اجمع عدد من المخترعين الكويتيين من الشباب المشاركين في المعرض الدولي التاسع للاختراعات في الشرق الأوسط على أهمية دور القطاع الخاص في تبني أفكارهم واختراعاتهم لتنفيذها وتصنيعها للاستفادة منها على ارض الواقع.
وابدوا في لقاءات متفرقة مع القبس خلال جولة في اليوم الثاني للمعرض سعادتهم للمشاركة في هذا المعرض الدولي تحت عنوان «لقاء المخترعين بالمستثمرين» الذي أتاح لهم الفرصة لتسويق اختراعاتهم والاطلاع على الأفكار الجديدة من مختلف المشاركين من عدة دول عربية وأجنبية.
وأكدوا ان المثابرة والإصرار هما طريق النجاح وان أعظم الاختراعات بدأت بفكرة بسيطة وشرح كل منهم اختراعه وفائدته خلال السطور التالية:
في البداية، قالت المخترعة ريهام اشكناني صاحبة اختراع الكفوف الرياضية الصحية، بحكم تجربتي كرياضية كنت دائما احتاج إلى منشفة نظيفة وقريبة مني خلال التمارين لتجفيف العرق من دون ان أتوقف عن الحركة او اذهب لإحضارها، لذا فكرت ان أضع هذه المنشفة في ظهر القفاز الرياضي الذي ارتديه خلال التمارين، مضيفة: قمت بعمل تصميم جديد لقفاز اليد يحوي الجزء العلوي على فوطة مصنوعة من المايكروفايبر والجزء الآخر تحته تخزن به محارم ورقية، اضافة إلى جيب آخر يقع على مقربة من جيب المحارم عبارة عن وعاء عطري يخرج منه انبوب لنقل العطر السائل إلى المحارم والفوطة لتكون رائحتها جيدة ومنعشة عند التجفيف بها.
وبينت انه تم تسجيل الفكرة كبراءة اختراع في المركز الأميركي وستعمل على إنتاج نموذج أولي للاختراع لتتمكن من إضافة تطوير عليه، ومن ثم العمل على تسويقه وتصنيعه، لا سيما ان المنتج قريب من المنتجات الموجودة في الأسواق مع بعض التعديلات التي تزيد على التكلفة الأصلية للقفاز 4 دنانير.
وقالت اشكناني لجميع الشباب: لا تستهينوا بأي فكرة بسيطة، فيمكن ان تتحول إلى اختراع، مشيرة إلى ان ابسط الأشياء مثل «التيب» له براءة اختراع.
شاشة بالميكروفون
من جانبها، قالت المخترعة انفال الصفار: لقد حصلت على براءة اختراع عن علبة الكترونية تحوي اربع شارات تثبت حول الميكروفون لعرض فيديو او صور او كتابة عن طريق ابليكيشن او كارت ذاكرة خاص بكل شاشة.
وأشارت إلى ان الاختراع يفيد المذيعين والمراسلين ليتمكنوا من قراءة المادة المراد إذاعتها من خلال الشاشة المثبتة على الميكروفون الممسك به، إضافة إلى عرض شعار القناة على الجوانب الثلاثة الاخرى.
وكشفت انها تعمل حاليا على مخاطبة المستثمرين الذين يزورون المعرض وتشرح لهم فائدة الاختراع وكيفية الاستفادة منه، آملة ان يتبنى احدهم هذا المشروع، خاصة انه غير مكلف وسيفيد الكثير من الإعلاميين.
ودعت الشباب ممن لديه فكرة أن يتقدم بها لمركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع ليساعدوه على بلورتها ونجاحها.
حقيبة بعجلات
اما حنان الهاشمي، فاخترعت حقيبة سفر بعجلات يمكن ان تجر او تدفع مثل عربانة الأطفال حتى يوزع الوزن ولا يشعر به حامل الحقيبة، وبينت انها قامت بإضافة حامل بعجلات خلفية.
وقالت: خطرت لي الفكرة عندما كنت أسافر مع أبنائي للخارج وجدت ان بعض المطارات لا يوجد بها عمال للمساعدة، فأضطر الى حمل الحقائب بمفردي وتحمل أوزانها، لذلك فكرت في توزيع الحمل وتحويلها إلى عربانة يمكن حتى للأطفال دفعها.
