0 تعليق
923 المشاهدات

ما هو طيف التوحد Autism Spectrum Disorders



الكاتب : وائل علام

هو مجموعة من الاضطرابات المركبة ذات منشأ عصبي بيولوجي، عادة ما تستمر طوال حياة الفرد. وتختلف هذه الاضطرابات في حدة الضرر الذي تسببه في مجالات التواصل والقدرات والمهارات الاجتماعية، وظهور السلوكيات النمطية التكرارية، وتتفاوت هذه الإعراض من بسيطة إلى شديدة، ويعرف أحد هذه الاضطرابات بمتلازمة أسبرجر، كما تشمل هذه الاضطرابات النمو الشامل غير المحدد.

وطيف التوحد هو جزء من مظلة أكبر هي اضطرابات النمو الشامل Developmental Disorders Pervasive، والتي تضم كلا من التوحد ومتلازمة ريت ومتلازمة أسبرجر واضطرابات الطفولة التحللي (التفككي) واضطرابات النمو الشامل غير المحدد.

وعادة ما يكون الآباء والأمهات أول من يلاحظ السلوك غير العادي لدى أطفالهم أو فشل أطفالهم في الوصول الى العلاقات النمائية المناسبة أو التطورات النمائية المناسبة، ويصف بعض الآباء والأمهات أبناءهم بأنهم مختلفون منذ ولادتهم، في حين يصف البعض الأخر أبناءهم بأنهم تطوروا بصورة طبيعية ثم فقدوا بعض المهارات فيما بعد.

إذا كانت لديك مخاوف حول تطور مهارات طفلك لا تنتظر، توجه الى طبيب الأطفال لفحص طفلك.

كيف يمكن معرفة الطفل التوحدي؟

لا يتشابه طفلان لديهما توحد، ولكن هناك الكثير من العلامات التي يشتركان بها، ويعتقد الخبراء أن هذه العلاقات تكون ملحوظة في السنوات الأولى للأطفال الصغار أو حتى قبل ذلك، والأطفال الذين لديهم توحد يواجهون صعوبة في التعامل مع الآخرين وصعوبة في الكلام، ولكنهم يتواصلون بطرق أخرى من الصعب على الأشخاص الآخرين فهمها ( قد يصيحون بصوت عال في حالة الضيق بدلاً من البكاء )، وهي إحدى نقاط الصعوبة الواضحة لديهم، بالإضافة إلى السلوكيات التكرارية النمطية (اللازمات الحركية أو اللفظية)، مثل تكرار الجملة نفسها مراراً وتكراراً، أو أداء حركات باليدين والأصابع بصورة متكررة، وقد يظهرون كذلك حساسية زائدة للمثيرات البصرية والسمعية واللمسية.

 

ما معنى أن يكون داخل الطيف؟

التوحد هو اضطراب طيفي وهذا ما يعني أنه يتخذ كثيراً من الأشكال المختلفة والتي تتراوح بين الاضطرابات البسيطة والشديدة، والأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات( أي الأطفال داخل طيف التوحد) قد يتشابهون في بعض السمات، ولكنهم يختلفون كإختلاف ألوان قوس قزح، فكل طفل له حزمة الأعراض الخاصة به، فبينما يتكلم أحد الأطفال بصعوبة ويعاني من صعوبات في تعلم القراءة والكتابة نجد طفلاً أخر يتمتع بأداء عال، بل يمكنه حضور الدروس التعليمية في المدارس العامة، وبينما نلاحظ لدى بعض الأطفال حساسية للعلامات الموجودة على الملابس بحيث يجب إزالتها كي يمكنه ارتداؤها، نجد طفلاً توحدياً آخر ليست لديه أية حساسية لتلك العلامات.

ما مدى انتشار التوحد؟

يصل عدد الأطفال ممن يقعون في طيف التوحد الى 1 لكل 150 طفلاً، وذلك وفقاً لإحصاءات مراكز الرصد، ويوجد حوالي 1.5 مليون فرد ممن يقعون في طيف التوحد في الولايات المتحدة الأمريكية، وتشير الإحصاءات الحكومية الى أن معدل ارتفاع نسبة حدوث التوحد هو 10- 17% سنوياً، ولسوء الحظ يبدو أن الأرقام مستمرة في الارتفاع، ومن بين كل 4 ملايين وليد سنوياً، هناك 24000 طفل منهم يقعون في طيف التوحد. وتشير الدراسات إلى أن الأولاد أكثر عرضة للإصابة بمرض التوحد من البنات، كذلك توضح المؤشرات أن طيف التوحد واضطراباته تكون أكثر حدة لدى البنات من الأولاد.

