مما لاشك فيه أن المناسبات الاجتماعية والدينية فرصة لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع ومساعدتهم على المشاركة الشاملة وكسر العزلة وتحقيق إنجازات متميزة في المجالات المختلفة.
وحينما يشارك ذوو الإعاقة أقرانهم الأصحاء في الأنشطة الدينية والمجتمعية فإنهم بذلك يبرزون طاقاتهم وقدراتهم ومهاراتهم، كما أن ذلك من شأنه تعزيز الإيجابية والتفاعل الذي يخفف معاناة هذه الفئات.
القبس حرصت على مشاركة ذوي الاعاقة في يومهم الرمضاني والتعرف على طقوسهم وابرز المشاكل التي تواجههم.
اشتكى ذوو الاحتياجات الخاصة من بعض الظواهر السلبية حتى في شهر رمضان، لافتين إلى أن الحقوق مختطفة، بل كثيرون يتجرأون على اختطاف مواقفنا، مطالبين بتشديد العقوبات بحق هؤلاء المستهترين الذين لا يراعون ظروف المعاقين.
وتحدث مترجم لغة الإشارة د. بدر الدوخي عن المشاكل التي تواجه الصم في هذا الشهر الفضيل منها عدم وجود مترجمي لغة اشارة في البرامج الدينية والترفيهية والمسلسلات التي يتم عرضها على القنوات الفضائية، اضافة إلى قلة وجود مترجمي لغة اشارة في المساجد الأمر الذي لا يشجعهم على التردد عليها للاستفادة من الخطب الدينية والمحاضرات التوعوية.
وطالب بزيادة عدد مترجمي لغة الإشارة في كل مرافق ووزارات الدولة الحيوية لتيسير إنجاز معاملاتهم وتخفيف مشقة الصيام في ظل ارتفاع درجات الحرارة، لافتا الى قلة الفعاليات والأنشطة الدينية التي يستضيفها نادي الصم.
اختطاف المواقف
ولم يجد عبدالرحمن الشمري (من ذوي الاعاقة الحركية) أي فرق في ما يتعلق بمعاناة أقرانه سواء في شهر رمضان الكريم أو في الأيام الآخرى من حيث مسألة اختطاف المواقف المتكررة، مطالبا بالتشديد في تطبيق قانون المخالفات.
ولفت إلى معاناة ذوي الاعاقة الحركية من ارتفاع الصعدات في بعض المساجد، مطالبا بتطبيق جميع مواد قانون ذوي الاعاقة وتهيئة البيئة المناسبة وظروفهم.
وتحدث عن طقوس ذوي الاعاقة في هذا الشهر الفضيل، التي لا تختلف عن غيرها، منها التواصل مع جميع افراد الاسرة وتبادل الأحاديث والنقاشات، اضافة إلى القيام بأعمال خيرية وزيارة كبار السن وذوي الاعاقة والأيتام وزرع البسمة في نفوسهم.
مصاحف برايل
من جانبه، أكد رئيس مطبعة النور للمكفوفين أيمن الشومان حرص جمعية المكفوفين على التفاعل وإشراك أعضائها من المكفوفين في المناسبات الاجتماعية الشعبية والدينية، معيدا إلى الأذهان «فرقة المالد» المكونة من كبار السن من المكفوفين التي كانت تقدم تواشيح دينية وابتهالات في احدى ليالي العشر الأواخر من رمضان في مقر الجمعية.
وأشار إلى حرص الجمعية على تنظيم الدورات والمحاضرات الدينية، المسابقات الرمضانية، اضافة إلى المشاركة في مسابقات حفظ القرآن التي تقيمها وزارة الأوقاف ومبرة الخرافي.
ولفت الى عدم وجود مشاكل تواجه المكفوفين في المساجد، حيث وزعت مطبعة محمد عبدالمحسن الخرافي على جميع المكفوفين مصاحف مطبوعة بلغة برايل، كما زودت جميع مساجد الكويت في المحافظات الست بنسخة أو اثنتين منه للتيسير على المصلين المكفوفين قراءة القرآن اثناء الاعتكاف في المساجد والعشر الأواخر،مضيفا أن المطبعة ارسلت نسخا من هذه المصاحف إلى عدة دول إسلامية وعربية وأوروبية منذ بداية طباعة القرآن بلغة برايل في الكويت عام 2005 وحتى الآن.
واختتم حديثه بالإشارة إلى حرص الجمعية على تنظيم رحلات للعمرة سنويا لأعضاء الجمعية ومرافقيهم مقابل رسوم رمزية.
