أجمع عدد من الطلبة المكفوفين في جامعة الكويت على أنهم يواجهون العديد من المشاكل في مسيرتهم الدراسية، ما يؤدي إلى تأخّر تخرجهم في آلية المواد العلمية والكتب الدراسية وغيرها.
وأوضح الطلبة لـ القبس أن الإدارة الجامعية تماطل في معالجة مشاكلهم، على الرغم من مناقشتها معهم عدة مرات، حيث وعدوا بإنهائها، ولكن ما زالت عالقة، وفي ما يلي تفاصيل:
كشف الطالب فيصل المطيري أن أهم المشاكل التي تواجه الطلبة المكفوفين في الجامعة هي دراسة المواد العلمية كمقررات الكيمياء، والإحصاء، والفيزياء وغيرها، تعتمد بشكل كبير على البصر، وذلك لاعتمادها في الشرح على الرسوم والأعمدة البيانية وعمليات حسابية معقّدة قد يصعب بشكل كبير على الطالب تعلمها، اضافة الى ذلك بصعب على الأستاذ شرحها.
وأضاف المطيري ان الطلبة المكفوفين ناشدوا منذ سنوات الإدارة الجامعية حل هذه المشكلة وآخرها في مقابلة مع مدير الجامعة د.حسين الأنصاري 19 أكتوبر الماضي، وناقشنا معه المشكلة في حل مشكلة معادلة المواد العلمية بالأدبية حتى يستطيع الطالب دراستها، وقد وعدنا الانصاري بحل هذه المشكلة في أقرب وقت، إلا أنه لا جديد حتى هذه اللحظة.
الشُّعب المغلقة
من جانبه، ذكر الطالب ماجد الشمري: ان إحدى المشكلات التي تعيق الدراسة مشكلة الشعب المغلقة، ونحن من ذوي الإعاقة البصرية نحتاج وقتاً أكثر من غيرنا لإتمام عملية تسجيل المواد، فنظام التسجيل لا يتوافق بشكل جيد مع البرامج الناطقة، هذا يعني أننا نحتاج من ينوب عنا ليقوم بعملية التسجيل.
وبيّن ان كثيراً من الأحيان لا نجد من يساعدنا في ذلك، وعلاوة على ذلك عند ذهابنا إلى تسجيل «باي فورس»، فلا نجد أي تعاون او استثناءات لتعجيل عملية التسجيل.
وقال الشمري ان حل المشكلة يكمن في وضع خصوصية نظام الناطق بموقع الجامعة، بحيث يمكن الطلبة المكفوفين من تسهيل عملية التسجيل.
مشكلة الكتب
بدوره، أوضح الطالب خالد جبر أن من المشكلات التي يعاني منها الطالب الكفيف في الجامعة مشكلة الكتب التي يقوم الطالب بتحويلها إلى صيغة Word ومنها إلى طريقة برايل، وهذا يكلفه جهدا ووقتا، وقد يتسبب في تأخير تحصيله العلمي، علما بأن الجامعة ممثلة في عمادة شؤون الطلبة تقوم بدفع تكلفة الكتب، ولكن بعد فترة طويلة قد تصل مدتها إلى ستة أشهر لأسباب روتينية؛ ما يثقل كاهل الطالب.
وطالب جبر الإدارة الجامعية بحل هذه المشكلة من خلال توفير تقنيات تسهل عملية تحويل الكتب، مثل تقنية OCR، فهناك العديد من الشركات المهتمة بهذا الشأن بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية.
عزوف الأساتذة
وكشفت رئيسة قسم ذوي الإعاقة في إدارة الرعاية الاجتماعية سهيلة شهاب أن القسم يسعى الى رعاية شؤون الطلبة من ذوي الإعاقة، حيث يتم توفير الاحتياجات اللازمة من أجهزة تعين الطلبة على التعلم في الجامعة.
ولفتت شهاب لــ القبس إلى أنها ناقشت مشكلة عزوف بعض الأساتذة عن تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم إجبار بعض الطلبة على الانسحاب من المقرر، بدعوى أن الأستاذ لا يستطيع التعامل مع تلك الفئات داخل الفصل الدراسي، مؤكدة أن القسم يرسل تقريرا مفصلا عن حالة بعض الطلبة إلى الأساتذة حتى يكونوا على دراية بحالة الطالب الصحية، ومن ثم مساعدته، تقديراً لوضعه.
إثبات الإعاقة
وأضافت شهاب ان القسم يتعاون مع مدارس التربية الخاصة لمعرفة أعداد الطلبة من ذوي الإعاقة المتوقع تخرجهم في الثانوية، حيث يتم رسم السياسات بناء على من يتقدم إلى الالتحاق بالجامعة، عن طريق مركز نظم المعلومات بعمادة القبول والتسجيل، كما يتم تقدير أعداد الطلبة المستجدين والمستمرين، ممن يحتاجون رعاية خاصة، وذلك بعد تقديم شهادات إثبات الإعاقة للقسم وفتح ملف خاص بالحالة. وزادت أن إدارة الجامعة توفر مترجمين لغة إشارة لإعاقات الصم والبكم، كما يتم توزيع أجهزة حاسب آلي بمواصفات، وتتم طباعة كتب المكفوفين بطريقة برايل، إضافة إلى تعيين مرافقين لذوي الإعاقة أثناء الاختبارات، وتتكفل الجامعة بكل المصروفات.
200 دينار مكافأة
بيّنت سهيلة شهاب أن القسم يقدّم مكافأة تقدر بـ 200 دينار، لجميع الطلبة المعاقين، حتى وإن كانوا يحصلون على مكافأة مالية من أي جهة أخرى، مشيرة إلى أن القسم يعمل على استخراج هوية خاصة لهذه الفئة، حتى نساعدهم في عملية الحصول على مواقف لمركباتهم بالقرب من الكليات التي يدرسون بها.