الحكومة وبعض المواطنين باتوا مؤخرا أشبه بخطين متوازيين لا تجمعهما نقطة التقاء واحدة والسبب أن البعض غالبا ما ينظر للدول المتقدمة التي يوجد لديهم علماء في شتى فروع المعرفة فنهضت دولهم بسواعد أبنائهم، فنجد أن البعض يأخذ على الدولة عدم مواكبتها لركب العلم والمعرفة لتلحق بهذه الدول العظمى، ولكن كيف لا ادري؟ حقيقة فقط وضع مقارنات لأجل المقارنة وحسب دون الوقوف ولو لبرهة من الوقت مع ذوات البعض الذين يستمرون في المقارنة متناسين الآية القرآنية الكريمة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) ـ البقرة: 286.
ولنستعرض أحد أوجه المقارنات فعلى سبيل المثال قدمت الحكومة مؤخرا مشروعا أكثر من رائع وهو «عافية» والذي يتيح من خلاله للمواطنين المتقاعدين التمتع بخدمات صحية إضافية على التي تقدمها لهم في المستشفيات الحكومية لدى المستشفيات الخاصة في جميع المجالات بقيمة 10000 د.ك وقيمة 4000 د.ك قيمة المراجعات للأمراض المزمنة لدى العيادات التخصصية والخارجية إضافة عليها 1500 د.ك لعلاج الأسنان وأضافت عليها قيمة 1500 د.ك للنساء في حالات الحمل والولادة.
واستثنت الحكومة بعض الأمراض المزمنة التي في الأساس لا توجد هناك مستشفيات متخصصة لها في القطاع الخاص بل ان الأفضلية في العلاج الحكومي حيث توجد المستشفيات المتخصصة لأمراض السرطان والكلى وزراعة الأطراف ومضاعفات السمع والبصر والمشاكل النفسية بالإضافة الى توزيع وزارة الشؤون لجميع احتياجات المسنين من كرسي متحرك وغيرها لذا فبطاقة «عافية» استثنتهم نظرا لأن الخدمة في الحكومة مقدمة.
وعلى الرغم من الأزمة المالية التي تعتري الدولة بحيث اليوم أصبحت الدولة من الدول المدينة شأنها شأن العديد من الدول التي أثر هبوط أسعار النفط على اقتصادياتها إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تقدم خدمات متميزة للمتقاعدين تقديرا لهم على الدور الذي أدوه خلال فترة خدمتهم.
والمواطن الكويتي يستحق بالتأكيد أن يقدم له الأفضل دائما فهذا حقه الذي كفله له الدستور، إلا أن البعض يحاول دائما أن يقلل من شأن أي مبادرة أو أي خدمة تقدمها الدولة للمواطن من خلال وسائل الإعلام فنجد أن دولا صديقة مواطنيها في إعلامهم يشيدون بمبادرة الكويت ويتمنون ان يقدم لهم مثل تلك الخدمات على الرغم من أن اقتصادهم أفضل بكثير من اقتصاد الكويت التي لا تملك سوى النفط ،بينما نجد دولا تملك ثروات مهولة من مياه وزراعة ومعادن وبترول وغاز ومناطق مؤهلة لأن تكون سياحية وثروة حيوانية وغيرها، وهم لا يقدمون لمواطنيهم ما تقدمه حكومة الكويت وهذا ما جعل للمواطنة الكويتية قيمة لدى كثير من دول العالم.
إلا أن البعض حين يقارن الكويت لا يقارنها بالدول التي تقاربها في المستوى العلمي والحضاري لشعوبها ولكن يقارنونها بدول العلماء وكأننا في الكويت لدينا من فاز بنوبل أو اكتشف عقارا يشفي من الأمراض.
بيد أنه إن كان هناك ما ننتقده فهو القطاع الخاص فنحن بحاجة إلى ان تتطور المستشفيات الخاصة وتكون هناك مستشفيات خاصة بإمكانيات أفضل من الموجودة في القطاع الحكومي، فما الذي يمنع ان تكون هناك مستشفيات متخصصة في شتى الأمراض ويستقطب إليها للعمل أفضل الاخصائيين من الخارج من خلال الحوافز التشجيعية لهم والمغريات المادية ليقبلوا أن يعملوا في الكويت.
فالطبيب المميز بالتأكيد لن يترك وطنه ويأتي إلينا إلا متى ما قدمت له عروض مجزية وحوافز ليقبل بالعمل فترة في الكويت، ونظرا لقلة العروض المغرية لدينا لهذا أصبحنا بيئة طاردة للكفاءات الغربية
بقلم \ عزة الغامدى