حين قرّر مواطن حجز رحلة العودة لابنه المعاق ذهنياً ومرافقه من الفيليبين، وقع اختياره على درجة رجال الأعمال في شركة الخطوط الجوية الكويتية نظراً لحالة نجله الصحية، ولأن الرحلة مباشرة بطبيعة الحال، لكن ما كان خارج الحُسبان أن يستولي طاقم الرحلة على الحجز من دون سابق علم وذلك «بأمر من قائد الطائرة»، ومن ثم تقرر تحويل المريض والمرافق إلى رحلة أخرى غير مباشرة مسبوقة بـ 20 ساعة من الانتظار أوصلت المعاق إلى حالة لا يحسد عليها، ودفعت بوالده إلى مقاضاة «الكويتية» التي آثر بعض موظفيها الراحة على حساب مريض.
المحامي عماد السيف روى لـ «الراي» تفاصيل القضية بقوله إن «موكله المواطن الذي لديه ابن (مواليد 1982) يعاني من إعاقة ذهنية منذ الولادة، ونظراً لحالته لجأ إلى الاستعانة بمرافق يكون مع نجله خلال رحلات السفر خارج البلاد، مثل رحلة الفيليبين في مايو الماضي والتي شهدت تلك الواقعة». وأضاف السيف «الأب كان حجز رحلة العودة لابنه ومرافقه (أردني) من مانيلا إلى الكويت ومنها الى عمان في الاردن، واختار درجة رجال الأعمال مراعاة لحالة نجله الصحية، وهي رحلة طيران مباشر (رقم 418 KU) والتي كان مقررا لها الاقلاع من مطار مانيلا الساعة 9.10 بتوقيت مانيلا بتاريخ 4 مايو، والوصول في تمام الساعة 2.15 من صباح يوم 5 مايو، وتستغرق الرحلة نحو 10 ساعات نظرا لوجود فرق توقيت بين الكويت ومانيلا قدره 5 ساعات، وفي اليوم المحدد للسفر تواجد الابن والمرافق في المطار، إلا أنهما لدى انهاء الاجراءات فوجئا بأن مقعديهما المحجوزين مسبقاً بدرجة رجال أعمال قد ألغيا بأمر من قائد الطائرة وتحت ذريعة أن درجة رجال الاعمال سيتم استغلالها لطاقم الطائرة نظرا لطول الرحلة، ويبدو أن الطاقم أراد الاستيلاء على المقعدين للاسترخاء والنوم خلال ساعات الرحلة على حساب المريض». المعاق ومرافقه كانا أمام خيارين إما السفر بالرحلة ذاتها مع نقلهما إلى الدرجة الاقتصادية رغم أنهما يمتلكان حجزاً على درجة رجال الأعمال، أو انتظار رحلة أخرى، وبعد مفاوضات طويلة تم تحويلهما الى رحلة طيران أخرى للخطوط الكويتية (رقم 412 KU) وكان مقرراً لها الاقلاع بعد الرحلة المحجوز لهما عليها بساعتين، الا انها رحلة غير مباشرة تتوقف في مطار بانكوك بتايلند لمدة ساعة وتصل الكويت الساعة 6.30 من صباح يوم 5 مايو. إلا أن الرحلة الثانية لم تقلع في موعدها (أي بعد ساعة واحدة)، لكنها انطلقت بعد انتظار 20 ساعة تقريبا داخل مطار بانكوك لتصل مطار الكويت الساعة 4.55 بعد ظهر يوم 6 مايو. وكشف السيف أن «المعاق ومرافقه تعرّضا إلى اشد ظروف الاهانة والاجهاد لعدم قدرة المريض على تحمل البقاء في مكان واحد (المطار) مدة طويلة، فقد أصيب بحالات من الانهيار العصبي والمصحوب بهيجان، وصار هو والمرافق في حالة يرثى لها». وأشار السيف إلى أنه عقب ما أصاب الابن المعاق ومرافقه، قرر موكله بصفته قيّماً على نجله ووكيلاً عن المرافق الأردني مقاضاة شركة الخطوط الكويتية على ما تسبب طاقمها من أضرار أدبية خلال تلك الرحلة، وأضرار مادية، ومطالبتها بدفع مبلغ قدره 100 ألف دينار، وقد تقرر موعد الجلسة في شهر ديسمبر المقبل. وأكد السيف على أن «المُشرّع الكويتي حدد التزامات الناقل بالمواد 188 وما بعدها من قانون التجارة فجاء النص في المادة 188 بأن ( يلتزم الناقل بنقل الراكب وامتعته التي يجوز له الاحتفاظ بها الى جهة الوصول في الميعاد المتفق عليه او المذكور في لوائح النقل او الذي يقضى به العرف)، بينما نصت المادة 189 من ذات القانون على انه (يضمن الناقل سلامة الراكب اثناء تنفيذ عقد النقل ويكون مسؤولا عما يلحق الراكب من اضرار مادية وادبية وعن التأخير في الوصول ولا يجوز له ان ينفي مسؤوليته إلا بإثبات القوة القاهرة او خطأ الراكب)، فيما نصت المادة 190 على أن (يكون الناقل مسؤولا عن افعال الاشخاص الذين يستخدمهم في تنفيذ التزاماته المرتبة على عقد النقل)». |
المصدر :حمد المطيرى \ جريدة الراى |