الكاتب : د. خلود البارون
هناك توجه اجتماعي الى اعتبار قصر القامة من الامور المعيبة في الجنسين وخاصة في الرجال. وترجع معظم حالات قصر القامة في الاطفال لأسباب غير مرضية، بل الى اختلاف نوعي طبيعي وصفة وراثية بحتة. وقد يلعب تأخر سن البلوغ في مثل هذه الحالات دورا في قصر القامه الطفل.
◗ أسبابه
1 – اسباب فزيولوجية طبيعية:
– اختلاف طبيعي (يرتبط بالجينات الوراثية للعائلات التي تتميز بقصر قامة افرادها).
– اضطرابات سن البلوغ.
2 – أسباب مرضية:
– اضطرابات في الغدد الصماء، مثل: خمول الغدة الدرقية، نقص هرمون النمو.
– الاصابة بأمراض مزمنة، مثل: التهابات الامعاء، المرض البطني (الجوفي)، الفشل الكلوي المزمن.
– امراض جينية وراثية، مثل: المتلازمات الوراثية كمتلازمة تيرنر، خلل التنسج الهيكلي.
– نقص او بطء النمو الجنيني داخل الرحم.
– اسباب نفسية واجتماعية.
◗ التشخيص
اهم جانب لتقييم قصر القامة هو التاريخ المرضي والفحص البدني مع اخذ قياسات الطول ومقارنتها مع طول قامة الابوين، فقد يكون طوله طبيعيا بينهما. ومن خلال اختبارات تحليل الدم يمكن اكتشاف وجود اي مشكلة في وظيفة الغدة الدرقية او نقص في هرمون النمو او وجود متلازمة تسبب تأخر النمو او التشوهات. وأهم هدف لتقييم الحالة ليس اكتشاف السبب المرضي فقط بل تقييم التأثير النفسي الذي يحدثه على الطفل.
◗ العلاج
غالبية الاطفال الذين يعانون قصر القامة هم في الحقيقة حالات غير مرضية، وفي هذه الحالة تتم طمأنة الاسرة على صحة الطفل. ويجب الاهتمام بأية صعوبة نفسية او اجتماعية يتعرض لها الطفل، فقد يحتاج لاستشارة وعلاج نفسي. اما في حالة وجود سبب مرضي، فيجب علاجه بالشكل المناسب. ويمكن زيادة معدل النمو البدني عموما (بما فيه الطول) خلال مرحلة الطفولة باستخدام جرعات محدودة من هرمون النمو والاستروجين. وهذا العلاج ضروري لبعض المتلازمات الوراثية مثل متلازمة تيرنر في البنات، فهن بحاجة لتحفيز عملية البلوغ وظهور اعراضها والحفاظ على انتظام الدورة الشهرية. ومن جانب آخر، يعد استخدام حقن هرمون النمو لتحفيز زيادة طول قصار القامة، حتى لو كان ذلك نتيجة لأسباب فيزيولوجية، امرا مثيرا للجدل. فبالإضافة الى ما يرافق هذه الحقن من آثار جانبية ضارة، فتأثيرها محدود على الطفل الذي يتوقع ان يصل الى البلوغ قريبا.
المصدر : جريدة القبس