تعليم القرآن
أبدت د. مريم الكندري وهي ولية أمر طفل توحدي أسفها من عدم وجود مراكز حكومية لتعليم الأطفال اللغة العربية والقرآن تابعة لوزارة الأوقاف، متسائلة أين مراكز وأماكن ابنائنا في مراكز مثل القارىء الصغير والأترجة وغيرها؟
وتساءلت هل فكرت المراكز التابعة لجمعيات النفع العام كجمعية الاصلاح وجمعية إحياء التراث وساعد أخاك المسلم في بدء صفوف تحفيظ القرآن الكريم وتعليم التربية الاسلامية لأطفال الاحتياجات الخاصة ؟ولفتت إلى أن تعليم ابنها البالغ من العمر عشرة أعوام، مبادىء وأصول التربية الاسلامية وتعويده على العبادات يسبب لها قلقا، مضيفة «فبالرغم من أن إبني عبدالرحمن بدأ بالتعليم الأكاديمي وأشعر بقدرته على التعلم، فإنني أشعر بالفشل وعدم القدرة على تعليمه الجانب الديني».
وتحدثت عن جهودها في غرس وتعزيز الجانب الديني لدى ابنها، بعدما اعتذر أحد مراكز تعليم القرآن عن استقبال الحالات الخاصة بحجة عدم وجود متخصصين في مجال الاعاقة، حيث استطاعت أن تعلمه نطق الشهادتين كتابة وقراءة وحفظ سورة الإخلاص والفاتحة.
وأشارت إلى أن القرآن الكريم أرسل للناس كافة بكل أجناسهم ولغاتهم فهو سهل القراءة لأطفالنا، لافتة إلى أن قراءة القرآن وتكرار كلماته يسهم في تعزيز قدرة ذوي الاعاقة على الكلام وإطلاق اللسان.
وتمنت الكندري فتح أبواب تساعد ذوي الاعاقة على تعلم الجانب الديني وأداء العبادات بقلوب معطاءة وجهد وصبر فهذا حقهم وواجب المجتمع، مثمنة دور الجهات التي تحرص على مشاركة هذه الفئة في مسابقات حفظ القرآن البسيطة التي تتناسب وظروفهم الصحية.
وطالبت بإشراك متطوعين من طلبة الجامعة والكليات التطبيقية من تخصص معلمي التربية الاسلامية والشريعة في تعليم ذوي الاعاقة بصبر واجتهاد والتزام، لافتة إلى أن الكثير من البرامج العالمية يطبقها متطوعون من الجامعات والكليات.
الاستشارية النفسية نبهة طربوش: شهر الصيام يعدّل السلوك ويعزّز التوافق الاجتماعي
اعتبرت الاستشارية النفسية والتربوية في مجال الاعاقة د. نبهة طربوش أن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة واشراكهم في المناسبات الاجتماعية والدينية يؤثر إيجابيا في النواحي النفسية والسلوكية لهذه الفئة، حيث تمنحهم فرصة التعرف الى مفاهيم الدين والتعامل مع الآخرين بحسن الخلق، بالإضافة إلى تعزيز الوازع الديني لديهم ، وتعريفهم على الثواب والعقاب وأهمية القرآن الكريم في حياتهم، كما تمنحهم فرصة لتفاعلهم مع أقرانهم الأسوياء، فضلا عن زيادة التوافق الاجتماعي معهم وتعزيز الثقة بالنفس وتقليل المشكلات النفسية والاجتماعية الناتجة.
وشددت على دور الأسرة في تعليم أبنائها من ذوي الاعاقة العديد من المهارات الحياتية والمعرفية والسلوكية والتعليمية والدينية والاجتماعية، مطالبة الدولة متمثلة في وزارة الاوقاف بتوفير مراكز لتحفيظ القرآن لذوي الاحتياجات الخاصة مع وجود متخصصين في هذا المجال.
متطوعون لتعليم التربية الإسلامية
طالبت مريم الكندري الجهات المنظمة والداعمة لأنشطة واحتفالات ذوي الاعاقة وبخاصة وزارة الشباب بتوفير دورات تدريبية للمتطوعين لتعليم ابناء هذه الفئة أساسيات وأصول التربية الاسلامية في برنامج شبه يومي تطوعي خلال هذا الشهر الفضيل، مبدية أسفها من تركيز أنشطة بعض الجمعيات المعنية بذوي الاعاقة على حفل القرقيعان وغيرها من المناسبات الاجتماعية فقط.
المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس