ذوو الإعاقة يحدِّدون مطالبهم عشية يومهم العالمي

انطلاقا من الدور الإنساني والاجتماعي والتنموي، تحرص الجمعيات المعنية بحقوق ذوي الاعاقة في مختلف أنحاء العالم على احياء ذكرى اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة والذي يصادف يوم ٣ ديسمبر من كل عَام، حيث يعتبر هذا اليوم يوما عالميا خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام ١٩٩٢ لدعم ذوي الاعاقة والتضامن معهم.
ويهدف هذا اليوم إلى تمكين ذوي الاعاقة ودعم قضاياهم وضمان حقوقهم، فضلا عن زيادة الوعي بأهمية دورهم ودمجهم في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والترفيهية.
القبس حرصت على مشاركة ذوي الاعاقة وأولياء أمورهم، فضلا عن جمعيات النفع العام المعنية بحقوقهم، الاحتفال بهذا اليوم لتسليط الضوء على قضاياهم والتعرف على مطالبهم وطموحاتهم، حيث اجمعوا على ضرورة تفعيل بعض البنود العالقة من قانون الأشخاص ذوي الاعاقة فضلا عن إنشاء ورش ومراكز تأهيلية في جميع المحافظات لذوي الاعاقة وناد للاعاقات الذهنية.

قضايا ملحة
قال رئيس جمعية المكفوفين فايز العازمي إن هذا اليوم يمثل يوما عالميا يفترض أن يلتفت فيه جميع المسؤولين لكل قضايا المعاقين وصعوباتهم، متمنيا أن تهتم الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة بالاحتفال بهذا اليوم والتواصل مع المؤسسات التي تمثل هذه الشريحة.
وزاد بالقول: للأسف هيئة الاعاقة بعيدة جدا عن قضايا ذوي الاعاقة فهي في واد وقضايا هذه الفئة في واد آخر، لذلك نرى تراجعا في قضايا هذه الفئة.
ولاحظ العازمي تراجع اهتمام الجمعيات المعنية بذوي الاعاقة في احياء ذكرى هذه المناسبة العالمية السنوية بخلاف الأعوام السابقة التي شهدت انتعاشا غير مسبوق، مرجعا السبب في ذلك إلى الخلافات والنزاعات الشخصية التي تحدث بين الجمعيات على حساب قضايا ذوي الاعاقة. وأشار إلى حرص الجمعية على الاحتفال بهذه المناسبة ومشاركة اعضائها فرحة هذا اليوم، كاشفة عن نية الجمعية مشاركة جمعيات النفع العام المعنية بحقوق ذوي الاعاقة لتنظيم فعالية ثقافية وترفيهية لأعضائها الثلاثاء المقبل وذلك في مقر الجمعية الكائن بحولي.

اهتمام كبير
ومن جانبه، أشاد بادي الدوسري وهو ولي أمر لأحد حالات الاعاقة الذهنية باهتمام الكويت بذوي الاعاقة بمختلف فئاتهم، وأشار إلى أن هذا الاهتمام لا يرقى بمستوى الطموح من حيث تطبيق القوانين وتوفير الظروف البيئية والرياضية والاجتماعية المناسبة لظروف ذوي الاعاقة.
وطالب الجهات المعنية بالإسراع في تفعيل بعض بنود القانون الخاصة بإنشاء المراكز التأهيلية والرياضية في جميع المحافظات لخدمة ذوي الاعاقة وتأهيلهم، فضلا عن تسليط الجمعيات المعنية بذوي الاعاقة بالتعاون مع الجهات الحكومية الضوء على القضايا التي تهم شريحة ذوي الاعاقة وانجازاتهم ،مطالبا مجالس ادارات جمعيات النفع العام المعنية بذوي الاعاقة بتقديم استقالاتهم ومنح الفرصة للصف الثاني من الشباب لضخ دماء جديدة وتقديم الأفضل لأبنائنا.
ولفت إلى أن الإعاقة الذهنية تعتبر من أكثر الاعاقات ظلما وتضررا من حيث تطبيق القانون أو تهيئة البيئة الخاصة لهم وذلك نظرا لعدم قدرة هذه الفئة على التعبير عن قضاياهم وهمومهم مثل باقي الاعاقات،مضيفا «حيث إن هذه الفئة فوضت أولياء أمورها والجهات التي تمثلها من جمعيات النفع العام للتعبير عن قضاياها، أملا أن تصون هذه الجهات هذا التفويض المناط بهم من قبل ابنائهم».

