تعمل وزارة الصحة حاليا في مجال توفير أفضل الخدمات الصحية لكبار السن والرعيل الأول، من خلال استحداث إستراتيجية خاصة تستهدف تحقيق التعاون مع جهات حكومية وخاصة، ومؤسسات القطاع المدني، سواء عن طريق مشروع التأمين الصحي للمتقاعدين «عافية» او غيره.
أما الهدف فهو ضمان تحقيق خدمة متكاملة عالية الجودة للمسنين، علاوة على بحث سبل تحقيق مبادرة منظمة الصحة العالمية للمدن المراعية للمسن، وتسليط الضوء على القوانين والتشريعات المؤثرة في نمط حياة المسنين محليا وسبل مواءمتها، لتحقيق جودة حياة عالية لكبار السن، إضافة الى تحديد اواصر التعاون بين دول مجلس التعاون والاقاليم والمنظمات العالمية برعاية المسنين، بما يحقق تبادل الخبرات والتجارب الناجحة لخدمة هذه الشريحة المهمة.
إلا أن هذه الإجراءات بحاجة الى تطوير وتشكيل فرق اخرى تختص بتوفير الرعاية الصحية لكبار السن منذ لحظة دخولهم الى مراكز الرعاية الصحية الاولية أو المستشفيات العامة، حيث دشنت وزارة الصحة قبل فترة عيادة لكبار السن «العظام والعلاج الطبيعي» في مركز بدر النفيسي بضاحية عبدالله السالم.
بيد أن تعميم هذه التجربة التي لاقت استحساناً ملموساً من قبل الرعيل الاول وذويهم في بقية المناطق الصحية، بات ضرورة ملحة، علاوة على أهمية تنفيذ الربط الإلكتروني ما بين المركز الصحي والمستشفى العام، بهدف توفير أحدث البيانات الصحية والأمراض التي يعانيها المسن قبيل دخوله على الطبيب المختص بداخل العيادة وتلقيه العلاج.
فريق متكامل
فيما تبقى الخدمات الصحية المقدمة لكبار السن بحاجة الى فريق طبي متكامل متجانس، يشتمل على أطباء لأمراض الروماتيزم والهشاشة والسكر والضغط وامراض الجهاز التنفسي والاعصاب والتغذية، علاوة على امراض العظام التي تكثر عند هذه الشريحة، بسبب كثرة تعرضهم لحالات السقوط، سواء بالمنزل او حتى بالحوادث المرورية، على أن تتم تجربة هذا الفريق المتكامل في أحد المستشفيات العامة، كالمستشفى الأميري أولا وتقييم التجربة لاحقا، بحيث اذا ماوصل اي مواطن مُسن يتم استقباله من قبل اعضاء الفريق ومعرفة الامراض التي يعانيها، ومن ثم توفير العلاج المناسب له مع الحرص على تحديد مواعيد طبية خلال مدة قصيرة لمتابعة حالته، فمثل هذه التجربة معمول فيها بعدة دول اوروبية وغربية.
فدول كبلجيكا وكندا شرعت في تطبيق نظام day» case hospital» وهو يوم يتم تخصيصه لتواجد كبار السن في احد المرافق الصحية التي يتم تخصيصها في موقع يختلف عن المستشفيات العامة، بحيث تتوافر الطواقم الطبية والهيئات التمريضية فيه، اضافة الى اتباع اساليب جديدة للترفيه عن كبار السن، ومتابعة الامراض التي يعانون منها من خلال طرح الاسئلة ورصد اي ملاحظات قد تكون جديدة على صحة كبير السن.
الا ان تطبيق سياسة اليوم المفتوح بالمستشفى في الكويت تحتاج أولاً الى تخصيص موقع يتسع لضم عدد كبير من المرضى وكبار السن، على أن يكون في مكان مميز، كشارع الخليج العربي مقابل الشاطئ، حيث يكون هناك تغيير في الجو عن الأجواء السائدة بداخل المستشفيات العامة والرتابة والروتين الممل احيانا بالنسبة لكبار السن، فالتغيير مطلوب، لاسيما في ظل توافر مساحات شاسعة تستطيع وزارة الصحة الاستفادة منها، كشاطئ الشويخ والجزيرة الخضراء والواجهة البحرية وغيرها، وهو الأمر الذي يعود بالنفع العام على الجميع، ويقلل من الضغط على المستشفيات والمراكز الصحية، وتقليص المواعيد الطبية ايضا.
■ مواقع متفرقة
من الحلول المقترحة لاماكن تواجد الفريق الطبي الشامل، غرف الاستقبال في اقسام الطوارئ وفي الاماكن التي يتواجد فيها كبير السن، والمراكز الصحية وحوادث العظام، فالطواقم الطبية والامكانيات المادية متوافرة، الا أن اتخاذ القرار بشأن تشكيله لا يزال في متناول المسؤولين بوزارة الصحة.
■ تقليص المواعيد
لعل تشكيل الوزارة لفريق طبي متكامل يكون قريبا من كبار السن، يساهم بشكل كبير في تقليص المواعيد الطبية الممنوحة لهم من العيادات بالمستشفيات العامة وتوفير افضل الخدمات وأسرعها لهم.
■ تجربة رائدة
تدشين وزارة الصحة لعيادات العظام والعلاج الطبيعي لكبار السن لن يكلف خزينتها أموالا طائلة، في ظل توافر الامكانات البشرية ونجاح تجربتها في مركز بدر النفيسي الصحي، فلن يحتاج افتتاح مثل هذه العيادات في المراكز سوى غرف لاجراء الأشعة قبيل دخول المريض على الطبيب.
المصدر : عبدالرزاق المحسن \ القبس الالكترونى