تعد قرية «الشيخ صباح الاحمد» الخيرية في اندونيسيا شاهدا على عطاء الكويت وشعبها غير المحدود ومبادراتها في اغاثة المحتاجين بمختلف انحاء العالم والتي توجت بتسميتها «مركزا للعمل الانساني» من قبل الامم المتحدة.
ويتميز العمل الخيري الكويتي بالتكامل والتنظيم بفضل التعاون بين الجهات الرسمية والاهلية ليتم تقديمه للدول المحتاجة باسم الكويت التي تشهد لها جميع المحافل الدولية بدعمها للعمل الانساني.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الجمعية الكويتية – الاندونيسية المشرفة على تنفيذ المشاريع وادارة القرية أحمد الهولي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا): ان هذه القرية تعد احد الاوجه المشرقة للعمل الانساني الكويتي والتي تسهم في توطيد العلاقات مع اندونيسيا.
وأضاف أن القرية اطلق عليها اسم صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد في عام 2011 تزامنا مع احتفال البلاد بالذكرى الـ50 للاستقلال وذكرى مرور 20 عاما على التحرير ومرور خمس سنوات على تولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم.
وبيّن الهولي ان القرية كان يطلق عليها في السابق معهد دار السلام الاسلامي في قاروت بجاوا الغربية، وافتتحت في عام 1984 بتمويل كويتي في شكل مشاريع خيرية لسكان المنطقة.
وذكر أن القرية تقع على مساحة تقدر بـ 80 الف متر مربع وتضم دارا للايتام واخرى مماثلة لليتيمات، ويقدر عددهم بالقرية 450، ويدرسون بها، بالاضافة الى مطبخ رئيسي وقاعة الضيافة وصالة طعام للايتام.
وقال إن القرية يوجد بها سكن للهيئة التدريسية وعددهم 126 مدرسا ومدرسة يقومون بتدريس الطلبة والطالبات بالقرية، وهم موزعون على 6 مدارس في كل مدرسة 360 طالبا بالاضافة الى مستوصف لخدمة اهالي القرية والقرى المجاورة لها.
ولفت الهولي الى أن عدد الطلبة والطالبات يبلغ 1750 يدرسون بالمرحلتين المتوسطة والثانوية ويدرسون العلوم الشرعية، أما بالنسبة للمرحلة الابتدائية فهم يدرسون بمدارس خارج القرية، وتقوم الجمعية بالتعاون مع الجهات الخيرية الكويتية بتأمين ودفع رسومهم الدراسية.
وأضاف ان القرية تشتمل على مركزين للتدريب المهني أحدهما للطلبة والايتام والآخر للطالبات واليتيمات، ويسهمان في ايجاد مصدر دخل يوفر لهم سبل العيش الكريم عقب تخرجهم.
وأفاد بأن القرية بها صالة متعددة الاغراض تم انشاؤها على نفقة وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الكويتية لخدمة ادارة القرية لإقامة الاحتفالات وعقد اللقاءات بها.
وأوضح أن ادارة القرية قامت ببناء واستبدال بيوت للفقراء في القرية ببيوت اكثر جودة وامانا لهم من الظروف المناخية التي تسود اندونيسيا على مدار العام في لمسة انسانية من قبل المحسنين في الكويت.
وأضاف أن الايتام المتميزين بالقرية يشاركون في عدد من الفعاليات الكويتية ومنها حفل افتتاح قرية صباح الاحمد التراثية وحفل السفارة الكويتية في اندونيسيا بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير بالاضافة الى حفل بيت الزكاة الكويتي بيوم اليتيم.
وقال الهولي: ان ادارة القرية تقوم بشكل دوري بتقديم مساعدات عينية للاهالي وبالاخص في المناسبات الدينية كالاحتفال بعيدي الفطر والاضحى، وهي عبارة عن كسوة العيد للايتام والفقراء بالاضافة الى مشروع الاضاحي.
وذكر انه تم تسيير عدد من الزيارات للمسؤولين الكويتيين وممثلي الجهات الداعمة وعدد كبير من المحسنين لزيارة القرية والاطلاع عن قرب على المشاريع التي تم تشييدها الى جانب لقاء الايتام والطلبة والطالبات الدارسين بالقرية.
وأشاد بدعم الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وبيت الزكاة والامانة العامة للاوقاف والجهات الاهلية ممثلة بالجمعيات الخيرية الكويتية والمحسنين الكويتيين للقرية والقائمين عليها لتنفيذ وتمويل المشاريع التي يحتاجها الاشقاء في اندونيسيا.
وأكد الهولي أن المساعدات الكويتية للشعوب الشقيقة والصديقة اضفت بعدا ملموسا للعمل الانساني الكويتي أمام المحافل الدولية وساهم في اختيار الكويت مركزا انسانيا عالميا ومنح صاحب السمو الأمير لقب «قائد للعمل الانساني» من قبل منظمة الامم المتحدة.