محاولات وضغوط عدة تمارسها كلية العلوم الطبية المساعدة لإقناع طالبة في الكلية للتحويل إلى تخصصات أدبية أخرى، والسبب أنها من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
ووصف الزيد هذه المحاولات التي تمارس تجاه الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بالـ«عنصرية» وتتعارض مع القانون الذي يؤكد على المساواة ما بين الإنسان السليم وذوي الاحتياجات الخاصة في حق التعليم، وتوفير البيئة المناسبة لهم مؤكداً انه ليس من العدل رفض قبول الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في التخصصات الطبية.
وفي معرض حديثه حول قضية الطالبة قال الزيد: تم قبول طالبة واحدة من ذوي الاحتياجات الخاصة في العام السابق بسبب تغيير نظام القبول إلى القبول المباشر في الكلية وليس اقتناعاً بالقدرات ونمى إلى علمي بأن إدارة الكلية تحاول إقناع هذه الطالبة بالتحويل إلى كلية أدبية والسبب إعاقتها التي ستصعب عليها الدراسة، وتبين لي أنها رفضت التحويل إلى كلية أخرى وقبلت التحدي وإثبات قدراتها لمن لا يؤمن بها.
وقال «لاشك بأن هناك تخصصات معينة من الصعب أن يتعامل معها الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن رفضهم كلهم من غير استثناء يعتبر عنصرية، مشيراً إلى أن «هناك تخصصات بالإمكان أن يتعاملوا معها ويبدعوا فيها».
ولفت إلى أن «الطالبة لديها بطئ في الكلام والكتابة، وتخصصها ليس له اتصال مع المريض بشكل مباشر، وإنما تحتاج إلى التمكن من استخدام لوحة المفاتيح وهناك سبل أخرى ممكن أن تسهل عليها، من خلال استخدام الأوامر الكلامية أو لوحة مفاتيح مصممة خصيصاً للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لمن لديهم مشاكل في اليد».
وتابع «من الغريب أن جزءا من المنهج المدرس في الكلية يركز على كيفية تطويع التكنولوجيا للطالب المعاق وللموظف في الوقت الذي نجد رفض الكلية في دمجهم».
وأكد الزيد أن قبول أو رفض طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن يكون مبنيا على أسس ومعايير والوصف الأكاديمي للكلية وليس بطريقة غير موضوعية أو غير علمية».
وأضاف «بحسب المعلومات التي وردتني بأنه قرار داخلي من إدارة الكلية بعدم قبول الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة»، لافتاً إلى أن هناك جامعات عالمية لديها لائحة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة تسعى فيها لمساعدتهم وتذليل كل المعوقات».
وتابع بقوله «من الواضح أن إدارة الكلية لا تؤمن بقدرات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة ولا تؤمن في ادماجهم في المجتمع أو قدرتهم في العطاء الاجتماعي، وأتضح أن الكلية لا تملك أي أدوات مخصصة تساعد في العملية التعليمية لاستخدام طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما نمى لعلمي بعد التحري بأن كليات أخرى تتبع نفس العنصرية ضد الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا تعدٍ صارخ على قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المادة 9 و10 في المساواة في التعليم وتذليل المعوقات».
وطالب الزيد مدير الجامعة الدكتور حسين الأنصاري بضرورة التحقيق في موضوع العنصرية ضد الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في كلية العلوم الطبية المساعدة، مؤكداً أن هذا ليس بنهج أو قيم جامعة الكويت والتي عهدناها حرم للتعاون والتعاضد والمشاركة بين جميع أطياف المجتمع.
واستغرب الزيد وجود لائحة داخلية في مركز العلوم الطبية والتي تنص على عدم قبول الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة إلا بعد عرضهم على لجنة خاصة، مبيناً أنه من الأولى إذا كانت هناك أهمية لهذه اللجنة أن يعرض جميع الطلبة حتى الأصحاء منهم، لتتحقق من وجود المهارات اللازمة كي يدخلوا في التخصصات التي تطرحها مختلف الكليات الطبية، لا أن تقف فقط على الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يمتلكون المهارات والقدرات العقلية نفسها التي يمتلكها الطلبة العاديون.
وذكر «أن اللجنة الخاصة التي توضع من أجل النظر في إمكانية قبول الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن تكون فيها معايير واضحة وشفافة مبنية على أسس موضوعية وعلمية ولا تحكمها المزاجية».
وقال «أنا ضد اللجنة المخصصة للكليات الطبية فقط والتي تنظر في الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، مبيناً أن ذلك فيه انتقاص للكليات الأخرى وكأن الكليات الطبية أهم من غيرها».
وتسائل «هل من المسموح قبول طالب من هذه الفئة في تخصصات الهندسية مثلاً؟ أو قبول طالب يعاني من صعوبات في الإدراك في الفلسفة دون وجود مثل هذه اللجنة؟»،مضيفاً «إذا كانت هناك ضرورة لهذه اللجنة فمن الأولى تعميمها على الجميع».
وتحدث الزيد عن حال المباني الجامعية في جامعة الكويت لاسيما في مركز العلوم الطبية والتي لا تلائم خصوصية ذوي الاحتياجات الخاصة، مبيناً أن أجزاءً كثيرة من المركز لا تتبع المعايير العالمية البيئية لذوي الاحتياجات الخاصة، في الوقت الذي تتعرض فيه الممرات إلى العديد من التكسرات، كذلك نجد أن دورات المياه والمغاسل غير مهيئة بحيث تراعي حال هذه الفئة. وذكر أن جزءا من المقرر الدراسي يفرض على الطالب اختبار المبنى للتحقق من توافقه مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكد الزيد على أهمية مساعدة هذه الفئة وبالإمكان توفير المساعدة المطلوبة لهم، فالطالب الذي يعاني من عدم وضوح الرؤية من الممكن مساعدته من خلال وجود أدوات للتكبير، ومن يعاني من إعاقة في يده بالإمكان جلب مساعد يكتب له إن كان لا يستطيع الكتابة ويكون مكلفا من قبل القسم العلمي، أو تمديد فترة الاختبار لهم، وإذا كانت لديه صعوبة في الكلام نعطيه الوقت الكافي ليتحدث حتى نتمكن من تعزيز الثقة في نفسه، أو توفير أجهزة تسجيل لحفظ المحاضرات حتى يتمكن من الرجوع إليها مرة أخرى.
وذكر أن الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لهم دور اجتماعي ووطني لا يقل أهمية عن دور أي طالب آخر ومن المفترض أن تفتخر الكليات بتخريجهم وتهيئتهم لإدماجهم في المجتمع.