الله يديمها علينا من نعمة أمن وأمان ورخاء في كويت النور.
في الصغر ونحن على مقاعد الدراسة تعلمنا انه إذا رغبت الملوك عن العدل، رغبت الرعية عن الطاعة!
ومن الأحاديث: إذا أتاك الخصم وقد فقئت عينه، فلا تحكم له حتى يأتي خصمه، فلعله قد فقئت عيناه جميعا!
المساعدات الاجتماعية مسمى جميل ذو وقع أجمل في قلوب فئات كل من عجز عن العمل والأيتام والأرامل والمطلقات وغير المتزوجات وأسر المسجونين والتائبين وربات البيوت والطلبة في الخارج والعسكريين وشؤون القصر بنات وشؤون القصر أيتام وشؤون القصر أرامل وكل حالات الإفلاس والمتزوجات من فئة البدون ومن يستثنيهم الوزير.
المساعدات الاجتماعية الحكومية مكرمة إنسانية لهذه الفئات التي ذكرتها، قال تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان ـ النحل: 90).
وقد ارتفع اسم الكويت عاليا وسيظل إن شاء الله بمثل هذه الأعمال الحضارية، فالعدل صورة جميلة متوطنة عندنا والجور صورة قبيحة نرفضها لأننا جميعا في الكويت حكاما ومحكومين نتحرى العدل وبقاء الأوطان، ووحدة وسلامة أي مجتمع لا تتم إلا بالعدل والتمسك بالدستور الذي نعتز به.
تقول وزيرة الشؤون ووزيرة التخطيط الواثقة والمجتهدة الأخت هند الصبيح: إن المساعدات الاجتماعية سنويا بلغت 260 مليون دينار منها 9.57 ملايين لـ 1255 كويتية متزوجة من غير كويتي! وإن هذه المساعدات الاجتماعية قفزت من 119 مليونا إلى 260 مليون دينار خلال 5 سنوات! ارتفاع فلكي غير مبرر!
في فتح ملف المساعدات نجد هناك مبالغ صرفت دون وجه حق وهي ما يعادل 2.5 مليون دينار! هل تمت محاسبة المسؤول عن هذا الهدر؟! وأنا قلت في عنواني ان المساعدات الاجتماعية سلاح ذو حدين لأن هناك من يسعى ويصر على أخذ هذه المساعدات رغم ان القانون لا يعطيه الحق في ذلك! «الجمبازية والمتحذلقين عندنا الكود بيزه»!
ومضة: المساعدات الاجتماعية قضية مستدامة مادمنا دولة مانحة ونعيش الرفاه، اضافة الى الدعم السخي من لدن صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والذي على الدوام يذكر في خطابه السامي هذه الفئات الضعيفة، وايضا ما وجدناه من اهتمام ملحوظ من الوزيرة النشطة هند الصبيح لتوصيل هذه المساعدات الى مستحقيها وحجبها عن غير المستحقين لما يسببه هؤلاء لهذه المساعدات من ظواهر سلبية واتكالية.
آخر الكلام: 1200 دينار شهريا لكل أسرة كحد أقصى ولا تقل عن 255 دينارا بحد أدنى أمر معقول لهذه الفئات المستفيدة والتي يلجأ بعضها للتحايل والتلاعب.
أعلم ان مئات الآلاف من الملفات تحتاج الى تدقيق لبيان صحة ودقة المعلومات قبل البدء في إعطاء الإذن للصرف ولتقليل حجم الأخطاء التي يمكن ان تتسبب في صرف مبالغ دون وجه حق.
وإنني أشيد وأؤيد مشروع «من كسب يدي» لدعم وتأهيل اكثر من 2000 مستفيدة من المساعدات الاجتماعية، ونشكر وزارة الشؤون والأمانة العامة للأوقاف على هذا التعاون الثنائي لدعم هذا المشروع الطموح الذي يعلم «صنعة مهنة»، وياليت قطاعات الدولة تهتم بشراء المنتجات وتسويقها وإعطاء شهادات خبرة لبناتنا الناجحات في هذا الميدان التنموي الحضاري، وتشجيع قيام أسواق مشابهة لمول بوتيك 33 لتصريف إنتاج المستفيدات من برنامج «من كسب يدي»، فالعطاء لذوي القربى ولأهل الكويت أفضل بكثير من عطايا ضائعة هنا وهناك لشعوب أو حاكم لو ألقمته عسلا عض إصبعك في جحود ونكران للجميل، وما اكثرهم! فقط ارجعوا بذاكرتكم الى شهور الاحتلال الصدامي العراقي البغيض، من ناصرهم؟!
إذن عيال الديرة أولى وأحق فلا تبخلوا عليهم.. يستاهلون.
يوسف عبدالرحمن