مواقف المعاقين
من ناحيتها، قالت المخترعة الجوهرة عبدالله الهملان، انها تمكنت مع صديقتها منار المطيري من التوصل الى اختراع يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال الحد من استغلال مواقفهم الخاصة، وذلك عن طريق نظام وقوف السيارات الآلي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو عبارة عن كرت مبرمج يحمل بيانات السيارة والبيانات الشخصية بالكامل، وجهاز قارئ للكارت يوضع أمام المواقف يمكن حامليه من الوقوف، وفي حال دخلت سيارة من دون كارت يصدر جهاز الإنذار صوتا وضوءا للتحذير من الوقوف، واذا لم تستجب تقوم الكاميرا المثبتة في الجهاز بتصوير أرقام اللوحات وإرسالها مباشرة إلى إدارة المرور لتسجيل مخالفة.
وأوضحت ان الجهاز يعمل عن طريق لوحات الطاقة الشمسية ولا يحتاج إلى التوصيل بمصدر كهرباء لنتمكن من وضعه في اي مكان، مبينة ان هذه الفكرة كانت لمشروع التخرج وتم إدراجها في مركز صباح الأحمد وتم تطويرها وحصلنا منها على براءة اختراع.
وأكدت ان تكلفة إنتاج الجهاز غير مرتفعة ويمكن تصنيعه وتسويقه، وان تستفيد به وزارة الداخلية لوضعه في مواقف المعاقين في البلاد.
«اثنان في واحد»
بدوره، قال أستاذ مساعد الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر بكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية سيد إبراهيم إسماعيلي، ان الفشل هو اول طريق النجاح، مؤكدا انه فشل في بداية طريق الاختراع في أكثر من تجربة تعلم خلالها اشياء جديدة، حتى استطاع تحقيق النجاح وتسجيل اختراعه «اثنين في واحد» في مركز براءات الاختراع الأميركي.
وبيّن ان اختراعه عبارة عن نظارة واحدة ذات وجه وظهر مختلفين، يمكن ان يتحول الظهر إلى وجه وبذلك يكون لدينا لونان مختلفان يمكننا استبدالهما كما نشاء.
الوزان: تشجيع الابتكار لتعدد مصادر الدخل
أكد نائب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالوهاب محمد الوزان، ضرورة التكاتف والعمل المشترك لترى هذه الاختراعات النور وتأخذ طريقها نحو التصنيع والتسويق عن طريق القطاع الخاص.
وشدد على ان واجب القطاع الخاص الترويج لهذه الاختراعات والإبداعات المبتكرة، لافتاً إلى ان الكويت قطعت شوطاً كبيراً في هذا، مشيدا بدور مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع في دعم المخترعين الكويتيين ومساندتهم.
وبين الوزان ان غرفة تجارة وصناعة الكويت تشجع وتشد على سواعدهم بأن يستمروا في تطوير المعرض وايجاد المستثمرين واعطاء الدول الخليجية والعربية زخما عالميا للوصول إلى الإنتاج والتسويق لتكون لدينا صناعات محلية وخليجية تصل بنا إلى العالمية ونختصر الطريق، ويكون لدينا تعدد في مصادر الدخل بدلا من الاعتماد على مورد واحد وهو النفط.
الصانع: تسويق الاختراعات الكويتية محلياً ودولياً
أكد أمين سر الجمعية الاقتصادية الكويتية مهند الصانع، حرص الجمعية على دعم الاختراعات المشاركة في المعرض الدولي للاختراعات، والعمل على تشجع المخترعين الكويتيين لتنطلق اختراعاتهم إلى السوق المحلي والعالمي.
واشار الى ان الجمعية ناقشت مع مجلس إدارة النادي العلمي إيجاد السُبل والوسائل التي تعمل على تقريب المسافات بين المستثمر والمخترع، وتحقيق الغرض من المعرض، لافتاً إلى ان المخترع يفتقر إلى الأدوات والقنوات الرسمية لتسويق اختراعه كي يصل إلى المستثمر، موضحاً ان الجمعية وجهت دعوات لأعضاء الجمعية العمومية بضرورة زيارة المعرض والاطلاع على الاختراعات المشاركة.
المطوع: لدينا مليارا دينار لخدمة الشباب
طالب عضو مجلس الأمة الأسبق عبدالعزيز المطوع صندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالنظر في تبني اختراعات الشباب واعتبارها مشاريع صغيرة ويساهم في إنتاجها والاستفادة منها.
وقال لـ القبس انه عندما كان عضو مجلس امة عام 1996 طالب بعمل محفظة للشباب بقيمة 50 مليون دينار، وقد تمت وأصبح اليوم لدينا محفظة بقيمة ملياري دينار، ويجب ان تستغل لخدمة المخترعين والمبدعين وتنفيذ اختراعاتهم على ارض الواقع.
وأشاد بجهود القائمين على النادي العلمي والمعلمين والمدربين الذين تبنوا هؤلاء منذ الصغر وتم احتضانهم لتنمية مواهبهم وصولا إلى هذه المرحلة.
المصدر : ايليا القيصر \ القبس