وفق نتائج دراسة جديدة، يجب ألا يكون العمر حاجزاً يحول دون استعمال ذلك الجهاز، حتى بالنسبة إلى الأشخاص فوق عمر التسعين
بالنسبة إلى معظم المسنين، تتفوق منافع زرع جهاز تنظيم ضربات القلب على المخاطر. يقول د. أنانت مانداوات، طبيب عيادي في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «لدينا تكنولوجيا تستطيع مساعدة الناس في المراحل الأخيرة من حياتهم. لكن كانت البيانات محدودة حول طريقة استعمالها». إنها أنباء واعدة بالنسبة إلى الأشخاص الأكبر سناً الذين يواجهون مشكلة أو مرضاً في القلب.
الفجوة كبيرة على مستوى المعارف المتوافرة في هذا المجال، إذ نجد اليوم حوالى مليونَي أميركي فوق عمر التسعين، وسيبلغ عدد الناس الذين يفوقون عمر التسعين ثمانية ملايين نسمة بحلول عام 2050. في الوقت الراهن، يمكن أن يتوقع الشخص العادي الذي يبلغ عمر التسعين أن يعيش لسنوات إضافية بمعدل 4.6 أعوام.
عوارض
غالباً ما يواجه الأشخاص الذين تكون ضربات قلبهم بطيئة أو غير منتظمة عوارض التعب وضيق التنفس، وقد يعانون نوبات إغماء تؤدي إلى حوادث سقوط تهدد حياتهم. إن زرع جهاز تنظيم ضربات القلب هو واحد من الحلول لتحسين نوعية الحياة.
يقول أحد مُعِدّي الدراسة، د. أديتيا مانداوات (طبيب عيادي في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد وشقيق د. أنانت مانداوات): «العمر بحد ذاته يجب ألا يكون عائقاً أمام زرع جهاز تنظيم ضربات القلب».
قارن الطبيبان الشقيقان، بالتعاون مع زملاء آخرين لهما، آثار زرع جهاز تنظيم ضربات القلب بين 12917 شخصاً في عمر التسعينات، و45507 أشخاص في عمر السبعينات، و57259 شخصاً في عمر الثمانينات. استُخلصت البيانات من عينة وطنية شملت أشخاصاً تلقوا أجهزة لتنظيم ضربات القلب بين عامَي 2004 و2008.
كتب الباحثون النتائج في مجلة «الدورة الدموية» واعتبروا أن مضاعفات زرع جهاز تنظيم ضربات القلب كانت أكثر شيوعاً بنسبة ضئيلة عند الأشخاص في عمر التسعينات (بنسبة 6.3%) مقارنةً بالأشخاص في عمر السبعينات (5.6%)، وتبين أن الناس فوق عمر التسعين يكونون أكثر ميلاً إلى الوفاة قبل مغادرة المستشفى (1.9%) من نظرائهم الأصغر سناً (0.6%). لكن كانت تلك الاختلافات أصغر من المتوقع. يوضح د. أنانت مانداوات: «بشكل عام، كانت تلك الاختلافات ضئيلة جداً».
يخطط الباحثان للقيام بدراسات إضافية على الأشخاص فوق عمر التسعين. سيبدآن بمتابعة حالات المشاركين في دراسة جهاز تنظيم ضربات القلب للإجابة على سؤال مهم: قد يكون زرع جهاز تنظيم ضربات القلب آمناً نسبياً عند الأشخاص في عمر التسعين وما فوق، لكن هل تستحق المنافع أخذ المجازفة؟ يقول د. أنانت مانداوات: «من الواضح أن هذه الفئة العمرية تنمو بشكل ملحوظ». يتوقع الشقيقان أن يتمكن الطب المعاصر من فعل الكثير للأشخاص في عمر التسعين، مع أنهم يحثون الأكبر سناً وأطباءهم على إبقاء توقعاتهم واقعية. لا تكون بعض العمليات مناسبة بالنسبة إلى المصابين بأمراض خطيرة أو حالات حادة.
يقول د. أديتيا مانداوات: «أنا أنصح الأشخاص الأكبر سناً بالتحدث مع أطبائهم عن التوقعات المحتملة في حال الخضوع لهذا النوع من العمليات. لكن يجب أن يعرفوا أن العمر بحد ذاته ليس عائقاً».