أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان فعلمه الكلام، الذي هو الوسيلة الأولى والأساسية للتعامل بين الناس، وقد أثبتت التجارب العلمية أن قدرة الإنسان على الكلام ما هي إلا نتيجة طبيعية لحاسة السمع. فالشخص الذي يصاب بنقص في قدرته السمعية كثيراً ما يعاني من اضطرابات تخاطبية ونفسية ناتجة عن عدم القدرة على التعايش أو التعامل مع الآخرين.
وتتفاقم هذه المشاكل الناتجة عن ضعف السمع كلما ازدادت درجة الفقدان السمعي عند الفرد، ودون أن يعالج طبياً أو جراحياً أو تعويضياً، وقد شهدت الأعوام القليلة الماضية تقدماً ملحوظاً في الوسائل التكنولوجية المستخدمة في تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، فعلى سبيل المثال أصبح متاحاً حالياً المعينات السمعية على درجة عالية من الدقة وبمواصفات فنية خاصة يمكن ضبطها لكي تلائم الفقدان السمعي لدى كل فرد (سليمان، 1994).
وهذا ما يؤكده (الزريقات، 2003) من تنوع المساعدات السمعية التكنولوجية في الوقت الحاضر للأفراد ذوي الإعاقة السمعية. وتحسن الأدوات المساعدة مهارات التواصل وتعزز وعي الفرد ذي الإعاقة السمعية وإدراكه للأصوات البيئية. كما تعمل تكنولوجيا السمع على تزويد الأطفال ذوي الإعاقة السمعية بنوعية أفضل من الأصوات التي تمكنهم من الوصول إلى اللغة المنطوقة كما تعطيهم الفرصة للبدء في التعلم لفهم الكلام والأصوات البيئية في بيئاتهم.
سنناقش فيما سيلي وسائل تكنولوجيا التأهيل السمعي الخاصة بالأطفال المعاقين سمعياً والتي هي:
- الأدوات المساعدة على السمع ALD - Assesstive Listening Devices
- أدوات الاتصال عن بعد Telecommunication Devices For The Deaf - TDD
- معدات مساعدة على الحياة اليومية Equipment Devices Daily
- تكنولوجيا زراعة القوقعة Cochlear Implant (سنتناول الأخيرة في العدد القادم من المنال).
-
الأدوات المساعدة على السمع
تعتبر إحدى المساعدات التكنولوجية التي تساعد ضعاف السمع والصم أيضاً على استعادة بعض وظائف السمع من خلال توفير وسائط بديلة للإتصال مع الآخرين أو ممارسة أنشطة الحياة اليومية ((Bahman, 2003.
وهذه الأدوات هي عبارة عن السماعات الطبية التي تساعد ثقيلي السمع على استغلال أفضل البقايا السمعية. والتي تعمل على تضخيم الأصوات لتسمح للشخص سماعها بشكل أسهل وضمن المدى الطبيعي، بالشكل الذي يساعد ثقيلي السمع على الاستفادة وحضور برامج التعليم العام. إلا أن استخدام السماعات الطبية لا يعني شفاء الفرد من الإعاقة السمعية ولكنها تساعد على استغلال البقايا السمعية لديه.
وتستخدم السماعات الطبية على نطاق واسع مع الأفراد الذين لديهم فقدان سمعي حس – عصبي، على خلاف الأفراد الذين لديهم فقدان سمعي توصيلي والذين غالباً ما يعالجون طبياً أو جراحياً بشكل ناجح. كما تستخدم السماعات الطبية بشكل فعال في البيئات الهادئة، حيث يكون الكلام هو الصوت المسيطر في البيئة.
وتختلف السماعات الطبية في التصميم والحجم ومقدار التضخيم وسهولة التعامل وحجم الضبط. وعلى الرغم من هذه الاختلافات إلا أن لها عناصر متشابهة وتشمل هذه العناصر على:
- ميكروفون لالتقاط الأصوات.
-
- مضخم لتضخيم الصوت.
-
- مستقبل لنقل الصوت المضخم إلى داخل الأذن.
-
- بطاريات لتزويد الأجزاء الكهربائية بالطاقة.
-
بالإضافة إلى أن بعض السماعات الطبية لها قوالب أذن لتوجيه الصوت إلى الأذن وتقوية نوعية الصوت. واعتماداً على الحاجة إلى الاستماع ونوع الفقدان السمعي بأسلوب الحياة، فإن إختصاصي السمعيات ينصح بالسماعة الطبية المناسبة المحققة لحاجات التواصل (الزريقات، 2003).
وهناك أنواع من السماعات الطبية:
1 - سماعات خلف الأذن: The Ear Aids - BET توضع السماعة خلف الأذن بحيث توصل بسلك إلى قناة السمع.
-
2
- سماعات داخل الأذن: The Ear Aids (ITE) هنا السماعة توضع داخل الأذن الخارجية للفرد.
-
3
- سماعات داخل القناة السمعية: In The Canal Aids (ITC) وتوضع داخل القناة السمعية لأذن الشخص (الزريقات، 2003).
-
4
- سماعات جيب: Aids Body Wor داخل حافظة توضع على الصدر أو حزام، متصلة بواسطة غطاء مع سماعة الأذن والقالب.
-
5
- سماعات رقمية: Digital Hearing Aids وهي أحدث أنواع السماعات التي تعالج الأصوات باستخدام كمبيوتر رقمي صغير جداً، بحيث يتم ارتداؤها إما داخل الأذن أو خلفها.
-
6
- سماعات قابلة للبرمجة: Programmable Hearing Aids وهذا النوع من السماعات بالإمكان ضبطه ليلائم درجات الفقدان السمعية المختلفة باستخدام نظام حاسوب.
-
7
- سماعات بالنظارة: Spectacle Aids وهذه السماعات مرتبطة بالنظارة يرتديها بعض الأشخاص إلا أن استخدامها قد يكون سلبياً في بعض الحالات التي يضطر فيها مستخدموها لعمليات الإصلاح مما يحتم عليهم توفر سماعات مرتبطة بنظارة بديلة.
-
8
- سماعات عظمية التوصيل: Bone Conduction Hearing Aids وهي تستخدم مع الأشخاص الذين قد يسمعون الأصوات بشكل أفضل من خلال الذبذبات التي تصل إلى الجمجمة.
-
9
- سماعات ثنائية التقاطع: CROS / BICROS وهي تستخدم مع الأشخاص الذين لديهم فقدان سمعي شديد في أذن واحدة فقط، بينما تكون الأخرى سليمة أو تعاني من فقدان سمعي أقل من الأذن الأخرى (RNID, 1998).
-
والجدير بالذكر أن التطورات الحديثة في صناعة أدوات الاستماع المساعدة على صنع أنظمة مضخمات صوتية تعمل بتحكم ذاتي ومناسبة للعمل في البيئة المزعجة وذات حجم صغير بشكل كاف لتوضع داخل وخارج الأذن (الزريقات، 2003).
أولاً -
أولاً ـ أجهزة الإرسال بالذبذبات المعدلة Frequency – Modulated (FM)
يستخدم نظام الذبذبات المعدلة لمساعدة الطلبة في الغرف الصفية الخاصة وبرامج الدمج. ويعمل هذا النظام على توفير البيئة الصوتية الضرورية لفهم الكلام بشكل جيد. ونظام الذبذبات المعدلة لا يزيل الخلفيات المزعجة أو الصدى إلا أن النظام يستطيع ضبط التأثيرات ويعمل بشكل متزامن على التزويد بتضخيم عالي النوعية لصوت المعلم لأي عدد من الطلبة. فهو ينقل الكلام من المعلم إلى المستقبل عند الطلبة. وفي هذا النظام المعلم يستطيع أن ينتقل داخل الصف بدون خشية المحافظة على تواصل بصري وجهاً لوجه مع كل الطلبة. فنظام الذبذبات المعدلة الموجود مع المعلم لا يرتبط بسلك مع الأجهزة الموجودة مع الطلبة، لذلك فإن المعلم يستطيع أن ينتقل بحرية داخل الصف أو أن يدير وجهه إلى اللوح أثناء الشرح أو الكتابة كما أنه أيضاً يتجاوز مشكلة المسافة بين المعلم والطلبة (الزريقات، 2003).
-
ثانياً
-
ثانياً: الدوائر السمعية Audio Loops
هي عبارة عن أداة تنقل الصوت مباشرة من المصدر إلى أذن المستمع عبر سماعة طبية مصممة خصيصاً لهذا الغرض. وقد تنقل الأصوات من خلال أسلاك وصل أو عبر ترددات موجات الراديو (FM) الإذاعية. كما أنها غير مكلفة وسهلة الوضع في غرفة الصـف (الزريقات، 2003).
