتعدى قدرة أبنائهم، وبالتالي يجد الطالب نفسه بين ضغوط من البيئة التي خرج إليها ومن ولي الأمر ويشعر أنه ليس متكيفاً بعد مما قد يؤدي إلى الرسوب، ولذلك فإن على ولي الأمر أن يتعرف على قدرات ابنه والسير معه خطوة بخطوة».
بدورها كشفت الباحثة في قسم الرعاية الاجتماعية لذوي الإعاقة في جامعة الكويت حنان الفهد عن أن فئة صعوبات التعلم من ذوي الإعاقة هي أقل فئة في الجامعة وهم 6 طلبة فقط، منوهة إلى أنه قبل قبول أي طالب تخرّج من الثانوية العامة فإنه يتعين الحصول على شهادة رسمية من الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، ومؤكدة أنهم يستقبلون الإعاقات الحركية والبصرية بشتى أنواعها.
وقالت الفهد: «بالنسبة للإعاقات الحركية، فإننا نقوم بعمل مقابلات شخصية معهم كباحثات اجتماعيات لنتعرف عليهم وعلى ذويهم والوقوف على احتياجاتهم التي يرغبون فيها، أما فيما يتعلق بالإعاقات البصرية فإنه تتم طباعة الكتب لهم بطريقة برايل، وفي سابقة من جامعة الكويت أصبحت الكتب منذ بداية سنة 2016 /2017 مدعومة 100 في المئة لطلبة ذوي الإعاقة».
وأردفت الفهد «لدينا 3 طلبة فقط من إعاقات الصم والبكم، ولدينا أيضا مترجمو لغة إشارات بالاتفاق مع وزارة التربية يواكبون الطالب منذ بداية المحاضرة إلى نهايتها»، مستطردة «بالإضافة إلى أن هناك بادرة من الجامعة أيضا للدفعة الثالثة على التوالي تُعطى الأجهزة لطلبة الإعاقات مجانا، في حين أن تكلفتها عالية جدا على عاتق ولي الأمر إذ تكلفه من 2000 إلى 3000 دينار للجهاز والجامعة تمنحها للطالب كهبة وليست عهدة».
بدوره، أقر مدير إدارة القطاع التعليمي بالهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة الدكتور بدر البراك بأن هناك مشاكل يعاني منها طلبة ذوي الإعاقة في الابتعاث، مبينا بالقول «لذلك لدينا اجتماعات دورية مع الجهات المنظمة والمسؤولة لحل المشاكل التي تحتاج إلى تنظيم». وأكد البراك أن «الحكومة هي من عليها الابتعاث، ونحن كهيئة مهمتنا أن نقول هذا الطالب يُبتعث ونعطيه مُسمى ونرسله للجهات المعنية، أما التنظيم الداخلي وما يدور داخل الجامعة وتوفير الخدمات فتتولاه الجهة المبتعث عن طريقها»، مردفا «لدينا لجنة مشكلة في الهيئة من الجهات المسؤولة عن الابتعاث، تختار الطلبة وتتم مقابلتهم، ويصدر قرار الابتعاث ويُسلّم للتعليم العالي».
المصدر : شهد المحاميد \ جريدة الراى