عندما ترغب في الكتابة، ينصحك الجميع: «اكتب عما تعرفه». لكن سكوت سيلفوري، مؤلف المسلسل العائلي الفكاهي الجديد على شبكة Speechless :ABC، ومديره، يؤكد أن كتابة قصة تستند إلى تجربتك الخاصة ليست بالأمر السهل على ما يبدو.
استوحى المؤلف سكوت سيلفوري مسلسل Speechless من حياته ونشأته مع أخٍ من ذوي الحاجات الخاصة. يقول في هذا المجال: «تشكّل هذه القصة نقطة التقاء الفكاهة بالعلاج النفسي».
يضيف سيلفوري خلال استراحة في موقع للإنتاج في استوديوهات «فوكس»: «ازدادت هذه المهمة سهولة كلما تجاهلت تجربتي الشخصية. صحيح أنني اعتبرت بعض التفاصيل أمراً أساسياً وصممت على تقديمها للمشاهد، لكننا حققنا نجاحاً أكبر على الهوامش عندما ابتعدنا عن تجربتي الخاصة».
تدور الفكاهة في Speechless حول جيمي (جون روس بوي) ومايا ديميو (ميني درايفر) وأولادهما جي.جي (ميكا فولر)، وراي (مايسون كوك)، وديلان (كيلا كينيدي). تحاول العائلة البحث عن أفضل مدرسة تستطيع أن تقدم الدعم لجي.جي، الذي يعاني الشلل الدماغي، وللعائلة بأكملها.
لعل الوجه الأكثر أهمية من طفولته، الذي رغب سيلفوري في تصويره بدقة، مجموعة التحديات الفريدة التي تُضطر كل عائلة تضم ولداً من ذوي الحاجات الخاصة إلى التعاطي معها. وللحفاظ على هذا الوجه من تجربته، استعان المسلسل بخبير ليوجههم.
يتذكّر ريتشارد إلينسون، مدير مؤسسة الشلل الدماغي ومستشار Speechless، أنه قال لسيلفوري وفريقه خلال اتصال هاتفي باكر: «إن كنتم تودون تناول الشلل الدماغي، فلن تنجحوا في تصويره. من المهم ألا تنقلوا فكرة خاطئة إلى المشاهد».
يبدو إلينسون متحمساً جداً لأن المسلسل يشكّل فرصة ستدفع الناس إلى التحدث عن الشلل الدماغي: «يعرض المسلسل هذا الموضوع بجرأة وصدق معتمداً على الفكاهة ليتفادى الالتفاف على المسائل. وهكذا يسمح لنا ببدء حوارات لا يسهل على الناس خوضها».
والدة قوية
عمل إلينسون في المجال الإعلاني قبل الانتقال إلى الترويج لحقوق ذوي الحاجات الخاصة بعدما شخّص الأطباء إصابة ابنه توماس (صار اليوم في الثامنة عشرة من عمره) بشلل دماغي. على نحو مماثل، لا يُعتبر هذا المفهوم غريباً بالنسبة إلى درايفر، التي تؤدي دور والدة آل ديميو القوية مايا. تذكر هذه الممثلة: «تميل كل أم تلقائياً إلى الدفاع عن أولادها، وتحمي حقوقهم يومياً».
لكن هذا الميل الطبيعي يبدو أقوى في حالة مايا التي تسعى دوماً إلى مساعدة جي. جي.، محاولةً تحقيق أهداف صعبة (وإن كانت مضحكة) غالباً.
تشير درافير، التي سُرّت بفرصة أداء دور أم لا تكترث إن اعتبرها الناس بغيضة: «عندما يكون ولدك من ذوي الحاجات الخاصة على غرار مايا، يختلف الوضع لأنك تحاول باستمرار تحطيم جدران اجتماعية». تضيف هذه الممثلة البريطانية المخضرمة التي تستعمل لهجتها الأم في المسلسل: «يضم Speechless كثيراً من الزوايا التي تحتاج إلى تدوير مستمر، فضلاً عن مشاعر جياشة يجب احتواؤها. أهوى الأعمال الصعبة هذه، وأتساءل عما إذا كنا سننجح في تقديمها. آمل أن ننجح من كل قلبي».
لكن سيلفوري يؤكد أن نجاح Speechless في تصوير هذه التقلبات الكبيرة في المشاعر يعتمد في المقام الأول على أداء درايفر. يتابع متحدثاً عن اختياره تصوير حياة عائلة من الطبقة الوسطى: «للتنوع معانٍ كثيرة. عشت أيضاً هذه التجربة. وفكرت في أن من الجيد تصويرها على شاشة التلفزيون».
يسارع سيلفوري إلى الإضافة أن الشبكات الاجتماعية (مع أن الوضع مختلف في هذه الحالة) تملك غالباً بعض التعديلات غير الواقعية: «لنجعل المنزل أجمل، ليكن أكبر، ولتملك العائلة سيارة أفضل».
ولكن بالاعتماد على تجاربه الخاصة خلال نشأته، قرر سيلفوري تصوير عائلة تواجه تحديات، إلا أنها تنجح في تخطيها. يختم: «لا داعي لأن تكون التفاصيل كافة جميلة والمسائل كلها مثالية. كنت أبحث عن نوع مختلف من تحقيق الأماني».
المصدر : جريدة الجريدة