مع اقتراب حلول اليوم العالمي لكبار السن في الأول من أكتوبر، وحيث ان هناك 600 مليون شخص في العالم أعمارهم بلغت 60 سنة أو أكثر، وهذا الرقم سيتضاعف في عام 2025 وسيبلغ مليارين في عام 2050، فماذا قدمنا لكبار السن في الكويت؟إنهم يستحقون الأولوية في جميع مرافق الدولة بالإضافة إلى ضرورة إنشاء مصحات أو مراكز صحية لهم تشمل جميع الخدمات الصحية بأنواعها، إذ ان كبير السن يواجه بعض المشاكل الصحية مع تقدم العمر ونظرا لعطائهم لأبنائهم وللوطن فإنهم يستحقون التقدير بعمل هذه المصحات الخاصة لهم. إن كبير السن ليس لديه القدرة للتنقل من مكان لآخر، ولذلك فإن توفير المراكز التي تشتمل على الخدمات المتكاملة الشاملة أسوة بالدول المتقدمة يكون ضرورة يجب على وزارة الصحة توفيرها لهم. فقد يشكو كبير السن من ارتفاع الضغط أو ارتفاع السكر بالدم أو تكون لديه مشاكل بالسمع أو بالنظر أو يكون لديه آلام في العظام أو العضلات، ولهذه الأسباب من الأفضل أن يتم عمل مراكز للرعاية الصحية اليومية الشاملة لكبار السن ليكون باستطاعتهم تلقي الخدمات التي يحتاجونها دون تعب وبأقل وقت ممكن بالإضافة إلى التسهيل على أبنائهم وأقاربهم لأخذهم للمركز الصحي الشامل دون ضياع الوقت في الذهاب من مركز لآخر.
ويمكن تدشين هذا المشروع مع حلول اليوم العالمي لكبار السن في الأول من أكتوبر هذا العام والبدء بتنفيذه في مركز واحد وعند نجاح الفكرة يتم تعميمها على باقي المراكز والمناطق جميعها. وتوجد بعض المراكز التي تم إخلاؤها سابقا نظرا لنقلها إلى مراكز جديدة متطورة، فقد يكون من الأفضل استخدام هذه المراكز وتعديلها والاستعانة ببعض المتبرعين أو بالجمعيات التعاونية في المنطقة وتوفير جميع العيادات الصحية بها ودعوة كبار السن في المنطقة لمراجعتها ومن ثم تقييم الخدمات بعد شهر على الأقل حتى يمكن تعميم الفكرة على جميع المناطق خاصة أن عدد كبار السن في ازدياد مستمر.
إن كبار السن هم أمهاتنا أو آباؤنا أو أقاربنا ولا يمكن تركهم دون خدمات لتعذر أخذهم لأكثر من مركز صحي أو مستشفى لتلقي الخدمات الصحية، وأرجو من وزارة الصحة اعتبار هذا الموضوع مهما جدا ومن أولوياتها لنوفي أهلنا بعض ما قاموا به من أجلنا، قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) الإسراء 23.
بقلم \ د. هندالشومر