0 تعليق
401 المشاهدات

متخصصون..اطفال الدسلكسيا اذكياء لكنهم بحاجة لمساعدة مجتمعية جادة



مازال معظم الناس ينظرون الى الاطفال الذين يعانون ضعفا في التحصيل العلمي وقلة انتباه وتركيز باعتبارهم فاشلين دراسيا دون ادراكهم ان هؤلاء الاطفال يعانون مشكلة حقيقية تتمثل في صعوبات التعلم لاسيما مرض (الدسلكسيا) الذي يشكل تحديا كبيرا لهم طوال حياتهم.
وتعد الدسلكسيا نوعا من انواع من صعوبات التعلم التي يواجهها الفرد والتي تتمثل في اعراض عدة تظهر على الطفل المصاب منها صعوبة تعلم الابجدية وصعوبة الكتابة اضافة الى اعراض قد تصاحب المصاب بالدسلكسيا لكنها تختلف من شخص الى اخر كفرط النشاط و عدم القدرة على التركيز والتفاوت في الاداء من يوم الى اخر لكنهم يشتركون جميعهم في صعوبة تعلم القراءة و الكتابة.
وفي هذا السياق قال رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية للدسلكسيا محمد القطامي ان مرض الدسلكسيا ما زال غير معروف طبيا من بعض النواحي اذ لا توجد ادوات خاصة قادرة على كشفه بطريقه طبية بل يتم الكشف عنه من قبل شخص تربوي نفسي يستخدم ادواته بطريقة تشخيص نفسية.
واوضح ان الاصابة بالدسلكسيا تنتج عادة عن عدة اسباب منها وراثي بمعنى ان الطفل يكون مصابا بها قبل ولادته او ان تكون مكتسبة اي ان يكون الطفل قد تعرض لمشكلة صحية اثناء ولادته اثرت عليه مثل نقص الاكسجين او نمائية اي انها تنمو وتنشأ مع الطفل منذ صغره.
وذكر القطامي ان معظم حالات الدسلكسيا يتم اكتشافها عند الصغر اي عند دخول الطفل الى المدرسة كما ان هناك العديد من البحوث التي تجرى حاليا في جامعات امريكية لايجاد طريقة تساعد على الكشف المبكر عند الفرد بعد ولادته مباشرة.
وقال ان المصاب بالدسلكسيا يعتبر من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مبينا ان الجمعية تسعى لتقديم يد المساعدة للاطفال المصابين به عن طريق توفير بيئة صالحة لهم وظروف طبية ملائمة بحيث يكونون قادرين على التعايش و الاندماج مع مجتمعهم بصورة طبيعية مضيفا ان الجمعية تقوم ايضا بتوعية المجتمع المحيط بهم سواء اولياء الامور او المدارس حول كيفية احتوائهم والتعامل معهم بطريقة صحيحة.
من جهتها قالت مديرة مدرسة السديم النموذجية لذوي صعوبات التعلم التابعة لوزارة التربية خالدة الشاهين في لقاء مماثل ان المدرسة تحاول قدر المستطاع احتواء الدسلكسيا ومعالجتها اضافة الى الانواع الاخرى من صعوبات التعلم الموجودة لدينا باستخدام طرق واساليب خاصة ومتطورة .
واوضحت الشاهين ان مدرسة السديم تعتبر اول مدرسة حكومية في الشرق الاوسط ترعى فئة صعوبات التعلم ومن ضمنها الدسلكسيا وتقدم لهم خدمات علاجية مناسبة مضيفة ان رؤية المدرسة تتركز على اعادة تأهيل الطالب علميا وتربويا اثناء العام الدراسي من خلال معالجة صعوبات التعلم لديه باستخدام اساليب التعلم الجماعي و الفردي.
واوضحت ان هناك نوعين من الفصول في المدرسة اولهما فصول جماعية يدرس فيها مناهج وزارة التربية كاملة والاخر فصول فردية لكل من الرياضيات و اللغة العربية و اللغة الانجليزية ليتم معالجة كل تلميذ بمفرده في مهارات هذه المواد باشراف نخبة من المعلمات المؤهلات تربويا ونفسيا للتعامل مع هذه الفئة من الطلاب.
واضافت ان لدى المدرسة وسائل للتعليم متطورة تكنولوجيا ووحدة للعلاج النفسي تضم نخبو من المتخصصين النفسيين و الاجتماعيين.
واوضحت ان من اكثر الصعوبات التي تواجهها المدرسة في تعاملها مع الطلبة بداية دخولهم لهذه المدرسة وتكيفهم معها حيث يميلون في بداية الامر لان يكونوا عدوانيين نوعا ما في تعاملهم مع الاخرين اضافة الى فرط النشاط و تشتت الانتباه مضيفة ان المدرسة تحاول قدر المستطاع احتواء هذه الصعوبات عبر خطط متنوعة لتغيير السلوك وعلاجهم من الصعوبات التعليمية التي يواجهونها.
وقالت ان المدرسة خرجت في العام 2011 -2012 دفعة من الطلبة وتابعتهم في المرحلة المتوسطة حيث كانت نسبهم العلمية تتراوح بين 70 – 90 في المئة في المواد الدراسية معتبرة ذلك انجازا مهما بالنسبة لفئة صعوبات التعلم.
واضافت الشاهين ان مدرسة واحدة او مدرستين غير كاف لاعداد المتعثرين دراسيا مقارنة بعددهم مبينة ان عدد التلاميذ في المدرسة يبلغ حوالي 100 طالب موزعين على عشرة لان كل فصل يستوعب عشرة تلاميذ كحد اقصى.
واوضحت ان المدرسة اشركت عددا منهم في مسابقات على مستوى المنطقة التعليمية وعلى مستوى دولة الكويت وحقق بعضهم مراكز متقدمة في مسابقة الخط الكوفي والشعر العربي.
من جانبها قالت رئيسة الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم امال الساير ل(كونا) انه تم في الاونة الاخيرة الاعتراف بالدسلكسيا من قبل القانون الدولي على انه نوع من انواع الاعاقة على الرغم من ان نسبة ذكاء المصاب به فوق المتوسط بمعنى انهم اطفال اذكياء قادرون على التفوق .
واوضحت ان الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم تتعاون مع اولياء الامور و المعلمين من خلال توعيتهم حول كيفية التعامل مع الطلبة الذين يعانون من الدسلكسيا اضافة الى مساعدة الطلبة انفسهم وتقديم الدعم و المساعدة لهم من خلال عدة برامج هادفة .
وذكرت ان الجمعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بمركز تقويم وتعليم الطفل “ونعمل معهم كحلفاء منذ سبع سنوات لدعم الطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم” مبينة ان الفرق الوحيد بين الجمعية وبين مركز تقويم وتعليم الطفل ان الجمعية تتوجه الى التعليم الخاص في حين يتوجه المركز نحو التعليم العام.
واضافت ان هناك نحو 60 الف طالب في الكويت مصابون بالدسلكسيا وهم بحاجة لمساعدة مجتمعية من خلال امور عدة منها فرض قوانين تصب في صالحهم كقانون يلزم المدرسة بتعامل معين معهم من خلال تخصيص احد المدرسين لقراءة الدروس و الامتحانات لهم واعطائهم وقتا يتراوح بين نصف ساعة وساعة كزمن اضافي في الامتحانات.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0