0 تعليق
448 المشاهدات

مديرة مركز الخرافي عائشة السالم : قانون المعاقين غير مُطبّق بالشكل المطلوب



شددت مديرة مركز الخرافي لأنشطة الأطفال المعاقين عائشة السالم، على أن الكويت من الدول السباقة في رعاية ذوي الاعاقة والاهتمام بهم، مشيدة بالجهود التي تبذلها في مجال دعمهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.
ولفتت السالم في حديثها لـ القبس إلى معاناة الكثير من أولياء الأمور؛ وهم يتيهون بين أروقة المستشفيات وردهات المؤسسات في رحلة بحثهم عن التشخيص الدقيق، والتوجيه السليم، والرعاية، والتعليم بما يتوافق مع اعاقة أبنائهم، مطالبة بتوسيع نطاق التعاون بين المؤسسات العاملة في مجال الاعاقة لتحقيق التكامل في الأدوار.
ورأت السالم أن تحقيق الدمج الشامل ليس بالمهمة المستحيلة، خاصة أن حقول الدمج واسعة ومتنوعة، مستعرضة الخدمات والبرامج المتنوعة التي يقدمها المركز لمنتسبيه من الاطفال والذكور والإناث من مختلف الاعاقات، معتبرة أن التعليم والتأهيل العلاجي هما الجناحان اللذان يطير بهما الاشخاص من ذوي الإعاقة إلى بر الامان. وفيما أشادت بقانون ذوي الاعاقة الذي يضاهي في مواده ارقى قوانين العالم، ويراعي البيئة المحلية، أبدت أسفها من عدم تطبيقه بالشكل المطلوب؛ كما أنه يحتاج إلى المراقبة والمحاسبة من قبل الأجهزة المختصة، وعلى رأسها الهيئة العامة لشؤون ذوي الاعاقة. وفي ما يلي نص الحوار:

• حدثينا عن الخدمات والبرامج التي يقدمها مركز الخرافي لمنتسبيه من ذوي الإعاقة.
ــــ يقدم المركز خدمات متنوعة للمنتسبين إليه سواء الأطفال أو من الفتيات ولعل من اهمها؛ اللعب الحر بأنواعه ويكون اللعب موجهاً أحياناً، ومن خلاله تقدم أنشطة رياضية وحياتية؛ بالإضافة إلى الحرف اليدوية والفنون والمسرح والمكتبة والكمبيوتر، إلى جانب الرحلات الخارجية والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية والمناسبات الدينية والترفيهية، وكذلك يولي المركز اهتماماً بالخدمات الاضافية؛ مثل العلاج الطبيعي، والعلاج بالعمل، وعلاج النطق، وبرنامج ماكتون للتواصل اللغوي، وكذلك الاستفادة من الغرف الحسية بأنواعها.

العمل التطوعي
• ما مدى اهتمامكم بالعمل التطوعي؟
ــــ لقد اعتنى مركز الخرافي لأنشطة الأطفال المعاقين منذ تأسيسه وانطلاقته الأولى بالعمل التطوعي الفردي والجماعي وأولاه أهمية كبرى، إيماناً منه بالقيمة التي يمثلها العمل التطوعي، وما ينتج عنه من آثار إيجابية تشد من أزر المجتمع الواحد وتقويه وتجعله في مصاف المجتمعات الراقية والمتقدمة، حيث يقدم الفرد أو الجهة المتطوعة جزءاً إرادياً وطوعياً وباختيار حر من أوقاتهم ومالهم وجهودهم تجاه الآخرين من دون مقابل، اللهم ما يجنونه من مردود معنوي وإنساني وجزاء رباني على عطائهم السخي والعطاء ليس له حدود يتنوع بتنوع المعطي والمعطى له، وبتنوع الأماكن والجوانب التي يتم التطوع بها.
لذلك حرصت إدارة المركز على تعزيز وتنمية العمل التطوعي وجعله من أهم الركائز التي يبني عليه أهدافه والخدمات التي يقدمها، وقد أقام المركز العديد من الملتقيات التطوعية التي هدفت إلى تعزيز وتنمية العمل التطوعي وتنظيمه وإعادة هيكلته والاستثمار به وتشجيع فئات المجتمع، وخصوصاً الشباب أفراداً وجماعات على الانخراط فيه للتمتع بالطاقات المتجددة والحماس الإيجابي والأفكار المبدعة، ويكون ذلك ضمن رؤية واضحة تستفيد من تجارب وخبرات الآخرين ممن يزخر بهم المجتمع الكويتي مع مراعاة معطيات الواقع وافرازاته ومتطلبات المستقبل وتطلعاته.
وبناء على ما تقدم، فقد فتح المركز أبوابه أمام المتطوعين وأخذ بأيديهم وعمل على تنمية اهتماماتهم وتحفيز قدراتهم ورفع إمكاناتهم ومهاراتهم الشخصية بالتوجيه والتدريب وورش العمل المفيدة لهم والتي تصب في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة، وكيفية التعامل معهم والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، كما أن المركز يتيح لهم فرصة التعرف على سير العمل واكتساب خبرات متنوعة في مجال الإعاقة، وما يتعلق بشؤونهم وحقوقهم في المجتمع.

