0 تعليق
660 المشاهدات

اختفاء ووفاة الطفل عبدالعزيز العازمي يكشف الدور «الوهمي» للفرق التطوعية



137 فريقاً مسجلاً لدى «الشؤون» … هل يقتصر دورها على حملات التنظيف وصبغ المحولات و«الوجاهة»؟

في حوادث «الاختفاء» التي تشهدها الدول المتقدمة التي تمتلك كل وسائل التكنولوجيا المتقدمة مثل الولايات المتحدة الاميركية، لا يستطيع رجال الأمن العمل دون جموع وفرق تطوعية تساعد في البحث والتمشيط، ما يعد خير دليل على أهمية التعاون بين السلطات الرسمية والمواطنين في مثل هذه الحوادث.

وفي مثل هذه الايام المباركة من شهر رمضان الكريم، وبالتحديد في مايو من عام 1920 بدأ اهل الكويت العمل على بناء السور الثالث الذي يمتد لمسافة 8 كيلومترات من اجل حماية البلاد واهلها من الطامعين والمعتدين، حيث كان هذا العمل الذي اشترك في بنائه كل فئات وافراد المجتمع الكويتي من اغنياء وفقراء وشباب وكبار سن، وتم في الوقت ذاته انجاز بنائه في فترة قياسية بلغت أقل من 90 يوميا تقريبا، بشكل تطوعي من دون أجر أو مقابل انطلاقا من أن المصلحة العامة والعليا للبلاد تحتم عليهم التعاون والتعاضد في ما بينهم لان القضية متعلقة في النهاية بأمن مجتمع واسر وافراد.

من هنا يتضح أن التعاون وحب الخير والعطاء من اهم الصفات التي جبل عليها المجتمع الكويتي منذ القدم، وظاهرة العمل الجماعي والتطوعي سواء في حادثة بناء السور وغيرها من الحوادث التي شهدتها البلاد في الماضي ليست بجديدة على الكويتيين كما يعتقد البعض بل هي سمة من سمات المجتمع الكويتي، ولعل دور العمل التطوعي تجلى في ابهى صوره واشكاله ابان الغزو العراقي الآثم على الكويت عام 1990 التي من خلالها استطاع الكويتيون ضرب أروع الامثلة وصور العمل التطوعي لتكون بمثابة شواهد ودروس تروى للأجيال المتعاقبة.

ان العمل التطوعي كمفهوم احدى اهم سمات المجتمعات المعاصرة، والذي من خلاله تستطيع مؤسسات الدولة القضاء على الكثير من المشاكل التي تواجه مجتمعاتها التي لا تستطيع السلطات الرسمية التعامل معها بشكل منفرد، خصوصا في ما يتعلق بسلامة واستقرار افراد المجتمع.

ولعل التزايد المستمر لأعداد الفرق والمجاميع التطوعية في البلاد دليل واضح على حب وتمسك الكويتيين بهذه القيم الانسانية السامية من اجل ضمان وجود آلية دائمة للتعاون بين جميع افراد المجتمع في الضراء والسراء.

وبهدف تشجيع وتسهيل عمل الفرق التطوعية الهادفة لتقديم خدمات عامة للمجتمع من اجل الارتقاء بروح المبادرة والمشاركة الايجابية وتوجيه الطاقات البشرية لتحقيق الصالح العام، أصدرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية هند الصبيح في شهر يناير من العام الماضي قراراً وزارياً بشأن لائحة تنظيم فرق العمل التطوعي، وتم تشكيل لجنة دائمة للإشراف على العمل التطوعي تتولى وضع السياسات العامة المنظمة للعمل التطوعي.

وتم تعريف فرق العمل التطوعي المسجلة لدى الوزارة بأنه كل بذل للجهد يقوم به فرد او جماعة طواعية بهدف تحقيق الصالح العام والمنفعة العامة، داخل وخارج الكويت، دون اي دعم مباشر من قبل الدولة، والمتطوع هو كل من يعمل من دون مقابل لتقديم خدمة للمجتمع يستهدف بها تحقيق الصالح العام، ويشترط لتأسيس الفريق التطوعي ان يكون للفريق التطوعي وثيقة عمل مكتوبة وموقعا عليها من جميع المؤسسين، والا يقل عدد المؤسسين عن 5 اعضاء، مع تحديد اسم ونشاط فريق العمل التطوعي، ونطاق مزاولته الجغرافي، بالاضافة الى رسالة ورؤية واهداف عمل الفريق.

وشكلت حادثة اختفاء ووفاة الطفل عبدالعزيز العازمي أخيراً، سنداً واقعياً على أهمية ودور المجاميع والفرق التطوعية على ارض الواقع، خصوصا بعد عمليات البحث التي قام بها بعض المواطنين للمناطق والساحات بناء على دعوات اطلقها عفوية وغير منظمة جسدت روح المحبة والتآلف والتماسك بين ابناء الكويت والتي تتشابه مع حادثة بناء سور البلاد الثالث من حيث التوقيت والهدف.

ولكن – للأسف الشديد – الكثير من تلك الفرق التطوعية لم تتفاعل وتتحرك بالشكل المطلوب مع حادثة اختفاء الحدث عبدالعزيز العازمي، والعثور عليه متوفى في وقت لاحق، خصوصا أن مثل هذه الحادثة – ليس تقصيرا من المواطنين الذين دعتهم النخوة إلى البحث عن هذا الحدث – تتطلب واقعيا وجود تنسيق وآليات معينة للتواصل والبحث لا تتوافر ولا توجد إلا لدى تلك الفرق التطوعية التي خرج البعض منها – ولكن متأخراً – للمشاركة في حملة البحث عن عبدالعزيز قبل العثور عليه وقد فارق الحياة.

ومما لا شك فيه أيضا، ان رجال وزارة الداخلية الذين قاموا بجهود كثيفة من اجل ايجاد عبدالعزيز لا يستطيعون العمل منفردين دون وجود دعم من المتطوعين، ولعل حوادث الاختفاء التي تشهدها الدول المتقدمة التي تمتلك كل وسائل التكنولوجيا المتقدمة مثل الولايات المتحدة الاميركية خير دليل على ذلك، إذ لا يستطيع رجال امنها العمل دون وجود جموع وفرق تطوعية تساعدهم في عمليات البحث والتمشيط، ما يعد دليلا على أهمية التعاون بين السلطات الرسمية والمواطنين في مثل هذه الحوادث.

وحسب آخر احصاءات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فإن عدد الفرق التطوعية التي قامت بالتسجيل لدى ادارة تنمية المجتمع تجاوز 137 فريقا، وتنوعت نشاطات تلك الفرق ما بين تعليمية وانسانية وزراعية واغاثية، ويبقى السؤال: اين جميع هذه الفرق التطوعية من قضية اختفاء عبدالعزيز وغيره؟

هل يقتصر عمل تلك الفرق على تنظيف الشواطئ وصبغ محولات الكهرباء وأسوار المدارس، او جلّ أهدافها الاستفادة من صالات التنمية التي تمنحها «الشؤون» لهم نظير تسجيلها، او ان العمل التطوعي اصبح عبارة عن وجاهة ونشر الصور في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي؟!

المصدر : حمد العازمى \ جريدة الراى

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4153 0
خالد العرافة
2017/07/05 4693 0