خدمات كبار السن في الكويت رغم القوانين الجديدة التي أقرت لخدماتهم وخدمتهم، فانها تظل قاصرة، فلطالما استمعت إلى معاناة بعض الأسر التي تحولت منازلهم إلى مستشفيات رغم وجود خدمات طبية وكوادر كويتية طيبة.. ولكن! وهنا التعجب، فالمعاناة لا يشعر بها إلا من اضطرته الظروف لمتابعة حالات إعادة تأهيل في مستشفى كـ«الطب الطبيعي»، وهو مستشفى قديم في مبانيه ويعاني من قصور في مرافقه، والداخل به يتذكر مستشفيات السبعينات والثمانينات لحالات المرضى، حيث لا يوجد أطباء غير تخصص العلاج الطبيعي ما يعرض بعض الحالات التي تتطلب رعاية خاصة بالمستشفى لأي طارئ، وهي المحولة أصلا من المستشفيات بناء على طلب من المستشفى التخصصي ولا تعالج بتاتا، بل يضطر المستشفى الى تحويل الحالات إلى المستشفيات المتخصصة عن طريق الاسعاف، وأحيانا تكون الحالات أبسط وتتطلب فقط متابعة، ولا تتطلب عناء هذا النقل وتحويل الملف والبدء في تشخيص جديد وقد تضيع معه الملفات، وكذلك لا توجد أقسام تصوير أشعات متخصصة كالرنين المغناطيسي وغيرها من الأشعات التخصصية! ما يتطلب نقل المرضى إلى مراكز بعيدة وفق مواعيد أبعد!
حالات كبار السن وبالذات التي تتطلب إعادة تأهيل بعد رقود في المستشفى، أو الحوادث التي لا يغطيها التأمين الصحي ولا تصلح للعلاج في الخارج ويرفض المسن التنقل والسفر ولا تتجاوب معه متطلبات المستشفيات الحكومية.. فمستشفى الطب الطبيعي لا يخلو من الأطباء وكفاءات جيدة ولكنها تحتاج إلى نظام شامل ونفضة، ويظل المستشفى الأقل حظا بالرعاية والعناية، وإذا كانت الملايين التي صرفت على العلاج في الخارج هي لفئات محدودة، فان من الأولى أن يتم فتح الباب لمستشفى متكامل لإعادة التأهيل ويكون لكبار السن الأولوية على من سواهم وتخفيف معاناة الأسر وذوي الحالات الخاصة.
بلادنا تقدم خدمات رائعة ولكنها تحتاج إلى إيصال الخدمات لمن يحتاجها، وهذه رسالة معاناة أتمنى أن تصل إلى كبار السن من أعضاء حكومتنا، وإلى من سيكون مستقبلا من هذه الفئة.
د. محمد عبدالله العبدالجادر