توعية الأسر
• ما دور المركز في توعية أولياء الأمور؟
ــــ نولي لأولياء الأمور اهتماماً خاصاً، لأنهم هم من يتحملون العبء الأكبر ونحاول أن نقف بجانبهم نساندهم ونوفر لهم النصيحة ونقدم لهم الارشادات والتوجيهات المطلوبة خاصة لأولياء الأمور الذين يستقبلون طفلاً معاقاً لأول مرة، ولم يسبق لهم الاحتكاك مع الإعاقة فنأخذ بيدهم ونرشدهم إلى الطريق ونوضح لهم ماهية إعاقة ابنهم وابنتهم والخطوات التي يجب أن يتبعوها من جهة الأوراق الثبوتية، ومن جهة مهارات التعامل مع إعاقة ولدهم، كما أن المركز يشجع أولياء الأمور على المشاركة بالمحاضرات والدورات.

الدمج الشامل
• برأيكم كيف يتحقق الدمج الشامل لذوي الإعاقة؟
ــــ ان عملية دمج الأطفال المعاقين ليست بالمهمة المستحيلة، خاصة أن حقول الدمج واسعة ومتنوعة، فمنها على سبيل الذكر لا الحصر، الدمج التعليمي في الفصول الدراسية ومنها الدمج المكاني في الأنشطة المختلفة والدمج الاجتماعي والدمج الترفيهي، وهذا يتطلب رفعا من مستوى الوعي والثقافة العامة في المجتمع حول الإعاقة، وهناك صور عديدة للدمج التي لا يسع المقام لذكرها. ونحن في مركز الخرافي نعمل على دمجهم عبر الأنشطة الترفيهية والفعاليات والاحتفالات الاجتماعية التفاعلية والرحلات الخارجية والبرامج التأهيلية والتدريبية، كالحِرف اليدوية والأشغال الفنية والمسرح الغنائي الاستعراضي والدراما والموسيقى وغيرها، حيث إننا نستغل أي فرصة نستطيع من خلالها أن ندمجهم ونجعلهم أكثر تفاعلاً وحضوراً مع البيئة المحيطة بهم.

اهتمام ودعم
• ما مدى اهتمام الكويت بذوي الإعاقة عموماً؟ وما أبرز المشاكل التي يواجهونها؟
ــــ نحن على يقين بأن جهود الكويت الحبيبة في مجال دعم الأشخاص من ذوي الإعاقة ليست خافية على الداني والقاصي، وهي تصرف الملايين لتضمن لهم الحياة الكريمة والعيش بشكل أفضل مع وجود الهيئات المختصة والمؤسسات والجمعيات التي أُنشئت منذ عقود عديدة لرعاية المعاقين، إلا أننا إلى الآن نرى الكثير من أولياء الأمور وهم يتيهون بين أروقة المستشفيات وردهات المؤسسات في رحلة بحثهم عن التشخيص الدقيق والتوجيه السليم والرعاية والتعليم بما يتوافق مع إعاقة أبنائهم، مع وجود إنجاز غير متقن تضيع فيه الحقوق وتستعصي معه الحلول.
وقد يعثر ولي الأمر على المكان المناسب، ولكنه يصدم بأنه يوضع على لائحة الانتظار، فعليه الانتظار أعواماً عديدة حتى يتلقى العناية المناسبة التي غالباً ما تأتي متأخرة، فتكون الإعاقة قد ترسخت في هذه الدروب المتشعبة، وفي هذا الخضم الواسع تضيع الجهود وتضيع سنوات العمر في المتاهات وهي الفترة الذهبية التي قد تسهم في تحسين حياة المعاق وتنمية قدراته.
• ما مدى تعاون الجهات العاملة في مجال الإعاقة؟
ــــ نحن لا ننكر الجهود المبذوله لخدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة، ولكننا نجد بعض المثالب التي تكون بحاجة إلى الاهتمام والإصلاح، فنرى عدم وجود التعاون والترابط بين المؤسسات التي تقدم الخدمات للمعاقين، فكل جهة تعمل على حدة بعيداً عن الأخرى، ولا تعلم ماذا يقدم لهذا الطفل، ومن هنا ينشأ التناقض والتباين في الخدمات، فيكون الخاسر الأكبر في هذا كله هو الطفل المعاق الذي تمر عليه الأعوام من دون تلقي الرعاية الملائمة والمتكاملة التي قد تسهم وهو في بداية حياته في تخفيف إعاقته، ومن ثم تخفيف معاناة أهله، ولكن نطمح إلى توسيع مجال التعاون في الخدمات المقدّمة للأشخاص من ذوي الإعاقة بين المؤسسات والهيئات ليتحقق الإتقان في العمل والتكامل في الأدوار.

