فرق ومجاميع تطوعية أسسها شباب وفتيات كويتيون، أصبحت تقدم أعمالا وتبذل جهودا بلا مقابل.. لا هدف لها سوى فعل الخير ولا غاية لها سوى مساعدة الغير، حتى أصبحت عامل من عوامل التنمية المجتمعية في الكويت.
وشهدت السنوات الماضية، نشأة كثير من الفرق والمجاميع، والتي كان عدد منها مختصاً بشؤون ذوي الإعاقة، حيث حققت انجازات وتركت بصمات في سنوات، كدمج المعاقين في المجتمع، ومساعدة ذويهم في تنشئتهم، وتوعية المؤسسات باحتياجاتهم، عبر سلسلة من الأنشطة والفعاليات والبرامج والدورات.
القبس تواصلت مع القائمين على عدد من تلك الفرق التطوعية لذوي الإعاقة، ورصدت أبرز أهدافها التأسيسية وبرامجها الحالية ومشاريعها المستقبلية، واستطلعت آراء مجموعة من الشباب المتطوعين عن العمل في خدمة المعاقين ومساعدتهم.
قالت رئيسة فريق «عبير2» التطوعي لذوي الإعاقة الذهنية عبير الصفران: نحن فريق تطوعي إنساني كويتي، تأسس في يوليو عام 1999، وبدأنا آنذاك خطوتنا نحو انجاز حلمنا التطوعي، متحدين كل المصاعب، متسلحين بالإرادة القوية والجهد المتواصل والتعاون المثمر.
وأضافت: عملنا على احتواء ذوي الإعاقة الذهنية، كالتوحد ومتلازمة داون وضعف التواصل وبطيء التعلم، عبر تأهيلهم بورش فنية وطرح أعمالهم في سوق العمل، وتمكّنا من الانضمام إلى مركز العمل التطوعي كجهة تطوعية رسمية في 2005، وهو الأمر الذي ساعدنا كثيرا في ممارسة نشاطاتنا وبرامجنا بكل أمان وحرية، حيث أصبحنا جهة مثمرة في المجتمع، ولا نزال نسعى الى تحقيق نجاحات أكثر، فكلما حققنا نجاحاً أصبح الطموح أكبر وأعظم.
وعن أبرز أهداف الفريق، قالت الصفران: نسعى في فريقنا الى أهداف عدة، منها تقديم خدمات تخدم الأطفال والشباب من ذوي الإعاقة الذهنية للاعتماد على أنفسهم، وتقديم الدعم الأسري لذوي الإعاقة الذهنية وتوجيههم وإرشادهم، مع دمج الأطفال المعاقين في المجتمع، من خلال الأنشطة المختلفة، إضافة إلى تشجيع المتطوعين للانضمام إلى الفريق لتدريبهم وتأهيلهم ليكونوا المدخل إلى عالم ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم مع وضع برامج تنظم جهودهم لمصلحة الفريق.
إنجازات كثيرة
وعن إنجازات الفريق، أفادت الصفران بأن الفريق حقّق انجازات كثيرة في سنوات معدودة، منها إقامة مجموعة من الدورات المتخصصة لتأهيل وتطوير المعلمين من المتطوعين، وافتتاح ورشة مهنية متخصصة وتجهيزها بالمواد الخام والأدوات المناسبة وتوفير متخصصين لتدريب الطلبة وإكسابهم المهارات المهنية المناسبة، إلى جانب تنظيم العديد من الرحلات الداخلية في مناطق مختلفة بالبلاد، مثل المخيمات الصيفية والربيعية بهدف تعريف الطلبة بمعالم بلدهم الكويت.
وأشارت إلى مشاركة الفريق بفعالية في المعارض المختلفة من خلال ورش العمل لتعريف المجتمع بالإعاقة وبأنهم جزء من المجتمع لهم حقوق وعليهم واجبات، ملمحة إلى بذل الفريق جهودا في تنمية مواهب الطلبة المختلفة، في السباحة والفنون وركوب الخيل وغير ذلك.
ولفتت الصفران إلى إنشاء الفريق موقع إلكتروني بهدف التعريف بأنشطته وأهدافه وإنجازاته ليكون حلقة وصل مع المجتمع الخارجي بهدف تبادل المعلومات والخبرات للارتقاء بمستوى ذوي الإعاقات الذهنية، مبينة أن الموقع يشرف عليه متطوعون، يقدمون كل ما يستجد عن الفريق من أنشطة ومشاركات.
فئات المتطوعين
وعن المتطوعين، بيّنت الصفران أنهم ينقسمون إلى فئات، فهناك أشخاص تطوعوا، نظرا الى شخصيتهم أو دراستهم فأرادوا المجال التطوعي، وهناك آخرون لديهم من أسرهم أو أقربائهم أشخاص معاقون فيريدون العمل والمساعدة في المجال التطوعي وغير ذلك، مشيرة إلى أن الفريق يقوم بتدريب كل متطوع في كيفية التعامل مع ذوي الإعاقات الذهنية، سواء بشكلٍ مباشر أو غير ذلك، عن طريق ندوات ومحاضرات وورش عمل وما شابه.
وأوضحت أن المتطوعين في الفريق يقومون بأعمال مختلفة؛ فمنهم من يساعد ذوي الإعاقة، ومنهم من يقوم بتوعية المجتمع عن فئتهم، وآخرون متطوعون في الموقع الالكتروني للفريق وغير ذلك، مبينة أن التعامل مع ذوي الإعاقات الذهنية يختلف وفقا لنوع الحالة، حيث حالات سهلة التعامل وأخرى صعبة.
