يعد أول يوم يدخل فيه الطفل المدرسة ليبدأ بتلقي تعليمه صعبا لدى جميع الأطفال، لكن الوضع يزداد صعوبة لدى الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم، وذلك يعود لزيادة الحاجة للتواصل مع الآخرين والتعامل بنوع من الاستقلالية عن والديه. ولو أضفنا الحاجة للتكيف مع جدول زمني معين للنوم والاستيقاظ فضلا عن الحاجة الملحة للنجاح الأكاديمي فإن هذا كله يشكل عبئا إضافيا على الطفل، حسب ما ذكر موقع “WhatDisability”.
فيما يلي عدد من النصائح التي تسهم بتهيئة الطفل لمواجهة وتخطي الصعوبات التي تعترض دخوله المدرسة:
· تفهم قوانين المدرسة وجدول مواعيدها: قبل بدء الطفل بالدوام المدرسي بأسبوع أو اثنين، قم بالذهاب للمدرسة وتحدث مع إدارتها واطلب الاطلاع على قوانينها ومواعيد الحصص الدراسية فيها. وبعد ذلك راجع تلك القوانين مع طفلك بهدوء، وبعد أن تشعر بأنه تفهم المطلوب، حاول أن تلعب معه لعبة بأن تجعله يتخيل نفسه في موقف معين يحتاج لتطبيق تلك القوانين. فمثلا كم حصة دراسية يمكنه أن يغيب عنها؟ وعند غيابه هل يحتاج للاتصال بالمدرسة ليخبرهم أم لا؟ فضلا عن هذا حاول أن تبدأ بتعويد الطفل على الاستيقاظ والنوم باكرا حتى لا يشعر بالتعب عند بدء الدوام.
·علم طفلك التركيز البصري عند الحديث: يلجأ بعض الأطفال إلى الابتعاد عن النظر المباشر عند الحديث، فتراهم ينظرون في أماكن مختلفة هنا وهناك، ورغم أن النظر للمتحدث يعتبر من آداب الحوار، إلا أن الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم يحتاج أكثر من غيره للنظر للمتحدث من أجل أن يستطيع استيعاب ما يقال له. لذا عود طفلك على النظر المباشر لك عند الحديث، ولو وجدت صعوبة في البداية، قم بعمل مسابقة تطلب منه خلالها التركيز على جزء من وجهك أثناء حديثك معه ولو استطاع الاستقرار بالنظر لك فستمنحه جائزة معينة.
· علم الطفل ضرورات استخدام الحمام (المرحاض): حتى لو كان الطفل يستطيع استخدام الحمام بمفرده فإنك يجب أن تعلمه على قراءة الإشارات والرسومات ليتمكن من التمييز بين حمام الذكور وحمام الإناث في حال كانت مدرسة مختلطة.
·علم الطفل كيفية التصرف عند تناول الوجبات الغذائية:
في حال كان الطفل يتناول وجبة الغداء في المدرسة يجب أن تعلمه ضرورة الجلوس بهدوء على الطاولة، وقبل ذلك أن يحسن اختيار الطعام الذي يحبه. وفي حال كان هناك أطعمة مغلفة، كالشيبس والشوكولاتة وعلب العصير، تأكد من قدرته على فتحها وإن لم يستطع فقم بتعليمه هذه الخطوات.
· علم طفلك أن يطلب المساعدة عندما يحتاجها: بالنسبة للأطفال من ذوي الإعاقة فإنهم قد يعتمدون بشكل أو بآخر على الحماية المستمرة التي يقدمها لهم الوالدان، لكن في بعض الظروف تكون تلك الحماية غير متاحة، الأمر الذي يمكن أن يشعر الطفل بالرغبة بالانزواء والابتعاد عن الآخرين. لتجنب هذا الأمر حاول أن تضع الطفل في مواقف يحتاج أن يطلب المساعدة وأخبره أنك ستساعده بمجرد أن يطلب منك، فهذا الأمر سيجعله يعتاد أن يطلب المساعدة عند الحاجة.
· علم طفلك ضرورة التفريق بين المصطلحات الحرفية والمصطلحات العامية؛ فعلى سبيل المثال تستخدم جملة “إنها قطعة كيك” “It’s a piece of cake” للتعبير عن سهولة أمر ما، وهذا لا ينطبق على اللغة الإنجليزية فحسب وإنما مثلا الأشقاء السوريين يستخدمون جملة “عضة كوساية” للتعبير عن نفس المعنى تقريبا. مثل هذه المصطلحات يمكن أن تحير الطفل الذي يعاني صعوبات التعلم كونه اعتاد على أن يفهم حرفيا ما يقال له، لذا امنح لطفلك بعض الوقت لتعليمه أبرز تلك الجمل المحتمل استخدامها وما الذي تعنيه.
· علم الطفل فهم تعبيرات الوجه: بعض الأطفال يجدون صعوبة في فهم تعبيرات الوجوه والتفريق بين الغضب والحزن أو الفرح والابتسامة وغير ذلك من التعبيرات. حاول أن تقوم بعدد من تلك التعبيرات بوجهك واجعل طفلك يحدد معانيها، ومن ثم اجعله يقلدك بحيث يقوم هو بتلك التعبيرات حتى تترسخ في ذهنه.
·شجع طفلك على المشاركة: لا تقتصر فائدة المدرسة بالعلوم المقدمة عبر مناهجها فحسب، وإنما نجد بأن نشاطاتها لا تقل فائدة. لذا فمن الضروري تحفيز الطفل على المشاركة بالنشاطات التي يقومون بها وأن لا يتردد بالإجابة عن الأسئلة التي يطرحونها، فحتى لو أخطأ الإجابة عليه أن يعلم بأن الخطأ أولى خطوات النجاح.
·علم طفلك التنظيم: يعاني طفل صعوبات التعلم من الملل السريع، لذا لو احتاج دفترا أو قلما ولم يجده قد يتوقف عن البحث وحتى لو وجده بعد ذلك فإنه لن يكون بتركيزه المعتاد. لذا ولتجنب هذا الأمر يجب تعويده على أن تكون حقيبته منظمة دائما بحيث يستطيع الوصول لما يحتاجه بسهولة، ويجب تعويده أيضا على إعادة الشيء الذي استخدمه إلى مكانه حتى يستطيع الوصول له بسهولة فيما بعد.