مشاريع مستقبلية
• ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟
ــــ نحن في مركز الخرافي، ومنذ تأسيسه، في حالة حراك دائم، نسعى جاهدين إلى التطوير والتميز في نوعية الخدمات المقدمة، ونحاول أن نقدم أفكاراً مبدعة وجديدة تخرج الأشخاص المعاقين من الرتابة والروتين، وقد استطعنا بفضل الله تعالى أن نحرر الأشخاص من ذوي الإعاقة من هذه النظرة التقليدية، ونفتح أمامهم آفاقاً جديدة في نوعية التعامل معهم، وأن نضيف إلى عملنا نكهة، لا سيما الجانبين الترفيهي والاجتماعي، ولقد واجهنا في البداية صعوبات جمة في أن نقنع المحيطين بالأشخاص المعاقين والقائمين على رعايتهم والاهتمام بهم برؤيتنا الجديدة، ولكن مع التجربة والانعكاسات الإيجابية والأصداء الطيبة والتقدم الذي حققناه في مجال الإعاقة ومع الأشخاص من ذوي الإعاقة خلال مسيرة السنوات الماضية في نوعية الأنشطة والفعاليات والخدمات المقدّمة لهم، بدأنا بالفعل نحصد ما زرعناه، وأصبح الجانب الترفيهي والاجتماعي لا يقل أهمية عن الخدمات الأخرى المقدّمة للأشخاص المعاقين، والمركز الآن يتجه إلى تقديم العديد من البرامج والفعاليات والخدمات المستحدثة، ونشير إلى أهمها وأبرزها: إنشاء غرفة حسية تعليمية تفاعلية ثلاثية الأبعاد متطورة، والتي تعتبر نموذجاً وتمثل رؤية ميدانية واقعية متقدمة في عالم الغرف الحسية الحديثة، كما تم إجراء توسعة خارجية للمركز واستحداث مبنى جديد لتأهيل الفتيات وتصميم تنفيذ نافورة مائية ضوئية وراقصة.
• ما تقييمك- لقانون المعاقين؟ وكيف خدم ذوي الإعاقة؟
ــــ لا شك في ان القانون الصادر في عام 2010 في شأن الأشخاص من ذوي الإعاقة يشكّل وثيقة قيمة في المحتوى والمضمون، وهو منسجم مع القوانين العالمية والمواثيق الدولية التي تهتم بحقوق وقضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة. ويضاهي القانون المحلي الكويتي في مواده أرقى قوانين العالم في هذا المجال، كما أنه يراعي البيئة المحليه وما تفرضه من عادات وتقاليد وثقافة وقيم مع المحافظة على الحداثة ومقتضيات ومتطلبات الواقع وتطلعات المستقبل، ونحن نراه من حيث الشكل والمضمون ممتازاً، إلا أنه مع الأسف لم يفعّل ولم يطبّق بالطريقة المطلوبة، كما أن هناك بعض المواد التي تحتاج إلى تفصيل وتوضيح، ونحتاج أيضاً إلى قراءته والتمعن به والوقوف على ما تضمن بإسهاب، وألا نمر عليه مرور الكرام حتى يدرك ويعي الأشخاص من ذوي الإعاقة والقائمين على رعايتهم ما لهم من حقوق وما عليهم من حقوق وواجبات، ولا شك أيضاً في أن القانون يحتاج إلى المراقبة والمتابعة والمحاسبة في بعض الأحيان من قبل أجهزة الدولة المختصة، وعلى رأسها الهيئة العامة لشؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة، وغيرها من القطاعات المعنية، والتأكد من تنفيذ القانون وسريانه بالطريقة الصحيحة.
ويبقى أن نقول في هذا الصدد إن أي قانون ينمو ويتغير ويتطور مع نمو المجتمع وتغيره وتطوره، وأنه ليس شيئاً جامداً أو ثابتاً، بل هو قابل للنقاش والتعديل والإلغاء والإضافة واستحداث بنود جديدة عليه، كما أن أي قانون مهما كان ناجحاً من حيث المضمون والمحتوى يبقى مقياس نجاحه رهناً للتطبيق والتنفيذ، فهو المعيار الحقيقي.

