كشفت مديرة دائرة تطوير النظم والبرمجيات بقسم تطبيقات التكنولوجيا لذوي الاحتياجات الخاصة في معهد الكويت للأبحاث العلمية المهندسة نوره الغرير عن الانتهاء من تصميم 3 ورش ضمن مشروع انشاء ورش محمية منتجة لذوي الإعاقات الذهنية، بالتعاون مع الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة، وطرحها من خلال الممارسات للتنفيذ.
وبيّنت الغرير خلال لقاء خاص مع القبس ان المشروع يعد من المشاريع الوطنية التي تستهدف تأهيل وتدريب اصحاب الإعاقات الذهنية الخفيفة والمتوسطة وبعض حالات الاعاقة المزدوجة (الذهنية والجسدية)، التي تزيد اعمارهم على 21 عاماً للعمل في هذه الورش في مختلف الصناعات والحرف المنتجة، مشيرة الى ان المشروع يتكوّن من 6 ورش محمية سيجري الانتهاء منها وفق الجدول الزمني المحدد بعد 4 سنوات.
زيارات ميدانية
واوضحت ان الفريق المختص في المعهد قام بعمل زيارات ميدانية لبعض الورش المحمية في بريطانيا واميركا والمانيا ولبنان، للاطلاع على تجاربهم والاستفادة منها في تنفيذ افضل الافكار واختيار احدث المعدات التي تمكن الاستعانة بها، لافتة الى انه سيجري تطبيق اختبارات خاصة على الاشخاص المعاقين لتحديد امكانيات كل حالة ووضعها في مكان العمل، الذي يتناسب مع قدراتها، كما سيجري تدريبهم خلال العمل للارتقاء الى مستوى عمل اعلى مع مراعاة عناصر الامان.
واكدت حرص المعهد على ان تكون منتجات هذه الورش بجودة عالية ووفق حاجة السوق المحلي وبأسعار تنافسية ليجري بيعها لجودتها، وليس كنوع من الشفقة او العطف، لكونها منتجات ذوي الاعاقة، موضحة انه سيجري ابرام عقود سنوية مع جهات حكومية او خاصة لضمان استمرار بيع المنتج على مدى العام وتوفير خطة انتاجية معروفة.
الحروف العربية
وقالت الغرير ان المعهد بدأ في تقديم الدعم الفني للأشخاص ذوي الاعاقة منذ عام 1985، من خلال الاتفاقية المشتركة مع معهد IBM في فرنسا لتقديم الدعم للإعاقات السمعية وتشجيعهم على نطق بعض الحروف العربية، ثم بدأ عقب التحرير الولوج إلى عدة مجالات لتقديم الدعم الفني للإعاقات السمعية والبصرية والذهنية وحالات التوحد والاعاقات الجسدية وصعوبات التعلم والدسليسكيا، وغيرها.
وأفادت بأن قسم تطبيقات التكنولوجيا يسعى الى توفير برامج الكترونية تمكِّن ذوي الاعاقة ـــ الذين فقدوا القدرة على التواصل مع الغير، سواء بسبب القصور اللغوي، او عيوب خلقية او امراض، او نتيجة حوادث ـــ من التواصل مرة اخرى، مشيرة الى ان اغلب هذه البرامج يتم تصميمها بناء على طلب الجهات المستفيدة، مثل مستشفى الطب الطبيعي او مركز تقويم وتعليم الطفل، وغيرها.
واكدت حاجة المرضى الملحة الى هذه البرامج لمساعدتهم على التواصل أو للتدريب، لا سما ان جلسات العلاج الطبيعي في المستشفيات والمراكز لا تتعدى 40 دقيقة مرتين أسبوعياً، ما يتطلب توفير برامج، والادوات تمكّن الوالدين من العمل عليها في المنزل واكمال تعليم وتدريب الابن في أي وقت لتحصيل نتائج افضل.
