“ذوي الإعاقة” أم “ذوي احتيجات خاصة”.. لفترة طويلة شكّل استخدام المصطلح الأمثل أزمة بين العديد من العاملين في مجال المعاقين حركيا، وأيضا ذهنيا، وفتح الموضوع الذي نشره “اتفرج” حول خطبة اثنين من المصابين بمتلازمة “داون” مناقشة للأمر مجددا.
ووفقا للأمم المتحدة فإن كلمة “ذوي الإعاقة” هي الكلمة الأفضل والتي تستخدمها في بروتوكولاتها، ونشر الموقع الرسمي للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الأشخاص المعاقين، وجاء في تعريفها: يشمل مصطلح “الأشخاص ذوي الإعاقة” كـل مـن يعـانون من عاهات طويلة الأجل بدنيـة أو عقليـة أو ذهنيـة أو حـسية، قـد تمنعهم لدى التعامل مع مختلف الحـواجز ومـن المـشاركة بـصورة كاملة وفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين. وذلك دون اي إشارة أو استخدام لمصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة.
أما منظمة هيومان رايتس واتش الأمريكية المعروفة بتاريخها الطويل في الدفاع عن حقوق الإنسان، فنشرت على موقعها العربي صراحة مصطلح “حقوق المعاقين” وشمل المصطلح الإعاقات الحركية والنفسية والعقلية.
مصطلح “الإعاقة” بحسب منظمة الصحة العالمية هو مصطلح يغطي العجز، والقيود على النشاط، ومقيدات المشاركة، والعجز وهي مشكلة في وظيفة الجسم أو هيكله، فالإعاقة هي ظاهرة تعكس التفاعل بين ملامح جسم الشخص وملامح المجتمع الذي يعيش فيه.
على المستوى الدولي، كلمة”إعاقة” أو “معاق” هي الكلمة المستخدمة لتنصيف كل ذي عاهة أو إعاقة بدنية أو ذهنية وغيرها من المصطلحات مثل “ذوي الاحتياجات الخاصة” مرفوض لكثير من الاعتبارات، منها اعتبار الأخير يشمل العديد من الفئات وليس المعاقين فقط.
على المستوى العربي، حذر شافي الهاجري، رئيس نادي الكويت الرياضي للمعاقين من استخدام أي لفظ غير معاقين، أو تغيير هذا المسمى إلى ذوي الإحتياجات الخاصة نظرًا لأن هذا التغيير سوف يفتح الباب على مصراعيه لاستغلال الكثيرين من مدعي الإعاقة لأخذ حقوق ومميزات المعاق التي يكفلها له القانون.
وأضاف “الهاجري” في تقرير صحفي أن تغيير أسم الهيئة العامة لذوي الإعاقة إلى الهيئة العامة لذوي الاحتياجات الخاصة مخالف للمواثيق الدولية التي تلتزم بها دولة الكويت وفقًا لتوقيعها على الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة ضمن 164 دولة وأن تغيير الاسم سيخرج الكويت من هذه الاتفاقية من خلال تغيير التصنيف الطبي لهم.
أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد طالب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، بإلغاء مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن كل إنسان يستطيع أن يتجاوز هذه الإعاقة ويحقق شيئًا هامًا في حياته ويستطع أن يخدم بلده ويحقق نجاح سواء كان كبير أو صغير وايا كان نوع إعاقته، فهو يعتبر ذو قدرات خاصة وليس ذو احتياجات خاصة.
ووصف ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم كل من أعطاهم الله المال والصحة ويجلسوا في بيوتهم لا يريدون أن ينجحوا وكل يوم لهم عذر جديد فهؤلاء فقط هم من يجب أن يطلق عليهم مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة.
ودينيًا قد ذكرت الإعاقة في القرآن الكريم بدون تلوين وتجميل للكلمة فهي خلقة الله وقال تعالى في سورة الفتح (الآية 17) “ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج”، فلماذا كل هذا التحسس من لفظ إعاقة أو المطالبة بتغييره فهو لا ينقص من كرامة أحد أو يسيء لأحد وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم بما هما عليه فالأصم هو الأصم والأعمى ذكر بالأعمى وليس ذوي الاحتياج البصري أو السمعي.
المصدر : أميرة عفيفي سعيد \ معاق نيوز