0 تعليق
378 المشاهدات

صناع التحدي..خالد حسـن‏:‏ عبرت المانش بـساق واحدة



أصبح حديث العالم عندما نجح في عبور بحر المانش بساق واحدة في فرنسا عام‏1982,‏ وكتبت عنه العديد من الصحف العربية والأجنبية‏.
ومن أهم المقولات التي يؤمن بها أن الحلم والتخطيط والإصرار وقوة إرادة يساوي إنجازا كبيرا, كما يؤمن أيضا بأن الضعيف ضعيف الإرادة وليس الضعيف ضعيف البنيان.. أنه الكابتن خالد حسن رئيس المنظمة المصرية للدفاع عن متحدي الإعاقة والذي كان معه هذا الحوار.
وعن قصة حياته يقول: ولدت في22 ديسمبر.1960
وعندما كنت في العاشرة من عمري, حيث كنت أعمل في أحد محلات العصير بالإجازة الدراسية, وكنت أذهب لشراء لبن لعمل مشروب السوبيا, ركبت الترام وعند القفز منه وقعت تحت عجلاته في ميدان الفلكي, وكان نتيجة هذا بتر في الساق اليسري, وكسر مضاعف بالساق اليمني, وترقيع في عضلة السمانة, وتركيب مسمار في الساق اليمني, ولقد مررت بمرحلة عصيبة في حياتي حيث مكثت في مستشفي قصر العيني سنتين لتلقي العلاج, وبدأت أحس بالاختلاف عن أقراني, ولكن الله ألهمني القدرة علي التحمل وأن أتعايش مع وضعي الجديد, وظللت أبحث عن مكان وطريقة لأستغل طاقتي ومكثت سنتين بدون دراسة لعدم التجانس ولعدم مساعدة أحد لي, ثم حصلت علي الشهادة الابتدائية من المنزل, ولأنني وجدت معاملة مختلفة بيني وبين زملائي بالمدرسة فكان هذا دافعا لإثبت للآخرين أنني مثل أقراني.
وبدأت في البحث عن ذاتي والتفكير والتأمل والانفصال عن الواقع الأليم, ومارست هواية صيد الأسماك, وفي أحد الأيام انزلقت إلي داخل المياه, ولم أكن أعرف السباحة, فكان همي أن أنقذ نفسي من الموت المحقق, وبالفعل استعطت فعل ذلك, وظللت حزينا داخل البيت بسبب ما حدث لي, ولكنني لم أستمر طويلا في حزني, وذهبت لنفس المكان مرة أخري, فأكتشفت أنني كنت سأغرق في منطقة ضحلة, ومن هنا بدأت أكتشف المياه, حيث كنت أستخدم جسم المركب لأتعلم السباحة, إلي أن وجدت نفسي أطفو وأتحمل المياه.. ودفعني حب الاستطلاع إلي تتبع المعاقين الذين كانوا يسيرون, ودخلت بعدها إتحاد السباحة الطويلة عن طريق التأقلم والتقييم ثم حب الاستطلاع والبحث, ثم اكتشاف البطولة, وبدأت في مشروع رفع الروح المعنوية للمعاقين والتي كانت تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة ثم تعلم الكثير من الألعاب الرياضية مثل ألعاب القوي( قرص- رمح- جله- عدو60 مترا- وثب عالي) بالإضافة إلي السباحة القصيرة وكرة القدم الترفيهية.
ويضيف الكابتن خالد: تدربت علي هذه الرياضيات وكذلك رياضة سباحة المسافات الطويلة عام78 وكانت أول بطولة أشارك فيها هي بطولة الجمهورية للسباحة الطويلة للمعاقين من المعادي إلي عائمة الاتحاد المصري للسباحة بقصر النيل وحصلت علي المركز الأول, ومن هنا بدأت أتذوق طعم البطولة. وفي عام80 شاركت في أولمبياد المعاقين بمدينة أرنهام بهولندا في كلا من السباحة القصيرة100 متر حرة ورمي القرص ودفع الجلة ورمي الرمح والوثب العالي وكنت أصغر لاعب بالبطولة, وكانت في هذا الوقت تمارس رياضة المعاقين دوليا من خلال وزارة الشئون الاجتماعية, حيث حصلت علي المركز الأول في تصفيات السفر المؤهلة لبطولة الناشئين في خمس ألعاب( قرص رمح جله- وثب عالي كرة الطائرة جلوس ووقوف) بمدينة ستوك ماندفيل بإنجلترا سنه79 وحصلت بعثة مصر المشاركة في بطولة الناشئين بـ ستوك ماندفيل علي المركز الثاني في الكرة الطائرة جلوس ووقوف حيث كانت أول مرة تمارس هذه اللعبة دوليا. وعام80 شاركت في اوليمبياد بمدينة أرنهام بهولندا في كلا من السباحة القصيرة100 متر حرة ورمي القرص ودفع الجله ورمي الرمح والوثب العالي وكنت أصغر لاعب بالبطولة وشاركت مع الفريق المصري بأول أولمبياد للمعاقين يمارس به كرة الطائرة جلوس.وكان لدي حلم بأن أصبح بطلا, وولدت فكرة عبور المانش عن طريقة متابعتي للفريق المصري في العام الدولي للمعاقين سنه1981, وتساءلت لماذا لا أعبر المانش بمفردي وكان هذا بمثابة التحدي لإرادتي, وتم تكوين فريق وتم إعداد الخطة لعبور المانش وكانت خطة التدريب شاقة وتعتمد علي التدريب مرتين صباحا ومساءا بمعدل10 تمرينات أسبوعيا وراحة يوم أسبوعيا ثم قياس تطور الأداء في اليوم السابع واستمرت فترة الاستعداد بعد عبور المانش تتابع بقدر بسنة واحدة.
وحول أهم العقبات التي واجهته أثناء عبور المانش يقول: مشكلة التمويل, حيث رفضت الوزارة التمويل لاعتقادها بعدم قدرتي علي عبور المانش حيث كانت آخر تجربة لي في دمياط والتي بدأت من رأس البر إلي دمياط, وبسبب إصراري كتبت إقرارا علي مسئوليتي إذا حدث لي أي مكروه في حالة قيامي بعبور المانش, حيث كان شعاري في هذه الفترة( العبور للشاطيء الفرنسي أو الخروج من الحياة) وكانت أكثر من12 ساعة و39 دقيقة تساوي في طموحها وتحملها وإصرارها وتحديها للصعاب عمرا بأكمله.
ويختتم الكابتن خالد حديثة قائلا: أنصح كل أم بأن تكتشف موهبة طفلها وتنميها لديه وتجعله يمارس الرياضة المناسبة له والتي يحبها,ولا يوجد ما يسمي ذو الاحتياجات الخاصة, ولكن متحدي الإعاقة, وكل واحد فينا ذو احتياجات خاصة, فهناك من يحتاج شراب طبي, وهناك من يحتاج طرفا صناعيا, وهناك من يحتاج علاج معين.. فكل إنسان يحتاج لأشياء خاصة في حياته, وأتمني أن يشعر المعاق أنه طبيعي له جميع الحقوق وعليه جميع الواجبات.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0