إبداعات محترف «الصورة الفوتوغرافية» انتشرت على «فيسبوك» و«تويتر»لم يكن يتخيل أنه سيكون فناناً صاحب معارض أُقيم أحدها أخيراً في مركز سعد زغلول الثقافي، بالقرب من وسط القاهرة تحت عنوان «صالون الفن الخاص».
فقد نجح الشاب المصري الكفيف محمد أبوطالب في كسر الصورة السائدة والظنون بأنه لا مكان لـ «الصورة» في حياة المكفوفين، وهي الظنون التي بددها الثلاثيني بصور بديعة تجعل البعض يتشكك في كونه مكفوفاً من الأساس. صور جمالية يلتقطها أبوطالب للطبيعة من حوله طوال الوقت، حيث يتعمد التقاط الصور لكل وأي تفصيلة يمر بها خلال اليوم، مع نشرها على صفحته الشخصية بـ «فيسبوك» مصحوبة بشرح مفصل، لمحتواها ومشاعره تجاهها. «وصف الصورة» الفكرة التي أطلقها أبوطالب قبل عام في محاولة منه لـ «كسر جدار العتمة» عبر «هاشتاغ» بالاسم نفسه، يبدو أنها لاقت استجابة أخيراً، حيث بدأ كل من موقعيّ «فيسبوك» و«تويتر» أخيراً في إتاحة خدمة للمكفوفين تمكنهم من فهم محتوى الصور عبر قارئ الشاشة، نجاح لم يكتف به مدرب الكمبيوتر لمركز نور البصيرة لرعاية المكفوفين. «الغروب له سحره الخاص… غروب الشمس وسط تناثر الغيوم الآن ومهرة عربية أصيلة، الشمس بين الشوائب والغبار العالق بالجو الآن، وصباحكم بهجة وفرحة وحب… شروق الشمس من خلف الغيوم الكثيفة صباح اليوم». قليل من الأوصاف التي يصحب بها المصري أبوطالب صوره الخاصة، والتي تلقى إقبالاً كبيراً من رواد صفحاته الإلكترونية الذين يبدون إعجابهم بالعمل، فيما يواصل الشاب الثلاثيني نشر مزيد من الصور لأدق التفاصيل كـ «مج الشاي» في الصباح. بدأ الأمر قبل أربع سنوات خلال زيارة له إلى إمارة الشارقة بالإمارات كما يشرح هو: «كنت في المتحف البحري داخل أنبوب طويل تحت البحر، سامع صوت السمك حولي، قلت لصديق إماراتي أريد أن أصوِّر فقالي وليه لأ، وفعلاً كانت أول صورة»، لافتاً إلى أنه ليس ثمة برامج تساعده على التقاط الصورة، المسألة بالكامل تخضع للإحساس والتخيل: «مثلاً حالة الجو أستطيع أن أعرفها من الرائحة، فيه غبار أو لا، الغيوم أشعر بها من درجة حرارة الشمس في توقيت معين تكون مختلفة عن المعتاد أو لا، أما ضبط الصورة فقد أحتاج إلى الكثير من الخبرة والتدريب». وأشار، إلى أن الأسئلة المطروحة منه بداية: «الصورة حلوة أو لا». في نهاية كلامه مع «الراي» قال أبوطالب إنه يتمنى امتلاك كاميرا «بروفيشنال» ويواصل التصوير والنشر، خصوصاً أن الموضوع ممتع، أن يحول الشيء الذي يشعر به إلى واقع يراه الآخرون فهذا إنجاز. |
المصدر : رحاب محمد \ الراى |