تمكنت المهندسة أنفال الرواشدة من ابتكار برنامج ناطق على جهاز الحاسوب او اللاب توب، من شأنه ان يساعد الاشخاص المكفوفين او الذين لا يستطيعون تحريك اطرافهم على مواصلة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.
وتقول الرواشدة ان هذا الابتكار الجديد يخدم الاشخاص الذين يعانون من صعوبة بالحركة، والاشخاص الذين لا يستطعون تحريك اطرافهم وحتى الاشخاص الاسوياء، حيث يقوم على برنامج وسيط بين الحاسوب ومستخدمه “رد آلي” يسمح لمستخدمه اختيار ما يريده من برامج ليتم تشغيله عن طريق رقم يضغطه او نطقه.
وتشير الرواشدة ان البرنامج يسمح للشخص الكفيف استخدام الحاسوب باستقلالية وبكل سهولة، فعند تشغيل جهاز الحاسوب يظهر برنامج “الرد الآلي” ليعرض على الشخص الكفيف بعض الخيارات والتي هي عبارة عن خدمات تتعلق ببرامج الحاسوب وتشغيلها واستخدامها عن طريق اوامر صوتية تصدر من الشخص الكفيف، وكل ما هو بحاجة لقوله هي أرقام، وهذه الأرقام اختصار لخدمات وبرامج الحاسوب.
وتضيف الرواشدة ان آلية عمل البرنامج للشخص الكفيف او الاشخاص الذين يعانون من صعوبة في الحركة او فاقدي الاطراف، حيث ينطق الشخص رقم الخدمة فيستقبلها الحاسوب ويحولها عن طريق برامج حاسوبية معينة ثم ينفذ الخدمة بكل سهولة.
وتضرب الرواشدة مثلاً على ذلك وتشير ان مكفوفا يريد سماع “الاخبار” فينطق رقم 1 فتظهر له الاخبار المحلية ويقرؤها الجهاز إلكترونياً، والتي تكون مربوطة باحدى الوكالات المحلية، وهكذا ينطبق على الاخبار العربية والعالمية والرياضية والثقافية وغيرها، مشيرة الى ان الهدف من ذلك ان يبقى الشخص الكفيف على اطلاع أولا باول باخر الاخبار والتطورات في الوقت الذي يريد وبكل استقلالية.
وتؤكد الرواشدة ان شاشة النظام المبتكر تبقى الشخص ذوي الاحتياجات الخاصة على اطلاع ومعرفة بكل جديد، مثال ذلك طباعة المستندات او معرفة الوقت في اي منطقة في العالم او حتى اغلاق الحاسوب.
وتشير الرواشدة ان للشخص ايضاً ان يتصفح الصور الخاصة به وباصدقائه ومحبيه عن طريق برنامج الاوامر الصوتية، بحيث يتيح البرنامج للشخص ان ينشئ ألبوما للصور خاصته وذكر المناسبة عن طريق الأوامر الصوتية.
وأكدت الرواشدة ان هذا الابتكار الجديد غير موجود بهذه الطريقة بتاتا في العالم، غير انه موجود بأجزاء محددة وغير مطبق بفعالية، مشيرة انها تمتلك الرؤية الكاملة عن طريقة البرمجة والتنفيذ، وتمتلك تصورا مبدئيا وكاملا عنها بحكم تخصصها في هندسة البرمجيات، مطالبة الشركات العامة والخاصة والتي تعمل على هذا النحو بتبني هذا الابتكار الجديد، وتطبيقه على ارض الواقع لخدمة الأشخاص ذوي الاعاقات المختلفة.
من جهته رحب الدكتور حسن ابو درويش وهو كفيف ومختص بالامراض النفسية بفكرة هذا الابتكار، مؤكدا انه بأمس الحاجة ان يطبق على ارض الواقع للاشخاص الكفيفين وفاقدي الاطراف.
وأوضح ان البرنامج مفيد وخطوة على الطريق الصحيح من اردنية مبدعة قدمت ابتكاراً اخر وهو قميص يساعد الصم والبكم على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي، واليوم نرى جهودا فعالة في ظل غياب البرامج التي تعنى بالكفيف على وجه الخصوص وذوي الاحتياجات الخاصة بوجه عام.
وطالب ابو درويش بتطبيق المشروع وتوسيع خدماته وتعميمها على المراكز والجمعيات التي تعنى بالكفيف وفاقدي الاطراف ليكون برنامج علميا وعمليا وثقافيا يخدم الكفيف وذوي الاحتياجات الخاصة بتكلفة منخفضة في ظل ارتفاع تكاليف البرامج الناطقة عالميا وصعوبة اقتنائها محليا، وهي برامج تختلف كلياً عن ابتكار الخريجة الجامعية انفال الرواشدة من خلال عمق الفكرة.
وبين مدرب الاحتياجات الخاصة راشد محمد انه لا يوجد برامج تخاطب الكفيف وتشعره بالاستقلالية اثناء استخدامه لجهاز الحاسوب، اذ يشعر بصعوبة تلقيه الخدمة الا بمساعدة احد الاشخاص، مؤكداً ان هذا الابتكار الجديد يقدم للكفيف وذوي الاحتياجات الخاصة خدمة بسيطة غير موجودة محلياً تساعدهم على مواصلة حياتهم بشكل اعتيادي وسهل وبتكلفة بسيطة جداً.
وكانت الرواشدة التي حصلت على درجة الامتياز من جامعة الحسين بن طلال بتخصص هندسة البرمجيات العام 2015، وجاءت الاولى على دفعتها، قد ابتكرت قميصا بسيطا يحتوي على رسومات تساعد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة “الصم والبكم” في مواصلة حياتهم اليومية الطبيعية.