وذكرت ان المعهد يقوم بأبحاث تطبيقية متعددة لإيجاد حلول فعلية للمشاكل الموجودة في المجتمع، بعضها مقتصرة على المعهد فقط مثل توفير برامج ووسائل التواصل لمختلف للإعاقات، مؤكدة ان هذه العملية تستغرق وقتا ومجهودا كبيرين، لكوننا نعمل على تصميم برنامج يناسب كل حالة على حدة، فهناك بعض الأشخاص لا يتحرك من جسدهم الا اصبع واحد فقط، ولا يستطيعون الكلام بسبب ضمور في جميع عضلات الجسم، وبالتالي لا يمكنهم التعبير عما يريدون او ما بداخلهم فنقوم بتصميم برنامج على الكمبيوتر او الآي باد، يمكن استخدامه للتواصل، من خلال هذا الاصبع فقط، وهناك حالات اخرى لا يتحرك الا اصبع القدم فقط، وبالتالي نقوم بتصميم برنامج يتناسب مع هذه الحالة، والبعض الآخر
لا يحرك الا الأعين، وغيرها من الحالات الفردية التي نقوم بتصميم مختلف البرامج التي تمكنهم من التحدث والتواصل مع الآخرين عبر هذه البرامج، رغم الإعاقات.
الاعاقة الذهنية
وقالت ان فريق المعهد يقوم بزيارة الحالات في المستشفيات لتقديم النصح او التمرين على بعض البرامج والمعدات، وكذلك زيارة البيوت لمساعدة اولياء الامور في التعامل مع البرامج التي يتعامل معها المعاق، مشيرة الى ان المعهد تعامل مع نوعين من الاعاقات الذهنية، منها حالات التوحد التي تعاملنا معها عن طريق مركز ماكتون الكويت والخليج وصممنا لهم برمجيات مختلفة على اجهزة الآي باد، وبعضها جرى تحميلة على «الاب استور»، ليمكن تحميلة بسهولة، اضافة الى برامج للصم بلغة الاشارة.
استقبال المتطوعين
ذكرت نورة الغرير أن قسم تطوير النظم والبرمجيات يضم 14 موظفاً فقط معظمهم في تخصص هندسة وعلوم كمبيوتر، مشيرة الى ان المعهد يرحّب براغبي التطوع للمساهمة في هذا العمل الانساني الذي يقدم خدماته لذوي الاحتياجات الخاصة.
جوائز في مجال خدمات المعاقين
• الجائزة المعلوماتية العالمية على مستوى العالم عام 2007 عن انتاج برامج صوتية باللغة العربية لم تكن موجودة من قبل.
• جائزة الكويت الالكترونية عام 2009 في تقديم الدعم للإعاقة.
• الجائزة العربية الالكترونية 2009.
• جائزة الكويت الإلكترونية في 2014.
• جائزة استوكهولم للتحدي والارادة عام 2000.
برامج للدول العربية
بيّنت نورة الغرير ان معهد الأبحاث لكونه جهة غير ربحية فهو يقدم انتاجه ايضا الى الدول المجاورة؛ فهناك برامج طباعة برايل وصلت الى ليبيا وكثير من الدول العربية ورام الله في فلسطين، وجرى وضع البرنامج باللغة الفرنسية ليستفيد منها المكفوفون في لبنان.
تواصل مع أمه بعد 20 عاماً
قالت نورة الغرير ان احدى الحالات (27 عاماً) قد أصيب منذ سنوات بضمور عضلات وعدم القدرة على النطق منذ 20 عاماً، ولم يستطع التواصل مع اسرته، او يتحدث معهم، وعن طريق احد البرامج التي ابتكرها المعهد خصيصا لهذه الحالة استطاع ان يكتب رسالة كاملة لوالدته ويحدثها من خلالها عما يجول بخاطره، وما يريد ان يخبرها به، وكان هذا اول حديث منه لوالدته بعد عقدين من الزمان.
قياس عسر القراءة لطلبة الجامعة
كشفت الغرير عن مشروع مشترك بين المعهد ومركز تقويم وتعليم الطفل لتصميم برنامج لقياس عسر القراءة، وذلك بناء على طلب جامعة الكويت بعد ملاحظة تعثّر بعض الطلبة في الدراسة، نتيجة العسر القرائي، مشيرة الى ان هذا البرنامج سيمكن الجامعة من قياس مستويات عسر القراءة لدى الطلبة وعمل التقارير اللازمة، لافتة الى ان المشروع بتمويل من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
المصدر : ايليا القيصر \ جريدة القبس