كيف يتطور التوحد عند طفلي؟

لا يعرف حتى الآن سبب التوحد، فهو ما زال غامضا حتى الآن، وترجح الدراسات الحديثة أن سبب التوحد هو سبب وراثي، وأنه يوجد ما يصل إلى 20 حزمة من المورثات التي تلعب دوراً هاماً في التسبب بالتوحد. إن علم الوراثة وحده لايستطيع الآن تفسير جميع الحالات، ولذلك فالعلماء يبحثون عن الأصول البيئية المحتملة وعن محفزات هذه الاضطرابات.

هل التطعيمات هي السبب؟

على الرغم من أن الجدل حول الدور الذي تلعبه التطعيمات ومسؤوليتها في التسبب بالتوحد يزداد يوماً بعد يوم، فإن الأبحاث لم تعثر على علاقة بينهما، ووفقاً لمنظمات مثل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ومنظمة الصحة العالمية، ليست هناك أدلة كافية لدعم الإدعاء بأن التطعيمات وتحديدا Thimerosal تتسبب في إحداث التوحد لدى الأطفال. وقد انتقدت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة (لانسيت) الطبية التطعيم الثلاثي ومنذ ذلك الوقت فتح باب الجدل حول الموضوع. ولاتزال الاتهامات موجهة من قبل آباء وأمهات الأطفال ممن يقعون في طيف التوحد.

هل يوجد علاج للتوحد؟

للأسف لم يتمكن الخبراء حتى الآن من إيجاد علاج للتوحد، وقد ظهرت العديد من أساليب العلاج منذ أن تصدرت اضطرابات طيف التوحد الصفحات الأولى لبعض الصحف والمجلات، ويعمل الأطباء جاهدين لإيجاد حل لهذه المشكلة المتفاقمة.

وتشير بعض مجموعات الدعم أن نقص التمويل للبحوث الخاصة بالتوحد هو المسؤول عن عدم وجود إجابات حاسمة لهذه المشكلة.

إن مشروع القانون المعروف باسم قانون مكافحة التوحد، هو الآن في طريقه للتنفيذ من خلال الكونجرس الأمريكي وهو ما قد يوفر ملايين الدولارات لتطوير علاج للتوحد. وحتى يتم اكتشاف هذا العلاج فإن الآباء والأمهات قد يعتمدون على برامج التدخل المبكر للحد من السلوكيات المرتبطة بالتوحد. وبالنسبة للبعض فإن هذه التدخلات ناجحة في توفير حياة إيجابية ونشطة للأطفال ممن يقعون في طيف التوحد.

ماذا أفعل إذا اشتبهت في بعض الأعراض لدى طفلي؟

يجب ألا تنتظر، تحدث فوراً مع طبيبك لفحص احتمالية إصابة طفلك بالتوحد، حيث تظهر أعراض التوحد لدى الأطفال الصغار بصورة تسمح بالكشف والتدخل المبكرين.

كيف أستطيع توفير المساعدة التي يحتاجها طفلي؟

يمكنك من البداية السعي للتأكد من وجود فريق طبي مؤهل بجانب طفلك التوحدي، وهذه يعني الأطباء والمعالجين والمعلمين والأطباء النفسيين من ذوي الخبرة في التوحد، كذلك يمكنك سؤال الطبيب المعالج لطفلك عن الخطوة التالية، حيث يمكن أن يوجهك نحو مختلف برامج التدخل أو اقتراح العلاجات التكميلية، وإلى شبكة من أولياء الأمور يواجهون تحدياتكم ذاتها .

كيف يمكنني التعامل مع هذا التشخيص؟

أولاً كن رحيماً مع نفسك، فليس من السهل التعافي من صدمة أن طفلك يعاني من اضطرابات نمائية غير معروفة التشخيص أو العلاج. تقبل جميع المشكلات التي سوف يطرحها التشخيص بصدر رحب ولا تلق اللوم على نفسك حيث يستحيل معرفة طريقة معينة لحماية طفلك من التوحد. الخطوة التالية هي الاستعداد التام للتعامل مع جميع الحقائق المتعلقة باضطرابات طيف التوحد، فالمعرفة قوة، وهي تجعلك أكثر قدرة على التعامل مع التوحد. ومن الأهمية أن تعطي لنفسك هدنة من التوحد، وأن تتوجه الى الإستشاري لطلب المساعدة فلا يمكنك مواجهة كل المشكلات بمفردك.

 

هل بمقدور طفلي الذهاب إلى المدرسة؟

العامل الأهم هو المكان الذي يقع فيه طفلك على طيف التوحد، ومن المفيد تلقي الدعم من مجموعات الآباء والأمهات ومن الأطباء والمعالجين والمدرسين. وطبقاً لقانون المعاقين الأمريكي لعام 1990 والخاص بالأطفال ممن لديهم توحد، فمن حق طفلك الوصول إلى خدمات التعليم الملائمة الممولة من قبل الحكومة الأمريكية، سواء كانت فصول عامة أو الفصول الدراسية للتعليم الخاص.

 

 

المصدر : المنال

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0