التنمية المستدمة
إلى ذلك، أكد مسؤولون عن شؤون ذوي الإعاقة: إن احتفال هذا العام يركز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17.
ومن المعروف أن الأمم المتحدة خصصت هذا اليوم منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة وحماية حقوقهم ورفع مستوى الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
ومن أهداف هذا العام تقييم الوضع الراهن لاتفاقية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، وأهداف التنمية المستدامة الـ17، ووضع حجر الأساس لمستقبل يشمل فيه الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة أكبر.
ويتزامن الاحتفال بهذا اليوم مع الذكرى السنوية العاشرة لاعتماد حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي واحدة من المعاهدات الدولية التي وضعتها الأمم المتحدة، حيث كانت الأكثر انتشارا والأسرع تصديقا حتى الآن.
وقال نائب المدير العام للهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة الكويتية ماجد الصالح إن الاحتفال باليوم العالمي للمعاقين، الذي يصادف اليوم السبت، يهدف الى زيادة وعي المجتمعات بأهمية قضايا تلك الفئة العزيزة في المجتمع.
وأضاف الصالح: إن الكويت بتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد أولت اهتماما كبيرا ورعاية شاملة لذوي الاعاقة، ووفرت لهم خدمات تأهيلية وتدريبية وتعليمية وطبية.
وأشار الى ان إدارة التأهيل المهني للمعاقين في قطاع الخدمات التعليمية والتأهيلية بالهيئة ستحتفل كعادتها السنوية باليوم العربي للأشخاص ذوي الاعاقة تحت شعار «الدمج المجتمعي بين الواقع والطموح»، وذلك في 13 من ديسمبر الجاري في فعالية تعقد على مدى يومين.
وبيّن أن الاحتفالية ستتضمن كلمة لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، وأخرى للمديرة العامة للهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة د. شفيقة العوضي وغيرها من الكلمات، إضافة الى اقامة معرض للأشخاص ذوي الإعاقة ومحاضرات وورش عمل.

الاتفاقية الدولية
من جانبها، قالت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين رحاب بورسلي: إن الكويت تقدم خدمات كبيرة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال إصدارها القانون رقم 8 لسنة 2010، والتوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة التي تؤمن حياة كريمة لهم.
وبيّنت أن الكويت وقّعت على هذه الاتفاقية والبروتوكول المكمل لها، كما تم في يونيو 2016 في نيويورك اعتماد الكويت ممثلة بالهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة جهة حكومية معتمدة رسميا في تمثيل الكويت في اجتماعات المنظمة الدولية، إلى جانب الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين، باعتبارها أول جمعية نفع عام معتمدة دوليا لها حق الحضور والمشاركة ورصد آخر مستجدات الاعاقة في الكويت.

منظَّمات المجتمع المدني والحكومة

قالت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين رحاب بورسلي: من آليات تحقيق النجاح في منظمات المجتمع المدني أن يكون هناك تنسيق وتعاون دائمان بين منظمات المجتمع المدني من جهة والحكومة بمختلف وزاراتها من جهة أخرى، وإشراك الحكومة في الخطط الاستراتيجية من دون المساس بنظامها الداخلي وفرض وجهات نظر سياسية والمساهمة في تنفيذ هذه الاستراتيجيات بتوفير خبراء ومدربين كفاءات.
وحول تصورات الجمعية بشأن دمج المعوقين في المجتمع وإتاحة الفرصة لهم للعمل في القطاعين الحكومي والخاص قالت إن دولة الكويت قطعت شوطا كبيرا في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع، وجاء ذلك نتيجة مطالبات كثيرة من جانب الجمعيات العاملة في مجال ذوي الإعاقة والمعاقين وأولياء أمورهم.
وقال «إننا شهدنا مبادرات واسعة هدفت إلى تفعيل الدمج الكامل لهم داخل المجتمع وإشراكهم في الحياة المجتمعية، كما شهدنا مبادرات لتوظيف الأشخاص ذوي الاعاقة في القطاع الخاص على غرار تجارب عالمية، لتأهيل وتوظيف ذوي الإعاقة».

غصة
اشتكى ذوو الاحتياجات الخاصة من تكسب البعض من قضاياهام ومحاولة التنفيع على حساب مشكلاتهم ومعاناتهم، مشددين على أن هذه المزايدات تدل على ضيق أفق وعدم وعي بمشكلات هذه الشريحة التي تستحق كل الدعم والمساندة.

المصدر : مى السكرى \ القبس الالكترونى