“لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم” هذه كانت حالة الطفلة سومر بعمر عامين حينذاك بعد أن أصابها مرض غريب لم يستطع الأطباء تشخيصه بشكل صحيح.
لكن هذه الطفلة التي هي زهرة حياة والديها تغلبت على المرض الغامض الذي أتلف قدراتها البدنية وأثر على عقلها أيضا لتكون فرصتها في العودة لحياتها الطبيعية ضئيلة جداً.
سومر كريني، من مدينة غلاسكو البريطانية، كان عمرها عامان فقط عندما ظن الأطباء أن فيروساً غريباً هاجمها لكنها اليوم تستطيع المشي لمسافات قصيرة مجدداً وتبتسم للحياة بكل جمال وهي في ربيعها الرابع.
طوارئ
زارت الطفلة سومر الأطباء عدة مرات لكنهم شخصوا حالاتها بأنها غير خطيرة قبل أن يتم نقلها إلى قسم الطوارئ في المستشفى.
هذا المرض الذي أصابها جعل عقلها يتورم، مما أفقدها القدرة على ممارسة حياتها كبقية أقرانها من الأطفال وإلى اليوم يجهل الأطباء المرض الذي كانت تعاني منه.
ولتوعية بقية الأهالي حتى لا يعيشوا الظروف الصعبة التي عاشتها والدا سومر، فإن الأم شانون، 21 عاماً، تنصح جميع الأهالي بالتوجه إلى المستشفى واستشارة الأطباء مباشرة عندما يشعرون بأن أطفالهم مرضى أو يشكون من الألم.
وقالت: كانت ثلاثة أسابيع كالكابوس، وشعرت بأنهم عام كامل وحتى اليوم ليس لدي معرفة دقيقة حول المرض الذي ألم بها.
وأضافت: الأطباء قالوا إن سومر لن تستطيع المشي ولا الرؤية ولا التحدث مرة أخرى بنسبة 90%.
في البداية، ظن الأطباء في تشخصيهم الأولي أن الفيروس هو نوبة من التهاب المهدة والأمعاء – مرض شائع يسبب الإسهال والقيء وأوصوا بخروجها من المستشفى وعودتها للمنزل. وبعد أيام، انهارت سومر ونقلت إلى قسم الطوارئ.
أسباب وراثية
“كنت أرى حالتها الصحية تسوء يوما تلو الآخر وظهرت تحت عينيها أكياس حمراء داكنة اللون. وذات يوم عندما أوقفتها للاستعداد للذهاب إلى المستشفى، كانت طفلتي الصغيرة تسقط أرضاً من غير أن تصدر أصواتا بالألم.” بهذه الكلمات وصفت شانون حالة طفلتها الصحية عندما أنهك المرض جسدها.
وصف الأطباء لسومر المضادات الحيوية، وطلبوا فحصاً بالأشعة المقطعية. كما كان عليها أن تتحمل عملية البزل القطني ضمن محاولات الأطباء لفهم الفيروس الذي أصابها.
الاستشاريون أرسلوا اختبارات الدم إلى معمل تحليل في مستشفى ناينويلز في دندي، الذي جاء واضحاً.
أما الأم شانون وزوجها غراهام كيلتي، 20 عاماً، فقد خضعوا أيضاً لاختبارات لفحص الأسباب الوراثية لكنهم لم يجدوا أي شيء يرتبط بمرض صغيرتهم.
قضت سومر ثلاثة أسابيع تحارب حالتها الصحية الخطيرة وغير المألوفة في حين أخبر الأطباء أهلها أن فرصة استعادة قدرتها على المشي والكلام والرؤية ضعيفة جداً.