ما يعرف بـ”سن اليأس” ليس قاصراً على النساء وحدهن، فالرجال نسختهم المختلفة من هذه السن، حيث يتمّ تحذير الرجال أيضاً من أن يحاولوا أن يصبحوا آباء بحلول سن الأربعين لأنهم قد يواجهون مخاطر إنجاب أطفال مصابين بأمراض خطيرة. وذكر أخصائيو الخصوبة أن الرجال لا يحظون بمناعة من الإصابة بالشيخوخة الإنجابية كما قد يعتقدون.
بحسب تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية. وينصح الأخصائيون الرجال بتكوين أسرة قبل بلوغ سن الأربعين للتقليل من مخاطر إصابة الأطفال بمتلازمة داون أو التوحّد أو أي أمراض عقلية. ويأتي التحذير بعد استعراض للدراسات التي تمت حول تأثير سن الأب وأسلوب حياته على صحة الطفل.
وقد وجدت إحدى الدراسات أن احتمالات إصابة الأطفال المولودين لرجال يبلغون 40 عاماً على الأقل بالتوحد تبلغ نحو ستة أضعاف إصابة الأطفال المولودين لرجال تقل أعمارهم عن 30 عاماً. ومن المعتقد أنه مع تقدم عمر الرجل، من الأرجح أن تكون الحيوانات المنوية التي يفرزها أكثر تلفاً.
ومن المثير للقلق أن بعض الآثار قد تنتقل من جيل آخر، حيث يتأثر الحفيد وأبناء الحفيد. وتحذر الدراسة أيضاً من أن كمية الكحول التي يتناولها الرجل قد تؤثّر على الأطفال الذين ينجبهم. وعلى سبيل المثال، يمكن تشخيص إصابة الرضيع باضطرابات الطيف الكحولي، الذي يؤدي إلى مشكلات في الانتباه وحساسية مفرطة وسوء تنسيق، حتى إذا لم تكن الزوجة تحتسي الكحوليات مطلقاً.
وذكرت مؤلفة الدراسة جوانا كيتلينسكا “نحو 75 % من الأطفال المصابين باضطرابات الطيف الكحولي الخاصة بالرضع لديهم آباء مدمنون للكحوليات، بما يشير إلى أن أنماط استهلاك الكحول في مرحلة ما قبل الولادة تؤثر سلبياً على الأبناء.” وتربط البحوث أيضاً بين تناول الكحوليات وصغر حجم المخ وانخفاض معدل الذكاء، بينما يمكن أن يكون التدخين مؤثراً سلبياً أيضاً.
وتلقي كيتلينسكا الضوء أيضاً على الدراسات التي تربط بين السمنة لدى الرجال ومرض داء السكري وأورام المخ لدى الجيل التالي من ذريتهم وكذلك المشكلات السلوكية لدى هذا الجيل. وقد تم نشر هذه البحوث التي أجرتها جامعة جورج تاون الأميركية بواشنطن في صحيفة الخلايا الجذعية الأميركية.
وذكر آلان بيسي، خبير الخصوبة بجامعة شيفيلد “تتمثل النصيحة المثلى للرجال لتعظيم فرص إنجاب طفل مصح في محاولة تكوين أسرة قبل بلوغ سن الأربعين. ونعلم أن محاولات الحمل بعد بلوغ تلك السن تكون أقل نجاحاً بصفة عامة. وحتى عند الزواج من فتاة شابة، تتزايد معدلات الإجهاض واحتمالات حدوث اضطرابات، مثل انفصام الشخصية والتوحد والعيوب الخلقية لدى الأطفال.
على العكس، يزعم خبراء آخرون أن جميع الأطفال الذين يولدون لآباء كبار في السن مصحون – “ولا أحد يحتاج إلى ترخيص كي ينجب”. وذكر البروفيسور آلاستير ساتكليف، خبير صحة الأطفال بجامعة لندن “يمكن أن يتم تعويض سلبيات الأبوة المتأخرة ببعض الإيجابيات، مثل هدوء الطباع ورفاهية الحياة”.
ومع ذلك، فقد أشار البروفيسور آدم بالين، رئيس الجمعية البريطانية للخصوبة إلى أن “الشباب يحتاجون إلى التعرف على العوامل التي تؤثر على الخصوبة.
ومن هنا تنشأ الحاجة إلى مساعدة الأزواج من الشباب على تطوير حياتهم العملية وإقامة علاقات حتى يمكنهم تكوين عائلات خلال الفترة التي يتمتعون خلالها بالمزيد من الخصوبة وتقل بها احتمالات مواجهة المتاعب”.