فارس في التصوير والتقاط الحركة بعين الكاميرا، كما هو اسمه، فارس عيسى، الذي آمن بقدره وحكمة الله أن خلقه معاقاً، نتيجة إصابته بمتلازمة داون التي تعد الأكثر انتشاراً، تقبل الأمر بصدر رحب، كما تقبله أهله الذين لم يقصروا في حقه، فمنحوه المحبة والاحترام والرعاية الكاملة، قبل أن ينتقل من حضن عائلته إلى حضن مركز راشد للمعاقين، حيث استطاع في أروقته أن يتعلم أصول «تحدي» الإعاقة.
كما تعلم في أروقة المركز أصول التصوير الفوتوغرافي، ليصبح أحد المعتمدين في مركز راشد للمعاقين، حيث اعتاد أن يلتقط بعينيه وعين الكاميرا صوراً تعبيرية وأخرى جمالية، وثالثة توثق لعديد الأحداث التي يستضيفها المركز. فارس خلفان عيسى، الذي تجاوز عمره سن الـ15، لا يزال يتلقى رعايته وتدريبه في مركز راشد للمعاقين منذ اللحظة الأولى لدخوله حرم المركز، الذي شهد العديد من قصص النجاح التي سطر كلماتها فارس وأقرانه، ممن أعادوا بمواهبهم وقدراتهم تعريف مصطلح «الإعاقة»، متجاوزاً بذلك فارس كل أشكال معاناتها، ليحوز في مشواره على جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة عن صورة التقطها بعدسته لجملين يتعانقان.
في مشهد يشع بالحميمية والحب والوفاء في العِشرة. يتمتع فارس بهدوء جامح، يعكس مدى تصالحه مع إعاقته، وتفوقه عليها، متعاون مع برامج علاجه وتدريبه وتأهيله، بحسب ما قاله محمد يونس، رئيس قسم الفنون وتنظيم الفعاليات في مركز راشد للمعاقين، الذي يتابع حالة فارس وتدريبه، وهو الذي كشف عن موهبة فارس في التصوير قبل نحو 3 سنوات. ملاحظة إدارة مركز راشد للمعاقين لتعلق فارس بالكاميرا، وشغفه في التصوير، دعاها إلى الاهتمام به، وتلبية رغبته الدائمة في ذلك، في محاولة من إدارة المركز لتطوير هذه الموهبة.
والاستمرار بتحفيز فارس عليها، عبر طرق عديدة، من خلال اصطحابه إلى معالم معروفة في دولة الإمارات، مثل مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، وبرج خليفة، وفندق برج العرب في دبي، وكذا بعض الحدائق والشواطئ، من أجل إعطائه الفرصة لالتقاط صور واسعة، ومميزة.
بطاقات تهنئة
مهارة التصوير لدى فارس بلا شك تشعره بالسعادة والتفوق على الإعاقة، وتساعده على المضي قدماً نحو الاندماج في المجتمع، فضلاً عن كونها تساهم في زيادة ثقة المجتمع بقدرة فارس على التقاط صور، لا يقدر عليها سوى المحترفين في هذا المجال، ليتحول فارس إلى مبدع يضرب به المثل، كيف يمكن للمصابين بمتلازمة داون التفوق والنجاح والعمل، لا سيما وأن العديد من صور فارس، لم تظل حبيسة ذاكرة الكاميرا، حيث تجاوزتها نحو الطباعة، بأن تحولت إلى بطاقات تهنئة تباع في كل مكان.
