مصعب الصالح: نعمل ضمن منظومة خليجية… والدورة المستندية جعلت حملتنا تتأخر عن مثيلاتها في دول المجلس
فهد العنزي: نستغرب الضجة المثارة فالتطعيم مطبق في كل الدول وملزمون به لأن المنطقة تسجل حالات إصابة
عبدالله شمساه: كل من يشكك في الذمم ويتحدث عن منفعة من وراء الحملة تنقصه المعلومة الصحيحة
خالد السعيد: عدم تنظيم حملات تطعيم إضافية خارج الجدول المعلن لأن خطر الإصابة يكون كبيراً
فيما أكدت وزارة الصحة على آمنة الطعوم وخضوعها لرقابة مشددة مسبقا قبل السماح بتداولها، رأت وجهة النظر المعارضة بالالتزام بالجدول الحكومي وعدم اعطاء أي تطعيمات خارج الجدول من أي مصدر، منعاً لحدوث مضاعفات لا تدخل في الحسبان.
يأتي ذلك وسط حال من الجدل واللغط حول جدوى حملة التطعيمات التي دشنتها وزارة الصحة أول أمس، حيث دعت الوزارة إلى مؤتمرصحافي لتوضيح وجهة نظرها مع ما أثير عن طعم فموي تم ايقافه في اميركا منذ 2000، فضلا عما أثير عن جدوى التطعيمات الاضافية، وما قد يرافقها من آثار جانبية؟
الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتورة ماجدة القطان أكدت خلال المؤتمر الصحافي «ان الطعوم التي توفرها الوزارة لعموم المواطنين والمقيمين آمنة وتخضع لرقابة مشددة مسبقاً قبل السماح بتداولها»، مبينة أن «الطعوم تمر بلجان فنية متخصصة تضم اطباءً في مجال امراض الاطفال والفيروسات والابحاث العلمية والصيادلة، فضلا عن المستودعات الطبية».
وقالت القطان ان الوزارة حريصة على مشاركة افراد المجتمع بالحملة ضد أمراض شلل الأطفال والحصبة والنكاف، مشيرة الى «التطعيم في أي دولة يشكل أمناً صحياً، وهو ما تحرص الوزارة على تطبيقه بالتعاون مع الجهات الاخرى». واضافت ان «الكويت لديها اتفاقيات مع منظمة الصحة العالمية كونها احدى دول اقليم شرق المتوسط، وأي توصية تصدر من المنظمة تحاول وزارة الصحة تطبيقها بحسب الامكانيات المتاحة أمامها»، لافتة الى مشاركة الوزارة في مؤتمر عقد بجنيف قبل أيام واطلاع مسؤوليها على ابرز التوصيات والمستجدات.
وأشارت القطان الى ان الوزارة وفرت أكثر من مليون طعم لمرض الحصبة والحصبة الالمانية والنكاف وشلل الاطفال، للفئة العمرية بين 6 اشهر الى 19 عاما.
من جهته اكد رئيس وحدة الاوبئة في الوزارة الدكتور مصعب الصالح ان «سبب المطالبة بأخذ الجرعات الإضافية للتطعيمات يعود لتزايد مرض النكاف لدى الأطفال الذكور اكثر من الاناث، وذلك بسبب عدم تناول الأطفال الذكور التطعيمات اللازمة في المرحلة المتوسطة كما فعلت الاناث».
وأضاف الصالح أن «المنظمة الصحية العالمية والدول الخليجية والمكتب التنفيذي للمنظمة أصدرت عام 2014 قرارا بقيام كافة الدول الخليجية بعمل حملات تطعيمية بغض النظر عن أي تطعيم سابق، وإعطاء جرعة ثالثة»، مؤكدا عدم اعتراض مركز مكافحة الامراض في الولايات المتحدة الأميركية أخذ أي جرعة ثالثة لعدم تشكيلها أي خطورة.
وبين ان الدورة المستندية كانت سبباً في تأخر الكويت عن اعلان الحملة الوطنية للتطعيم ضد أمراض الحصبة والحصبة الالمانية والنكاف وشلل الاطفال والتي كان للدول الخليجية السبق في بدء حملاتهم التطعيمية وآخرها كانت في قطر والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وبين الصالح وجود إجراءات فنية طويلة لاخذ الموافقات اللازمة في شأن الحصول على التطعيمات المطلوبة وليس كما يعتقد البعض بسهولة الحصول على الطعوم اللازمة في أي وقت مؤكداً سلامة ومأمونية الطعوم المستخدمة بالحملة وخلوها من أي مواد مضافة كالزئبق والثيرميرسال أو تسببها بمرض التوحد. وأضاف ان الطعوم المستخدمة مسجلة في «اف دي ايه» وفي اوروبا وفي نظام الشراء الموحد للأدوية في دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الكويت.
بدوره أكد رئيس لجنة التحكيم والاستشهاد لاستئصال مرض شلل الاطفال الدكتور فهد العنزي أن إقليم شرق المتوسط الذي تتبعه الكويت هو الوحيد الذي مازال مرض شلل الاطفال منتشراً فيه. لافتا الى ان دولاً قريبة من الكويت مثل العراق وسورية ظهر بها المرض ومن ثم كان لزاماً التطعيم ضد المرض رغم ان الكويت قضت على شلل الأطفال منذ عام 1986.
وأضاف العنزي ان التطعيمات مصنعة من شركات عالمية متخصصة، مشيرا الى ان «منظمة الصحة العالمية تلزم الكويت بالتطعيم لان الاقليم ما زال به حالات اصابة، والتطعيم مطبق في كل دول العالم،مستغربا كل هذه الضجة عليه».