الفئات المستفيدة
أشارت عائشة السالم إلى الخدمات الترفيهية والتدريبية والتأهيلية المتنوعة التي يقدمها المركز لجميع فئات الاعاقة من الذكور والإناث، بدءاً من سن 4 ــــ 13 عاماً في الفترتين الصباحية والمسائية، ضمن برنامج ما بعد المدرسة، كما تقدم للفتيات بدءاً من سن 13 ـــ 45 عاماً ضمن برنامج تأهيل الفتيات الترفيهي؛ هذا بالإضافة ــ أيضاً ــ الى استقبال المدارس والمراكز والمؤسسات الحكومية والأهلية العاملة في مجال التعليم الخاص وتأهيل ورعاية الأشخاص من ذوي الاعاقة، مشيرة الى أن عدد المنتسبين للمركز بلغ ما يربو عن 200 منتسب.

خدمات نفسية واجتماعية
لفتت عائشة السالم إلى الخدمات النفسية والاجتماعية التي يقدمها المركز للأطفال ومساعدة ذويهم، من خلال المحاضرات التوعوية والدورات التدريبية الهادفة، كما يساند المركز الكليات والهيئات الخارجية بتدريب طلبتهم واحتكاكهم العملي مع الحالات الموجودة في المركز.

 

 ألعاب علاجية
ألعاب علاجية

 

التدخُّل المبكّر بوابة العلاج

قالت مديرة مركز الخرافي لأنشطة المعاقين عائشة السالم: إن العلاج والتأهيل حجر الأساس في استراتيجيات التدخل مع الاشخاص من ذوي الإعاقة، كما أن تقييم مدى الاهتمام بهذه الفئة يعتمد بشكل مباشر على نوعية هذه الخدمات وجودتها، ولا نبالغ إذا قلنا إنها هي التي تحدد مصير وتطور وتكيّف وتوافق الأشخاص من ذوي الإعاقة في حياتهم ومجتمعهم والبيئة المحيطة بهم. وأضافت: لا بد من الإشارة إلى أهمية التوقيت في تقديم هذه الخدمات العلاجية والتأهيلية للأشخاص من ذوي الإعاقة، حيث اننا نهتم ببرامج التدخل المبكر، ونولي لها أهمية كبرى، لما لها من أثر إيجابي في مراحل حياة الأشخاص من ذوي الإعاقة اللاحقة ونموهم وتطورهم بشكل أفضل والتي تساهم أيضا بشكل كبير في التخفيف من حدة الضغوط التي قد يواجهها أولياء الأمور.
وتابعت: لا بد من التوسع والتعمق في عملية الدمج الشامل، وبكل اشكاله، خاصة في البرامج التعليمية لما لهذه العملية من نتائج إيجابية ومرضيه على الاشخاص من ذوي الإعاقة والمحيطين بهم وتمكنهم من ان يكونوا في الصفوف الامامية بالمجتمع الذي يعيشون فيه.
وشدّدت على أن التعليم والتأهيل العلاجي هما الجناحان اللذان يطير بهما الاشخاص من ذوي الإعاقة إلى بر الأمان، وهو جُل ما نريد الوصول إليه بهذا الصدد.

 

 

 

 

المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0