-
أدوات الاتصال عن بعد
أجهزة الاتصال عن بعد هي أجهزة مساعدة تحسن من تواصل ومهارات الاستماع لأجهزة التلفاز والراديو والتسجيل، والتي منها:
1 - العناوين Captions: وهي عبارة عن كلمات مطبوعة في الفيلم أو الفيديو، ويمكن أن تكون مفتوحة أو مغلقة. والعناوين المفتوحة هي التي تظهر على شاشة التلفاز لكل المشاهدين. أما العناوين المغلقة فهي التي يمكن أن نراها على شاشة التلفاز فقط باستخدام مشفر أو محلل للرموز.
-
2
- أداة الاتصال عن بعد للصم (TDD): ويسمح هذا الجهاز للأشخاص أن يجروا أو يستقبلوا مكالمات هاتفية من خلال طبع معلومات على الهاتف (الزريقات، 2003).
-
3
- نظام Nfrared System: يستخدم هذا النظام في الأماكن العامة التي يحتاج فيها الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية إلى حرية في الحركة مثل المسارح. ويتكون هذا النظام من محول ومستقبل بدون أسلاك يرتديه الفرد، حيث يأخذ المحول إشارته من مصدر الصوت (كالتلفاز، أو الراديو) إما من خلال وصلة أو ميكروفون، يقوم بعدها المحول بتحويل الصوت إلى ضوء غير مرئي يلتقطه المستقبل الذي يحوله مرة أخرى إلى صوت. والجدير بالذكر أن هناك نوعان من المستقبلات: النوع الأول يستخدم مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية الذين يرتدون مساعدات سمعية، والنوع الثاني يستخدم مع أولئك الذين لا يرتدون مساعدات سمعية. ونظراً لأن ضوء الشمس يؤثر على عمل النظام، فقد يكون وجوده في غرفة مشمسة غير ملائم (RNID1 1994).
-
4
- مكبرات الصوت Sound Amplifiers: تمكن هذه المكبرات الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية من الاستماع مباشرة للصوت من جهاز التلفاز أو من المسجل. وهي مكونة من وحدة ضبط صغيرة متصلة مع التلفاز أو المسجل من خلال ميكروفون موجود بالقرب من مكبر الصوت أو موصولاً بوصلة التلفاز، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تمكن الفرد من الاستماع إلى الصوت باستخدام سماعة طبية أو بواسطة وصل وحدة الضبط من خلال سماعات توضع على الرأس أو من خلال سماعات طبية مخصصة لكل فرد، إلا أنها قد تقطع الصوت عن الأشخاص الآخرين الموجودين في الغرفة. والجدير بالذكر أن مكبرات الصوت من السهل تحريكها، ونقلها، حيث أنها صغيرة وليست بحاجة إلى تجهيزها بشكل خاص (RNID1, 1998).
-
5
- سماعات توضع حول الرأس Head Phones : العديد من أجهزة التلفاز أو المسجلات يوجد لديها وصلات سماعات توضع على الرأس، بحيث يسهل التحكم بمستوى الصوت لكل أذن على حدة، إلا أنها قد لا توفر مستوى مرتفعاً من الصوت كما توفره الأجهزة الأخرى ـ التي سبق وأن تحدثنا عنها آنفاً ـ كما أن هذا النوع من السماعات قد يقطع الصوت على الأشخاص الآخرين المتواجدين في الغرفة، إلى جانب صعوبة استخدامها أثناء ارتداء المساعدات السمعية الأخرى (RNID1, 1998).
-
معدات مساعدة على الحياة اليومية
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية صعوبة في سماع بعض الأصوات التي تصدر في البيئة المنزلية، كصوت جرس الباب أو الهاتف، أو الساعات المنبهة. ولذا هم يحتاجون لتكييف مثل هذه المعدات بالشكل الذي يساعدهم على استخدامها عن طريق إجراء بعض التعديلات عليها. وهناك الكثير من المعدات التي صمتت خصيصا أو كيفت لتناسبهم، ونذكر منها:
1 - أجهزة تنشيط الصوت Sound Activated Systems: وهي عبارة عن أجهزة ذات نظم خاصة يمكنها الكشف عن صوت الهاتف وجرس الباب بواسطة أجهزة إرسال صغيرة يرتديها الشخص حيث تقوم بتنبيهه أثناء وجود الجرس من خلال المحولات الموزعة في أنحاء المنزل، والتي تقوم بتحويل الترددات الصوتية إلى ضوئية ذات ذبذبات مرتفعة يسهل الإحساس بها. وهذه الأجهزة أنواع: منها ما يستخدم مع جهاز واحد فقط كالهاتـف فقط، ومنها ما يستـخدم مع أكثر من جهاز كالهاتف وجرس الباب (RNID2, 1998).