وقال ان الفئة المستهدفة من التطعيم هي من 6 اشهر وحتى 19 سنة، متوقعا ان يتم تطعيم مليون شخص، لافتا الى ان الكويت تظل في خطر ظهور حالات شلل الاطفال بسبب انتشار المرض في بعض الدول القريبة او البعيدة في الاقليم مثل باكستان وافغانستان.
كما اكد استشاري طب الاطفال الدكتور عبدالله شمساه ان الكويت تعطي لقاحا بالابر والفم ضد شلل الأطفال، بينما دولا مثل كندا وإسرائيل والصين واليابان تعطي بالفم. وقال ان أميركا الشمالية خالية من شلل الاطفال منذ عام 1979 ولذلك لا يعطون التطعيم بالابر، بينما التطعيم بالفم يعطي مناعة للجسم اكثر من التطعيم بالابر.
واضاف شمساه ان كل اقليم تابع لمنظمة الصحة العالمية له امراضه الخاصة، لافتا الى ان إسرائيل اعطت 11 مليار لقاح لمواطنيها خلال 10 سنوات؛ ان الابر اغلى عشرة اضعاف من التطعيم الفموي.
واستنكر شمساه الحملة التي تطول ذمم الاطباء وان التطعيمات وراءها منفعة،لافتا الى ان كل من يتحدث بهذا الشكل تنقصه المعلومة،مؤكدا أن منظمة الصحة العالمية هي مرجع الكويت في أي أمور تخص الصحة العامة.
بدوره قال رئيس مجلس أقسام طب الأطفال بوزارة الصحة، رئيس قسم الأطفال بمستشفى العدان الدكتور فواز الرفاعي إن وزارة الصحة لن تدخر جهداً لتعزير الصحة لكل من يعيش على أرض الكويت، مؤكداً أن مكون الزئبق غير موجود في الطعوم المستخدمة حاليا وأن مأمونية الطعوم عالية. مشيداً بقطاع الصحة العامة لادخال تطعيمات جديدة مثل البروسيلا والروتا اللذين صدر بهما قرار وزاري منذ شهر.
في المقابل، دعا استشاري الاطفال والبروفيسور بكلية الطب جامعة الكويت الدكتور خالد السعيد إلى عدم تنظيم حملات تطعيم إضافية خارج الجدول الحكومي المعلن سابقا، وعدم اعطاء أي تطعيمات إضافية من أي مصدر كان خاص او مراكز صحية حكومية، حرصاً على صحة الأطفال.
كما دعا السعيد، «الاطباء غير المتعمقين في علم الطعوم والاطفال، إلى ألا يفتوا في هذه القضية، من اجل صحة الاطفال بالكويت، ولأن ذلك يؤثر في ثقة الناس بالتطعيمات». وأضاف «ان تطعيم شلل الاطفال له الفضل الكبير بعد الله في القضاء على شلل الاطفال المميت في أكثر بقاع العالم، ومنها الكويت، وهو نوعان نوع يؤخذ بالفم حي، وآخر عن طريق الإبرة ميت، ولان التطعيم الحي يعيش في الامعاء ويخرج مع البراز، فمن الممكن ان ينتقل الى شخص قليل المناعة مثل الذي يتعاطى علاجا كيماويا فيسبب له مرض الشلل».
وأضاف«النقطة الاخرى المهمة ان الخبراء يوصون بانه في حال عدم وجود حالات شلل في البلد لسنوات، فان احتمال الاصابة من الشلل بسبب التطعيم تكون أكثر من احتمال الاصابة من الفيروس المرضي الاصلي، وذلك لان سلالة الفيروس الناتج من التطعيم تكون هي الغالبة في البلد المعني اكثر من سلالة المرض الحقيقية».
ذكرت الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتورة ماجدة القطان ان «جميع الطعوم التي توفرها الوزارة سبقتها ابحاث علمية وطبية ودراسات مستفيضة دلت على مأمونيتها، وعملية طلب الطعوم تستغرق شهورا واحيانا عاما كاملا لتوريدها، حيث ان دول الاقليم قامت بحملات مشابهة ضد هذه الامراض قبل فترة، فيما كانت الكويت من اواخر الدول التي اجرتها، بسبب الاقبال الكبير على طلب الطعوم من مصادرها».
قال رئيس مجلس أقسام طب الأطفال بوزارة الصحة، رئيس قسم الأطفال بمستشفى العدان الدكتور فواز الرفاعي «رسالتي كمسؤول عن أقسام الأطفال في دولة الكويت الى أولياء الأمور ان فعالية الطعوم عالية جدا، مؤكدا ان العملية ليست اعتباطية حيث ان الحملة تم الاعداد لها من شهور عديدة واجراءات كثيرة اتخذت بشأنها وانها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، مؤكدا ان وزارة الصحة لن تدخر جهدا لتعزيز الصحة لكل من يعيش على أرض الكويت.
شددت استشارية حوادث الاطفال في المستشفى الاميري الدكتورة فطومة محمود العبد الرازق على ان التطعيمات آمنة وان الاعراض الجانبية لها جدا بسيطة ولحظية، مشيرة الى بعض موانع التطعيم ومنها الحساسية المفرطة الشديدة أو اذا كان الاطفال يأخذون أدوية مهبطة للمناعة الى غير ذلك من بعض الموانع.
أشار استشاري الاطفال البروفيسور بكلية الطب بجامعة الكويت الدكتور خالد السعيد الى ان هناك دراسة من كلية الطب بالتعاون مع وزارة الصحة، اثبتت ان التطعيمات الاساسية ضد شلل الاطفال كافية.
وذكر أن «الوضع في الولايات المتحدة ان المرض تم القضاء عليه، ولذلك فقد تم منع تداول الطعم الفموي، وتم استبداله بالطعم الميت لتجنب حالات الشلل الناتجة من التطعيم».