طور العلماء قفازاً إلكترونياً أطلقوا عليه اسم «إيزو غلوف» يمنح المرضى الذين فقدوا أيديهم بفعل حوادث معينة أو جلطات أو ضمور في العضلات فرصة تعويض ذلك واسترجاع الحركة الطبيعية لأيديهم من خلال استخدام جهاز إعادة التأهيل الجديد.
ويتكون هذا القفاز من مواد لينة، وتم تطويره بالاستناد إلى روبوتات تقليدية تستخدم في مجال العلاج الطبيعي، ويحتوي على مجسات للكشف عن النبضات العصبية التي تطلقها العضلات، لتحاكي الحركات الطبيعية لليد. وهو يثير الشعور بحالة الارتياح لدى المرضى، ومضغوط وقابل للحمل، وبالتالي يتيح للمرضى الذين يتلقون العلاج في منازلهم إعادة التأهيل براحة أكبر.
وقال الأستاذ المساعد راي يوو العضو البارز في فريق البحث التابع لشركة «إن يو إس» الاختصاصية بهندسة الطبي الحيوي والأجهزة الروبوتية: «كي يستعيد المرضى وظائف أيديهم يجب عليهم أن يتلقوا برامج إعادة التأهيل، والتي عادة ما تتضمن مهام مكررة مثل الإمساك بالحاجيات وتركها. وتعتبر هذه تمارين مكثفة تتناسب واحتياجات المرضى».
وصمم جهاز «إيسو غلوف» كي يساعد المرضى على أداء تمارين إعادة التأهيل في ظروف مختلفة، كعنابر المستشفيات ومراكز إعادة التأهيل وحتى في منازلهم أيضا، نظرا للتقنيات الموجودة به والتي يمكنها الكشف عن الإشارات الصادرة عن العضلات وتفسير معانيها.
ويمكن لهذا القفاز مساعدة المرضى على مزاولة أعمالهم اليومية، وذلك عبر إرشاد الأصابع على أداء مهام مختلفة مثل الإمساك بكوب معين، على سبيل المثال. وتتألف الأجهزة الطبية التقليدية المستخدمة في العلاج الطبيعي من معدات كهربائية، وهي ثقيلة ومُقيدة للمرضى في كثير من الأحيان.
أما بالنسبة إلى القفازات المبتكرة فهي من طراز جديد، وتتكون من مواد مرنة وتعمل بسهولة. ويتكون الجزء الأساسي من القفازات من أنسجة قماشية ومفاصل. وتحتوي على أربطة بلاستيكية يمكن تعديل وضعيتها لتناسب مع مختلف أحجام اليد.
نظام تحكم
ويرتبط القفاز بنظام تحكم يسيطر على عمل اليد، وينسق نسبة ضغط الهواء، ويوجه محركه المرن. وعندما تتعرض مفاصل الكف للضغط، تتحرك كل المجسات الموجودة على امتداد الكف الإلكترونية لجعل الأصابع تتحرك. ويمكن للمريض طي اليد ومدها وليها لدعم مختلف الحركات.
الأسلوب الجديد هذا لا يقيد حركات اليد الطبيعية، على النقيض من الأجهزة التقليدية. وتعمل المفاصل المحركة لليد بقوة وبشكل منفصل بحيث يمكن لكل أصبع أن يتحرك بمفرده. ويمكن للمريض المستلقي على السرير استخدام القفاز الإلكتروني بسهولة أكبر، تماما مثل الحزام الإلكتروني الذي يوضع على خصر المريض الجالس في المنزل.
ويعتمد القفاز الإلكتروني على آلية مراقبة ذاتية تتضمن الدمج بين تقنيات تحديد نسب ضخ الشحنات الكهربائية ومضاعفة ترددات الموجات. ومع وجود هذه الخاصية يمكن للقفاز الآلي التنبؤ برغبة اليد بالقيام بحركة معينة، مثل التقاط قلم ما أو الإمساك بكوب. ومن خلال تفسير الإشارات التي تصدرها القفازات، يمكنه بالتالي مساعدة المريض على تحريك أصابعه لإنجاز مهام معينة.
الرنين المغناطيسي
يقول الدكتور ليم جونغ هون، الذي يشغل منصب مستشار أول في مستشفى الجامعة الوطنية لعلم الأعصاب: «مع هذا النموذج الجديد من القفازات يمكننا تطوير أدوات علاجية باستخدام تقنيات آمنة قابلة للارتداء». ويمكن للمرضى أن يبادروا بأداء مختلف الوظائف عوضاً عن أن يصبح المرء مستقبلاً شخصية سلبية إزاء ممارسة التمارين الرياضية.