أصبحت الإعاقة بأنواعها المختلفة مشكلة عالمية وقد دقت منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ناقوس الخطر منبهة من أن حجم الإعاقة قد بلغ الملايين على مستوى العالم ومن بينهم إعاقات جسدية وبصرية وسمعية وذهنية، وقد تكون الإعاقة لأسباب معروفة طبيا أو لأسباب ما زالت لم تحسم بعد من الناحية الطبية.
وتزداد الإعاقة في بعض المجتمعات بسبب الإصابات في حوادث المرور وتلوث البيئة والحروب والنزاعات والصراعات الإنسانية فضلا عن الأسباب الوراثية.
ويقاس تقدم الأمم بقدر اهتمامها ليس فقط برعاية المعاقين وتقديم المساعدات لهم، ولكن أيضا بالوقاية من حدوث الإعاقة ودراسة أسبابها المختلفة من جميع النواحي ووضع استراتيجية متعددة المحاور للوقاية ورعاية المعاقين ودمجهم في المجتمع وعدم عزلهم عنه والاستفادة من مهاراتهم وقدراتهم كقوة منتجة في المجتمع وعدم تهميشهم، ولكن يبدو أن الاهتمام بالمميزات المالية للمعاقين وأسرهم قد أصبح أولوية للكثير من الجهات على حساب الاهتمام بالوقاية والاكتشاف المبكر للأنواع المختلفة للإعاقات وتأهيل ورعاية المعاقين في المراحل البسيطة والأولى وقبل أن تتطور حالاتهم.
أتمنى أن تكون لدينا استراتيجية وطنية شاملة للوقاية والتصدي للإعاقة ورعاية المعاقين وأن تنطلق هذه الاستراتيجية من تحليل علمي للوضع الحالي بكل ملامحه وإحصائياته عن أنواع ودرجات الإعاقة وأسبابها وتكون واضحة الرؤية والمحاور والأهداف وأن نبتعد عن العبارات الإنشائية في وضع الاستراتيجيات، مع وضع آلية واضحة للتنفيذ والمتابعة والتقييم والمحاسبة حتى نتفادى التضارب في الأرقام والإحصائيات وما يترتب على ذلك من هدر الموارد وغياب التخطيط العلمي.