أكد الأمين العام للملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس أهمية العمل التطوعي للشباب باعتباره أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دور الشباب في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة.
وأضاف خلال افتتاح معرض مبادرات الشباب التطوعية والإنسانية الذي جاء ضمن فعاليات جائزة مبادرات الشباب التطوعية والإنسانية 2016 تحت رعاية وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، صباح أمس، أن الانخراط في العمل التطوعي مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كل المجالات.
وتابع قائلا:«حرصنا على تخصيص معرض للمبادرات الشبابية كجزء أساسي من الفعاليات، لما له من أهمية في تواصل المجتمع مع المبادرات التطوعية والتعرف عليها عن قرب، لأن مقابلة المبادرين وهم يتحدثون بحماس عن أنشطتهم يعطي الحافر لمن يستمع إليهم، ويشجعهم على التطوع أو دعم المتطوعين على أقل تقدير.
وأشار إلى أن هيئة الملتقى الإعلامي العربي ستقوم بتكريم الفائزين بجائزة مبادرات الشباب التطوعية والإنسانية خلال حفل الختام، فضلا عن تكريم أصحاب المؤسسات والمشاريع التطوعية الناجحة من مختلف الدول العربية، ممن لهم بصمات واضحة في مجال العمل التطوعي والإنساني، سواء على نطاق محلي أو إقليمي أو دولي، وسيتم الإعلان خلال الحفل عن الشخصيات العربية الحائزة على لقب سفير العمل التطوعي لهذا العام.
وذكر الخميس أن إقبال المبادرات التطوعية على المشاركة في المعرض ملحوظ ولافت للنظر، ويؤكد أن الشباب هم الروح الحقيقية للأمة وقلبها النابض، مشيرا إلى أن المعرض سيمنح المتطوعين من جميع أنحاء العالم العربي فرصة اللقاء، وتبادل الأفكار، والاطلاع على اتجاهات التطوع المختلفة، ويفتح آفاقا جديدة للمتطوعين أنفسهم ولتجاربهم التطوعية.
وخلال الجلسة الاولى تم استعراض تجارب الشباب التطوعية، حيث عرضت فاطمة الطويل من قطر مبادرة «طموح» للعمل التطوعي، فقالت ان المبادرة كانت حلما لمجموعة من الشباب ارادوا ان تكون لهم بصمة في خدمة بلدهم قطر.
واضافت ان السبب الاساس في انطلاق العمل بالمبادرة هو قرار الامير تميم بن حمد آل ثاني بترسيخ العمل التطوعي، من خلال الزام الطلبة القيام بـ٢٥ ساعة عمل تطوعي شرطا لتخرجه من المدرسة، لافتة الى ان «طموح» يهدف الى توفير الفرص لافراد المجتمع في العمل التطوعي من خلال عدة برامج ومشاريع، كذلك تقديم الورش التعليمية، فضلا عن المشاركات المحلية والعالمية.
من جهته، استعرض سامي الحربي مبادرة خير السعودية، موضحا ان المبادرة تكافلية اجتماعية هدفها تفريج كل كربة، مبينا ان هناك فريقا يدير الفكرة ويسهل طريقة التواصل مع صاحبة الفكرة عبر التويتر، مشيرا الى ان المبادرة فرجت عن كرب اكثر من ٥ آلاف محتاج.
ومن سلطنة عمان، طرح انور المحروقي على الحضور دور وعمل فريق «سوا نبني» التطوعي، حيث اوضح ان الفريق بدأ عمله في ٢٠١٤، ولديه هدفان هما ترميم منازل الاسر المعسرة، وتأثيث المنازل، لافتا إلى انهم شاركوا في عدة فعاليات، واصبح لديهم ١٨٠ عضوا.
ومن جانبه، اشار ليث علاونة من الاردن الى مبادرة «اثراء»، حيث انطلقت في احضان كلية الطب في الجامعة الاردنية، اضاءها البروفيسور القدير سعيد اسماعيل لشعوره بضرورة انهاء حالة الجهل المجتمعي الناتج عن ضآلة المحتوى العربي على الانترنت، لذا كانت الترجمة هي الخطوة الاولى، ومن هنا كانت البداية، ومن سعينا لمحاربة الخرافات الطبية والقضاء على الممارسات الطبية الخاطئة، مبينا ان هناك فرقا تطوعية في كلية الهندسة والحقوق والعلوم لاثراء المحتوى كل في تخصصه.
وبدوره، عرض اسلام الزين من البحرين مبادرة «مجتمع خالي من الفساد»، لافتا الى ان المبادرة الكترونية، وتعتمد على عدة فنون لمحاربة الفساد ومنها الكاريكاتير، مضيفا ان المبادرة اقامت عدة مسابقات لاقناع الناس بخطورة اعمال الفساد على المجتمع والافراد.