آفاق جديدة
ومن الفرق التطوعية إلى الشباب المتطوعين، حيث قال الشاب فيصل العيد: العمل التطوعي بالبلاد الذي تقوم به الفرق والمجاميع التطوعية، ويشارك فيه كثير من شباب وبنات الكويت الذين يقدمون من وقتهم وجهدهم بلا مقابل، ساهم في تكاتف المجتمع وإظهار مدى حب أبنائه للخير والعطاء ومساعدة الآخرين.
وأضاف: العمل التطوعي مدرسة لا تنتهي دروسها، وقد استفدت من خلال مشاركتي في فرق وأعمال تطوعية بالسنوات الماضية بفوائد كثيرة، كما اكتسبت صفات حميدة، مثل التعاون والتضحية والصبر والعطاء وغير ذلك الكثير، ما جعلني أشجّع الكثير من أصدقائي على المشاركة في الأعمال التطوعية.
من جانبه، قال فواز الصالح: العمل مع ذوي الإعاقة وجه من أوجه العمل التطوعي، تلامس من خلاله حياتهم وظروفهم واحتياجاتهم ومطالبهم، مؤكدا أن العمل التطوعي يفتح للمتطوع آفاقا جديدة وواسعة في حياته، ويدخله في تجارب يستفيد منها على المستوى الشخصي والعملي في مستقبله.
وتمنى على المشاركين في الأعمال التطوعية، سواء لذوي الإعاقة أو غيرها، أن يتحلوا بصفات التطوع، مثل إخلاص العمل لله وحده، والعمل بكل جدية ونشاط، وحسن التعامل مع الآخرين، مع التحلي بالإيثار والأمانة.
بدوره، أكد الشاب جاسم الشمري أن حبه وعمله ومشاركته مع المجاميع والفرق التطوعية، لفوائد ذلك العمل عليه شخصيا وعلى المجتمع، ففي الجانب الشخصي ساهم في اكتسابه أصدقاء جدداً، وقضى على وقت فراغه، مع استفادته بمهارات ومعلومات جديدة، أما على الجانب المجتمعي، فالعمل التطوعي يقوي الانتماء الوطني ويجسّد مبدأ التكافل الاجتماعي، ويمكن من التعرّف على مستوى الخدمات في كل مجتمع.
فريق الإعاقة الجامعي: مساندة الدارسين واحتضان طموحاتهم
قال رئيس فريق الإعاقة الجامعي التطوعي حمد الغنيم: تم تشكيل الفريق من خلال جهود جماعية قام بها مجموعة من الشباب الكويتي، تهدف إلى توفير متطلبات الطلبة الدارسين في الجامعة من ذوي الإعاقة، والعمل بشكل متواصل على تحقيق أمالهم وطموحاتهم المستقبلية قدر المستطاع. وأشار لـ القبس إلى تخصيص مقر للفريق من قبل الإدارة الجامعية، وذلك في الحرم الجامعي بمنطقة الشويخ، الذي شكل بمثابة دعم وتشجيع من أجل تحقيق الأهداف المرجوة في خدمة ومساعدة الطلبة من ذوي الإعاقة. وعن أبرز أعمال وانجازات الفريق، قال الغنيم: قمنا بجهود كبيرة وانجازات كثيرة بفضل الله تعالى، منها تجديد الكراسي المتحركة لتلك الفئة، والقيام بعمل إفطار صائم في الجامعة سنويا، وإقامة أول معرض تعليمي على المستوى المحلي، وتنظيم رحلة للعمرة لذوي الاعاقة، إلى جانب إقامة ورش عمل متنوعة، وتنظيم ماراثون رياضي.
وأكد الغنيم على أهمية العمل التطوعي في كل مجتمع، معتبرا أنه من الأمور الإنسانية التي تبين مدى جمال الحياة، كونه يعتمد على عطاء غير مشروط بمقابل، بل برغبة صادقة على عمل الخير ومد العون والمساعدة إلى الآخرين من اجل إسعادهم أو التخفيف عليهم.
«قضايا المعاقين»: برامج وأنشطة للدمج
أكد رئيس الجمعية الكويتية لمتابعة قضايا المعاقين علي الثويني أن ما تقدمه الفرق والمجاميع التطوعية في مجال ذوي الاعاقة من أنشطة مختلفة، كبرامج وأنشطة الدمج، تعد أحد عوامل التنمية المجتمعية، لا سيما أن تلك الأنشطة تكسب المشاركين بها مهارات ومعلومات تنمي قدراتهم.
وأشار لـ القبس إلى أن السنوات الـ 5 الماضية شهدت ازديادا في أعداد الفرق والمجاميع التطوعية، والذي ساعد في تخصص بعضها في مجالات محددة، مثل ذوي الاعاقة وغير ذلك، مؤكدا أن زيادة أعدادها ساهمت في توعية المجتمع بفئات ذوي الاعاقة وظروفهم واحتياجاتهم.
وطالب الثويني المجاميع التطوعية بالانضمام والتعاون مع المؤسسات أو الجمعيات المعنية في ذوي الاعاقة، من أجل دعم وتنظيم أعمالها وجهودها بشكل أفضل، مؤكدا أن انضمامها وتعاونها سوف يحققان نتائج كبيرة، تصب في مصلحة فئات ذوي الإعاقة.
المصدر : مشارى الخلف \ القبس الالكترونى