0 تعليق
1529 المشاهدات

بعد خطوبة «محمود ودينا».. ما حكم زواج مرضى «متلازمة داون»؟



نظمت جمعية صندوق الخير بالإسكندرية، العام الماضي، عرض أزياء لمرضى متلازمة داون، ارتدت خلاله السبّاحة دينا طارق فستان زفاف، وبعد العرض بكت دينا من شدة فرحتها بارتداءها الأبيض، وتمنت ارتدائه فعليًا، وها هي الآن عروس، تمت “قراءة فاتحتها”، أمس، على بطل السباحة محمود عبد الباري.

وبمجرد انتشار صور العروسين، أصابت مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حالة من البهجة، كما هنأهم الفنان خالد الصاوي بصورة لهما، عبر صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، وتمنى لهما حياة سعيدة.

ومتلازمة دوان هي مجموعة من الصفات الجسدية والنفسية الناتجة عن مشكلة في الجينات تحدث في مرحلة مبكرة ما قبل الولادة، ويكون الذين يعانون منها ذوي ملامح مميزة في الوجه.

هذا فيما انقسمت الأراء، حول رأي الشرع في زواج اثنين من مرضى متلازمة داون، وقال البعض إن زواجهما لا يجوز شرعًا لأنهما منزوعي الأهلية، بينما رأى آخرون أنهم أبطال عالم في السباحة، ولديهم القدرة الكاملة للإنجاب وبناء حياة زوجية ناجحة.

ومحاولة لفك الخيوط المعقدة في هذا الشأن، نستعرض لك آراء بعض الشيوخ والمفتين في زواج مرضى متلازمة داون.

من جهته ذكر الشيخ عمر عبد الكافي، خلال ندوة بعنوان “زواج متلازمة داون بين الطب والشرع”، حسب موقع “الاتحاد” الإماراتي، والتي أُقيمت في الإمارات عام 2006، أنه يباح شرعًا زواج أفراد متلازمة داون، بشروط وهي إقرار الطبيب إمكانية واستطاعة هذا الفرد على الزواج، وولي الأمر يستطيع أن يكون وليا عليهم من الناحية المالية، وقبول أسرة من تقدم إليها أن تقبل هذا الابن زوجا لابنتها أو العكس.

كذلك تحدث حمزة نصري، استشاري ورئيس قسم الأطفال بمستشفى البراحة بدبي، في نفس الندوة، وقال إن أفراد متلازمة داون لا يوجد عندهم نقص في الهرمونات ولا في الاستجابة ويملكون القدرة على الزواج وعندهم الرغبة الجنسية ولا بد من تعليمهم وتثقيفهم في هذا المجال.

كما تحدث عن إمكانية الإنجاب ضمن هذه الفئة، غير أنه أشار إلى أنه لم تسجل حتى الآن حالات إنجاب من الذكور، وإن كان لا يوجد شيء مستحيل. أما الأنثى فتعاني صعوبات في الحمل ويكون هناك حالات إجهاض متكررة ونسبة حدوث الحمل 15- 30% من الحالات، أما نسبة تكرار متلازمة داون في الأبناء تكون 50% ويمكن التغلب على ذلك بالتلقيح الصناعي واختيار البويضات السليمة.

أما الدكتورة منى عمران، أستاذة الإعلام بقسم ثقافة الطفل بجامعة عين شمس، فترى أنه لا مانع مطلقًا من زواج المعاقين، حتى لو كان ذلك بغرض الحصول على مصلحة أو منفعة مشروعة، وأشارت لموقع “أطفال الخليج” الخيري، بأن لها تجارب ناجحة مع المتزوجين من المعاقين، سواء داخل مصر أو خارجها قالت عنها: في ألمانيا تم بالفعل زواج المعاقين في معسكر تحت إشراف مختصين ينظمون لهم كل شيء، وفي مصر شاهدت ثلاث زيجات ناجحة، أسفرت عن إنجاب أطفال.

وتابعت عمران: من المهم جدا أن نضع بعض الضوابط التي تحكم حياة المتزوجين من المعاقين، فيحرم “التعقيم” الذي نقصد به عدم الإنجاب مخافة أن يأتي الأولاد حاملين نفس الإعاقة، كما تحتاج الحياة الزوجية بين الزوجين إلى ضبط شرعي في توجيه الممارسة الجنسية بينهما؛ ولذلك لا بد أن يكون هناك تأهيل مبدئي للمعاق حول مفهوم الزواج والأسرة ومسئوليته.

وبحسب عمران، فإنه على الأسرة دور مهم جدا فيجب ألا تتركهم وتخلي مسؤوليتها بعد الزواج، ولكن لا بد من المتابعة المستمرة لهم؛ فالمعاق ذهنيا إنسان ليس مجنونا، ولكن لديه نقص في الذكاء والقدرة على التكيف في الحياة والعمل، ولكن التدريب والتأهيل المهني له مهم جدا لكي يستطيع أن يتفاعل داخل المجتمع.

وفي سؤال على موقع دار الإفتاء اللبنانية، حول حكم الزواج من أصحاب الإعاقات الخاصة، جاء الرد أنه لا يوجد أي سبب شرعي للإحجام عن الزواج من المعاقات، بل الزواج منهن يساهم في حل مشكلتهن، ويعصمهن من الوقوع في الفاحشة، ويحمي المجتمع من الانحراف والرذيلة، وفي ذلك الأجر العظيم والثواب الجزيل.

وإضافة إلى ذلك فإن الإسلام رغب في الزواج من صاحبة الدين سليمة كانت أو معاقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري، قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: “المعنى أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء، لا سيما فيما تطول صحبته، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدين الذي هو غاية البُغية” “فتح الباري” (9/ 135).

وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: (لا تَزَوَّجُوا النِّسَاءَ لِحُسْنِهِنَّ، فَعَسَى حُسْنُهُنَّ أَنْ يُرْدِيَهُنَّ، وَلا تَزَوَّجُوهُنَّ لأَمْوَالِهِنَّ، فَعَسَى أَمْوَالُهُنَّ أَنْ تُطْغِيَهُنَّ، وَلَكِنْ تَزَوَّجُوهُنَّ عَلَى الدِّينِ، وَلأَمَةٌ خَرْمَاءُ سَوْدَاءُ ذَاتُ دِينٍ أَفْضَلُ) رواه ابن ماجة، ومعنى خرماء: مقطوعة بعض الأنف ومثقوبة الأذن.
المصدر : طارق عزام – اليوم الجديد

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4153 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0