وكانت للشقيقة مصر مبادرة عرضت في الجلسة، حيث قالت نوران عقرب إن مبادرة «استبدل كتابك» تركز على المناطق الشعبية من خلال مكتبة متنقلة، حيث تم استبدال ٧ الاف كتاب، كما ان هناك فكرة لاستغلال الاجهزة الذكية في استبدال الكتب.
وفي الكويت، طرحت عائشة العومي مبادرة «ادفع دينارين واكسب الدارين»، مبينة ان المبادرة انطلقت من جامعة الكويت تحت مظلة الهيئة الخيرية، بهدف محو الامية ودعم التعليم، لافتة الى ان الذي دفعهم الى ذلك وجود ٧٧٦ مليون امي بالعالم.
واضافت ان المشروع انطلق في ٢٠١٠، ويعمل من خلال استقطاع دينارين من كل طالب لدعم التعليم.
اما د. سامح من الاردن، فعرف عن مبادرته وهي «تعليم يتيم» من خلال ١٢ الف متطوع على مستوى الاردن، قائلا: سمعنا عن كفالة اليتيم ماديا، ولكن لم نسمع عن كفالة اليتيم تعليميا.
ومن جهتها، استعرضت ايمان الشمري من الكويت مبادرة «ضد التنمر»، التي دخلت موسوعة غينيس، مبينة ان الفكرة جاءت بعد تعرض صديقة الطفولة الى التنمر من المجتمع بسبب السمنة، مما دعاها للذهاب الى مشرط الجراح ولم تفق من غيبوبتها الى ان انتقلت الى رحمة الله، فماتت صديقتي وعاش المتنمرون، موضحة ان المبادرة دخلت غينيس لانها جمعت ١٣ الف شخص وهم يحملون «المعيب هو من يعيب».
وفي الجلسة الثانية تحت عنوان «العمل التطوعي.. تحديات وتطلعات، تجارب ذاتية»، شارك عدد من اصحاب المشاريع الخيرية في عدة دول عربية، حيث اشار العضو المؤسس والرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري د.معز الشهدي ان فكرة البنك طرحت في العام ٢٠٠٦، من قبل مجموعة من رجال الاعمال، لافتا الى ان الفكرة ليست مجرد توافر الطعام، وانما نحلم بالقضاء على الجوع، حيث وضعنا محاور اساسية لذلك.
وقال إن البنك يعمل برامج لتنمية الموارد لكبار السن وغير القادرين على العمل، وكذلك التعليم وتشغيل القادرين على العمل، وتدريب الشباب على العمل التطوعي للقضاء على العشوائية، وايضا التوعية وعدم اهدار الطعام.
واوضح ان بنك الطعام يملك مشاريع استثمارية للقدرة على الاستمرارية، لافتا الى ان لديهم افكارا عديدة ومشاريع جار العمل بها، مشيرا الى ان البنك يعمل به ٤٩ الف متطوع، وقام بتأهيل ١٧٥ الف اسرة، واصبح لديهم ميزانية تبلغ ٥ مليارات و٢٦١ مليون جنيه خلال العام ٢٠١٥، بعد ان بدأوا بـ٦ ملايين جنيه في ٢٠٠٦، مختتما حديثه: «سوف ننقل النموذج الى الدول الاخرى، حيث وصلنا ٢٢ بنك طعام في الشرق الاوسط، كاشفا ان بنك الطعام الكويتي سينطلق قريبا وبدعم من قبلنا.
ومن جهتها، تحدثت مؤسس ورئيس مجلس امناء مؤسسة اهل مصر هبة السويدي عن مشروع انشاء اول مستشفى لمعالجة الحروق في العالم بالمجان، بالاضافة الى دورهم في التوعية والوقاية من الحرائق.
ثم تحدث الرئيس الفخري للاتحاد العربي للعمل التطوعي نجيب الزامل قائلا: ان الحياة جميلة، ولا يوجد امل في الوطن العربي الا الشباب الذين يعملون في العمل التطوعي خدمة للمجتمع، مطالبا بضرورة اقلاع المجتمعات بجناحين الحكومي والمدني.
من جهتها، اشارت ممثلة وزارة الشباب العنود الصبيحي الى دور وزارة الشباب في دعم المبادرات الشبابية غير الربحية.
وتحدث بعد ذلك عدد من المسؤولين عن الاعمال التطوعية والخيرية في الكويت والخليج والدول العربية.
المصدر : محمود الموسوى \ جريدة الانباء