ودارت أحداث المسرحية، وهي من تأليف وإعداد الكاتبة فاطمة اليتيم، إشراف عام عبير الرفاعي وفهد التميمي، وشارك في بطولتها الفنانون سمير القلاف، باسمة حمادة، ناصر الدوب، أحمد شموه، علي محسن، علي الغريب، وشاهين العنزي، في زمن تراثي محلي وتسلسلت الأحداث إلى الزمن المعاصر. وتمحورت القصة حول بائع النخي والباجيلا العم صالح وهو رجل فقير وكبير بالسن ليس لديه أقارب أو أصحاب ولا يملك حتى منزلاً يؤويه، ويجلس دائماً في فريج بالقرب من حوطة السميط. وتدور به الأحداث إلى أن تقل عافيته تدريجياً بسبب تقدمه في العمر، ويصبح وحيدا لا يستطيع الاعتماد على نفسه، فيقوم أهل الفريج ممثلا بالعم عبدالرحمن الرويشد بمساعدته وتقديم المساعدات الممكنة وتوفير مأوى لسكن في «حوطة السميط». وتتوسع تلك الحوطة التي تصبح ملاذاً لكبار السن الذين لا يملكون مكاناً يؤويهم ويحتاجون إلى الرعاية.
وتنتقل الأحداث من الزمن القديم في رعاية المسنين إلى الزمن المعاصر والخدمات التي تقدمها الدولة، وفاءً لكبار السن وتقديراً لعطائهم. وقدّم الفنانون المشاركون أدوارهم بعناية شديدة، وفي مقدمهم الفنان سمير القلاف، فرغم براعته دائما في أدوار الكوميديا التي اشتهر بها، إلا أنه دمج في «عطايا السنين» الكوميديا والتراجيديا، ورغم بساطة الدور إلا أننا تأثرنا بشخصيته التي جسدها «العم صالح بوغايب».
وكذلك الحال بالنسبة للفنانة باسمة حماده التي جسدت دور الجدة في زمننا الحديث.
فرغم بساطة دورها إلا أنها ذكرتنا بزمن «حبابة».
يبقى القول إن قصة العمل كانت ملائمة للأهداف التي قُدِّم من أجلها العرض، كما جاء الديكور مُلائماً لقصة العمل، وجمع ما بين الزمن التراثي المحلي والحديث في آن واحد، وناسبت الأزياء التراثية البسيطة أجواء المسرحية، وكذلك تميّزت السينوغرافيا رغم بساطتها.