-
2
- أجراس الباب Door Bells: وهي متعددة الاستخدامات حيث يمكن استخدام أجراس الباب ذات الصوت المرتفع أو الذبذبات المختلفة مع الأشخاص الذين لديهم فقدان سمعي بسيط، أو استخدامها على شكل مثيرات ضوئية ساطعة متزامنة مع الجرس مع الأشخاص الذين لديهم فقدان سمعي متوسط فأكثر، حيث تساعد هذه الطريقة على معرفة وجود جرس من خلال وصل الأضواء بالأسلاك الكهربائية الرئيسية في المنزل (RNID2, 1998).
-
3
- ساعات تنبيه Alarm Clocks: وهي تعمل من خلال وجود ضوء ساطع في الساعة أو نظام ذي ترددات وذبذبات مختلفة تصل إلى أسفل الوسادة بحيث يصبح من السهل إيقاظ الشخص النائم في الوقت المحدد (RNID2, 1998).
-
4
- كاشفات أو منبهات دخان الحريق Smoke or Fire Alarms and Detectors: وهي نوعان تستخدم حسب درجة الفقدان السمعي، فالنوع الأول هو من كاشفات الدخان ذات الصوت المرتفع والتي تستخدم مع ذوي الفقدان السمعي البسيط.
أما النوع الثاني فهو من كاشفات الدخان ذات الأضواء الساطعة والذبذبات المرتفعة والتي يستمر عملها وإن تسبب الحريق في عطل الكهرباء (RNID2, 1998). -
5
- هاتف نص Text Phone: ويتكون من لوحة مفاتيح الحروف الهجائية وشاشة عرض صغيرة تمكن المتحدث من طباعة الحوار مباشرة مع الأشخاص الآخرين، سواء كانوا ممن يمتلكون مثل هذا النوع من الهواتف أو ممن يمتلكون الهواتف العادية التي يتم إخضاعها لنظام خاص يقوم بتحويل المثيرات الصوتية إلى مرئية يتمكن الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية من قراءتها. وعادة ما يستخدم هذا النوع من الهواتف مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بدرجة متوسطة وأكثر (RNID2, 1998).
-
6
- هواتف فيديو Viedeo Phones: وهي مصممة خصيصاً لأولئك الذين يستخدمون لغة الإشارة كلغة أساسية في حياتهم اليومية، فهم يستطيعون بواسطة هذا الجهاز تبادل الحوار مع بعضهم بعضاً من خلال شاشة صغيرة مزود بها الهاتف تمكنهم من رؤية بعضهم بعضاً (RNID2, 1998).
بعد العرض السابق قد نتوصل إلى حقيقة أن الحرمان من حاسة السمع قد يصبح أمراً سهلاً إذا ما توفرت للشخص الأدوات والأجهزة الخاصة بتكنولوجيا السمع، والتي تساعده على العيش بشكل طبيعي وعادي من خلال اختيار الأجهزة والأدوات المناسبة له من حيث درجة فقدانه السمعي وعمره الزمني.
ونظراً لتعدد الوسائل التقنية والتكنولوجية التي من شأنها أن تساعد أبناءنا ذوي الإعاقة السمعية فإنه من السهل علينا الآن أن نقوم بتكييف المناهج التربوية وأساليب التدريس والوسائل التعليمية بما يتناسب مع وضعهم الجديد الذي يسمح لهم بإدراك المثيرات الصوتية، والمعلومات المقدمة بشكل أفضل من خلال التقنيات السمعية الحديثة التي يزودون بها.
وهنا علينا كإختصاصيين الإلمام بهذه الوسائل والتقنيات، وأهميتها وكيفية استخدامها، لأن ذلك يساعدنا على تحديد أفضلها لأي طفل من الأطفال بناء ما يتمتع به من بقايا سمعية، وما تقتضيه متطلبات حياته اليومية.