عظمة أم المعاق، قصةٌ تستحق أن تروى // بقلم جوري العازمي

كتب: جوري العازمي

*المقدمة*
للأم عظمة وتفضيل خاص عند الله عز وجل ، حيث اقتُرِن رضى الأم عن إبنها برضى الله عن عبده ، وذلك بأحاديث كثيرة ومواضع في القرآن الكريم يصعب حصرها.
أما أم المعاق فتلك تجلت عظمتها وعلى قدرها عند الله سبحانه ، فقد اعطاها نعمة وأمانة ليختبر مدى قوتها ، هل ستكن أهلا لهذا الإختبار؟ أم ستكن ناقمةً لقدر الله؟ الأمثلة المشرفة للأمهات الفخورات بأطفالهم كثيرة ، ومنها أسرة اعطت طفلها كثيرا من الأهتمام والحب هي أسرة الطفل عبدالله علي الغنامي من مواليد، ٢٢/١/٢٠١٢م بحريني مقيم في الكويت.
*أم عبدالله*
عبدالله هو طفلي الأول وفرحتي الأولى ، كان حملي طبيعي جدًا لكن حدثت لي مضاعفات أثناء الولادة، ما أدى إلى نقص أوكسجين عبدالله . وبعد إنعاشه بخمس ساعات بدأت معه تشنجات ، فكان يجب علينا توقع شيء عبدالله لن يكن كباقي الأطفال ربما يتأخر بنموه قليلا عن أقرانه. لكن بعد كم من التشخيصات الخاطئة كانت صدمتي كبيرة بمعرفتي أن ابني مصاب بالشلل الدماغي فسيكون طفلًا معاق. لا أخفي نكراني بالبداية لكن سرعان ما تلاشى ذلك النكران أإلى فخر وحب ورغبة بأن افعل ما أستطيع لتقديم سبل اعتماده على نفسه.
*العلاج والتطور* بدأت خطواتي بالبحث ومعرفة المزيد عن حالة عبدالله ، فبدأنا بالعلاج الطبيعي وعلاج النطق. تطور عبدالله بإزدياد من حيث الحركة والإندماج مع الناس.
*فكرة إنشاء الحساب في(instagram)و وعي الناس والأهل ناحية ذوي الإعاقة*
فكرة أنشاء حساب لطفلي كانت تراودني قبل إنشاء الحساب بفترة طويلة ، فأنا كأم لطفل مميز أحببت أن أشارك الناس تجربتي واظهار طفلي للمجتمع . من خلال تجربتي مع أهل الأطفال ذوي الإعاقة اكتشفت اصناف كثيرة ففيهم المتقبل ، والمهمل ، والمشفق، والمنعزل عن الناس . رسالتي للأهل: طفلكم هذا هدية من الله قد حباكم واختاركم ليهديكم إياها. فاجتهدوا بالمحافظة على هذه النعمة . فالطفل من ذوي الإعاقة فخرٌ نتباها به ولا نخجل منه. أما وعي الناس فهم متقبلين بشكل كبير نعم توجد بعض العقليات لكن الأغلب متقبل.
*مستقبل عبدالله الدراسي والعلاجي*
بالفعل فنحن نواجه مشكلة من حيث دراسة عبدالله فالمدارس هنا التي تقبل ذوي الإعاقة ، مرتفعة الرسوم جدًا. وكوننا لسنا كويتيون فليس لنا إستثناء فلذا نحنُ نناشد المسؤولين ، عبدالله طفل ذكي جدًا ومن حقه التعلم كأقرانه. أما التطور العلاجي فتطور مستمر بفضل الله وعبدالله في تحسن مستمر.
*كلمة أخيرة*
كلمتي للأهل طفلكم المميز هو هدية من الله لكم فأنتم السبب إذا كان منجز ، وأنتم السبب إذا تحطم ولم ينجز. ففي أي السببين تود طفلك أن يكون؟ . وأحب أن أشكر زوجي الذي كان متفهمًا ومساندًا لي. وأهلي فهم سبب قوتي في لحظات الضعف.
جدة عبدالله: أم عبدالله أثبتت لنا مدى قوتها نعم هي إبنتي لكن في أحيان كثيرة. أتساأل في نفسي لو كان عبدالله إبني هل سأقدم له ما قدمته والدته له؟ عبدالله وحدنا أكثر فاصبحنا يد واحدة وقلب واحد من أجل عبدالله.
*خالته زهراء*
عبدالله ولدي ، قطعة مني. علمني الأيثار علمني أن هناك شخص آخر غيري يجب أن أعطيه من نفسي.
*خالته سعاد*
عبدالله جعلني اتحمل المسؤولية . الآن لا أستطيع النوم قبل رؤيته أو الإطمئنان عليه هاتفيًا.
*خالته ساره*
عبدالله جعلني بالأضافة لتحمل المسؤولية وأنني أصبحت أم بعد عبدالله أصبح الوعي بذوي الإعاقة عندي يزداد.
*عبدالله متعلقًا بخالته كثيرا. *لديه أذن موسيقية وليس كل أنشودة تعجبه. *يحب ويفرح عند الخروج من المنزل.
ما سبق من حوار هو نظرة لنموذج مشرف للأسرة المتقبلة والمحبة لطفلها من ذوي الإعاقة. والعديد مثل تلك الأسرة في مجتمعاتنا. (فحسبُ المجتمع والإنسانيةِ فخرًا وجود مثل هذه الأسر التي أعطت أبناأها ولا تزال مستمرة بالعطاء)