الكاتب : د. مجدى عبدالعزيز
التهاب الأعصاب الطرفية هو اضطراب يُصيب الأعصاب التي تتحكم بأطراف الجسم (اليدين والساقين) والتي تنقل الإشارة الحسية للمراكز المتخصصة في جسم الإنسان مما يؤدي الى ضعف قدرتها على إيصال الإشارة والإحساس بطريقة سليمة وأحياناً قد يؤدي الى فقدانها كلها أو فقدان عصب واحد ..
وبالتالي ينتج عن ذلك الشعور بالتنميل وخدران الأطراف. عادة يبدأ الاعتلال العصبي الطرفي في أصابع اليد والقدم وقد ينتقل الى أجزاء أخرى منها الساق والذراع.
وهو اعتلال يصيب الأعصاب الطرفية للجسم، بحسب ما أوضح الدكتور مجدي عبد العزيز استشاري باطني وحالات حرجة في دبي، مشيرا إلى أن المرض يعتبر أحد أهم وأكثر المضاعفات المزمنة شيوعاً بين مرضى السكري حيث يعاني ما يقرب من نصف المصابين بداء السكري من تلف في الأعصاب في مرحلة من مراحل حياتهم.
أسباب المرض
وأضاف الدكتور مجدي أن الإصابة بالتهاب الأعصاب الطرفية يعود لأسباب عدة أهمها الإصابة بداء السكري، وقلة مناعة الجسم، والإفراط في التدخين، وتناول الكحوليات، إضافة إلى أن العمال الذين يتعرضون لبعض المواد مثل الزئبق والرصاص، أثناء تأدية عملهم هم عرضة لالتهاب الأعصاب الطرفي أكثر من غيرهم، إلى جانب المدمنين، ومن لديهم نقص في بعض الفيتامينات وبخاصة فيتامين (ب) و( 12ب)..
وكذلك المرضى المصابون بخلل في الكبد، أو الكلي أو المرضى الذين يتعاطون أدويه علاج الامراض السرطانية. الى جانب ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض الجهاز العصبي التي قد تودي لحدوث تشنجات وقصور الدرقية ونقص التروية الدموية للأقدام، كما ان العامل الوراثي له دور في حدوث المرض.
أنواع المرض
ينقسم المرض إلى ثلاثة أقسام، الأول يشمل إصابة نهاية الأعصاب الطرفية، والثاني يمتد لبدايات الأعصاب الطرفية، فيما يطلق على الثالث اسم الانضغاطي لأنه ينتج عن الضغط على الأعصاب، ويشبه إلى حد كبير الضغط الناتج من فقرات الظهر، محدثا التهاب عرق النسا أو التهاب الركبتين أو الكوعين.
أعراضه
يقول الدكتور مجدي: قد تكون أعراض المرض في البداية بسيطة وتأتي على هيئة الإحساس بتنميل في الأطراف أو الإحساس بألم طفيف فيها مثل وخز الدبابيس، غير أنه قد يتطور إلى ما هو أشد من ذلك، فقد يصل إلى درجة عدم الإحساس بالأطراف، أو آلام شديدة بها، أو الإحساس بوخز يشبه وخز السكاكين أو لسع شديد يشبه لسع الكهرباء.
العلاج
أشار الدكتور مجدي إلى أن العلاج ليس صعبا بل هناك العديد من الطرق للعلاج، ولكنها تستغرق وقتا طويلا لأنه يعتمد على معالجة الأسباب المؤدية للاصابة، ويصف الطبيب للمريض العلاج الدوائي عن طريق تناول «البريجابالين»، وكذلك أقراص أو حقن تحتوي علي فيتامين ( 12ب)، مع تناول بعض من أدوية الاكتئاب، للتغلب على القلق وقلة النوم اللذين يعتبران من أكثر الأعراض المصاحبة للألم المزمن شيوعاً.
وفي بعض الحالات التي يعاني فيها المريض من آلام شديدة قد نلجأ إلي إعطاء المريض بعض المسكنات مثل «الترمال» أو «الكاتافلام» أو «الإسبرين» أو «الفولتارين» مع ضرورة متابعة الطبيب جيدا للمريض لتجنب أي أعراض جانبية قد يسببها كثرة تناول المسكنات، مثل التهابات المعدة والغثيان..
مضيفا أنه قد يلجأ الطبيب المعالج في حالات معينة إلى إخضاع المريض لجلسات العلاج الطبيعي أو الوخز الكهربائي.
الوقاية أولاً
ينصح المريض عادة بضرورة إبقاء مستويات سُكّرِ الدمِّ عند الحدود الطبيعية خاصة لمرضى السكّري، مما يساعد في حماية الأعصاب من التلف، وتعديل مستوى الفيتامينات في حالة نقصها، يحسن الكثير من الحالات، وفي حالة فقر الدم الخبيث، فإن حُقَنَ فيتامين بي ـ 12مع الدعم الإضافي لفيتامينات أخرى والتغذية الجيدة، تكون مفيدة، ومن الضروري السَيْطَرَة على درجة استجابة جهاز المناعة في حالة اضطرابات المناعة الذاتية.
وينصح بإزالة مصدر الضغط على العصب بعملية جراحية ثم علاج الالتهاب الناتج عنه. والتوقّف فوراً عن أخذ المواد أَو الأدوية السامّة المسببة للاعتلال العصبي يمنع تَقدم المرض، خصوصاً الأدوية التي تؤخذ لفترات طويلة وبدون وصفة طبية ويكون لها آثار جانبية ومنها التهاب الأعصاب الطرفية، فيجب استشارة الطبيب حول فوائدها وأضرارها..
ويمكن تَحْفيز العصب بالوخز الجلدي بالرغم من أنها طريقة آمنة وغير مؤلمة، فهي تفيد البعض وليس كل أنواع الألم، أخيرا التنويم المغناطيسي وطرق الاسترخاء تخفف من توتر العضلات.