جريدة الأمل الإلكترونية التطوعية » في أروقة «رعاية المعاقين»: خدمات متنوعة وورش تدريبية لـ 785 معاقاً من مختلف الجنسيات

تعد «رعاية المعاقين» من أهم الإدارات التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وتقدم العديد من الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يقتصر علمها على الايواء فقط، بل يتعدى ذلك الى الرعاية المبكرة والنهارية ورعاية التوحد، وتأهيل ذوي الإعاقة وصقل مواهبهم ومساعدتهم في الاعتماد على أنفسهم في الحياة دون حاجة لمرافقين على مدار الساعة، بالاضافة الى تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والصحية، معتمدة في ذلك على برامج تعليمية وتأهيلية هادفة لتنمية المدركات العقلية والمعرفية لدى الأبناء.

ويستفيد من خدمات الإدارة المتنوعة نحو 785 معاقا موزعين على الدور والمراكز التابعة للإدارة، ولديها 865 موظفا من مختلف التخصصات، «الأنباء» زارت إدارة رعاية المعاقين والتقت مديرها وعددا من موظفيها وأولياء الأمور الذين اشادوا بما تقدمه الإدارة من خدمات للنزلاء، حيث أكد مدير الإدارة مسلم السبيعي حرص وزارة الشؤون على تقديم افضل الخدمات للمعاقين بكافة فئاتهم والتسهيل على أولياء الأمور، من خلال افتتاح مراكز في مختلف المناطق، كاشفا عن التوسع مستقبلا في مراكز خدمة المعاقين بكافة المحافظات.

وبين السبيعي ان الإدارة تنفذ سياسة وزارة الشؤون في مجال رعاية المعاقين ذهنيا وجسديا، والذين تحول ظروفهم الاجتماعية والنفسية والبيئية دون تكيفهم مع المجتمع وعجز ذويهم عن توفير الخدمات الاساسية اللازمة لهم، لافتا الى تقديم مجموعة من الخدمات لهم واهمها الخدمة الاجتماعية وتهدف الى تحسين اداء المعاق الاجتماعي، وتعديل السلوك غير المقبول الى جانب خدمات الإعاشة والتأهيل.

الرعاية والبرامج

وعن أساليب الرعاية المعتمدة في الإدارة، اوضح ان منها الإيوائية والنهارية والمؤقتة واللاحقة، مشيرا الى ان هناك العديد من البرامج المعتمدة منها التعليمية الهادفة لتنمية القدرات العقلية والمعرفية لدى المعاق، التدريبية الهادفة الى تدريب الحواس وتنمية العمليات العقلية والقدرة الكلامية والمهارات الذاتية والاعتماد على النفس، وتنمية التآزر البصري والحركي عن طريق الأشغال اليدوية والفنية.

وبين السبيعي ان هناك 785 حالة يستفيدون من خدمات الإدارة موزعين على الدور التابعة للإدارة منهم 163 في دار رعاية المعاقين نساء وأطفال، 131 بدار رعاية المعاقين رجال، 127 في دار رعاية التأهيل الاجتماعي نساء وأطفال، 150 في دار التأهيل الاجتماعي رجال، و75 بمركز الرعاية النهارية، 5 حالات في قسم التوحد، 134 حالة بمركز التدخل المبكر، لافتا الى وجود 865 موظفا وموظفة من مختلف المسميات يقومون على خدمة النزلاء.

جنسيات المستفيدين

وذكر ان الإدارة تقدم الخدمات لكافة الجنسيات الوافدة، ويشترط موافقة وكيل الوزارة أو الوكيل المساعد وللخدمة النهارية في تلك الحالة، خاصة ان هناك حالات ايوائية من الوافدين ودول مجلس التعاون يقيمون لدينا منذ سنوات طويلة، ومستنداتهم الشخصية قد انتهت صلاحياتها وذويهم لا يسألون عنهم، مؤكدا ان الوزارة بادرت بمخاطبة السفارات لتجديد المستندات الثبوتية وإمكانية التواصل مع ذويهم وبانتظار الرد.

ولفت السبيعي الى ان هناك 530 كويتيا من النزلاء و64 من دول مجلس التعاون و103 وافدين، و88 من غير محددي الجنسية، موضحا ان الإدارة تقدم الخدمات للجميع دون أي تمييز، والعمل جار على التوسع بالخدمة لتشمل جميع المحافظات، ونحرص على تخفيف معاناة النقل وتوفير الوقت على أولياء الأمور، كما تعمل الإدارة على التوسع والتنوع في الورش، وهناك دراسة للاستفادة من مشغولات الأبناء عبر استبدال دروع التكريم بهدايا من مشغولاتهم اليدوية، لتشجيعهم على الانتاج ويعود ثمن المشغولات للابناء المنتجين وشراء مواد أولية والبداية، وجار العمل على اعداد دليل بالمنتجات يوزع على جميع الإدارات لاختيار الهدايا من مشغولات النزلاء.

ورش متنوعة

جالت «الأنباء» على عدد من الورش في الدور وكانت المحطة الاولى في دور تأهيل الرجال وورشة الرسم والخزف والاشغال اليدوية المتنوعة، حيث يتواجد 10 نزلاء في كل ورشة ولكل منهم عمل موكل اليه ويعمل على انجازه بأفضل الطرق.

في هذا السياق، اكد مشرف الدار عبدالله عبدالسلام ان الأبناء يتسابقون في الإبداع بالعمل والإتقان ونحرص على إشراكهم في كافة المعارض عبر ورش حية ليطلع الجمهور على إبداعاتهم، حيث قام أحد الابناء برسم صورة لصاحب السمو الأمير واخرى لسمو ولي العهد في أقل من اسبوع، وقام آخر برسم لوحة جميلة لعلم الكويت في أقل من يوم عمل.

وبعدها انتقلنا الى دار التأهيل نساء وورش التطريز والحياكة والرسم، حيث اوضحت مشرفة الدار شمسة موسى ان البنات يتسابقن في العمل والابداع والإنجاز وأعمالهن تلاقي استحسانا من كل الزوار في المعارض، وقمن بعمل ديوانية صغيرة واستراحة لهن وزينات من منتجاتهن ولديهن قدرة على الابداع غير محدودة.

أولياء الأمور

اجمع عدد من أولياء الأمور على اهمية الرعاية التي تقدمها الإدارة لأبنائهم، واكدت والدة لثلاثة معاقين في الرعاية النهارية ان سلوك ابنائها تغير كثيرا وسلوكهم تعدل وجميعهم يعتمدون على أنفسهم في كل أعمالهم اليومية بعد ان كانوا بحاجة الى من يساعدهم في شرب المياه، متمنية على الوزارة ان تفتتح مراكز في الجهراء لتخفف على أولياء الأمور عناء المواصلات اليومية.

واوضح والد احد المعاقين ان الرعاية التي يتلقاها الابناء ممتازة، وقد ساهمت في صقل مواهب ابنه في الرسم واستطاع انجاز لوحة في يوم واحد، املا ان يكون في جميع المناطق المستحدثة مراكز لرعاية المعاقين لتوفير الوقت والجهد على أولياء الأمور والأبناء، فيما تمنت والدة احد المعاقين تسهيل إجراءات الدخول على أولياء الامور لاسيما مسألة الفحوصات الطبية واللجان وغيرها.