جريمة كل 3 أيام يرتكبها طالب يدرس في إحدى مراحل التعليم المختلفة، هذا ما كشفت عنه إحصائية تربوية حديثة، وفقا للحالات والمخاطبات الواردة الى وزارة التربية من وزارتي الشؤون والداخلية.
وكشفت الإحصائية، التي حصلت «القبس» على نسخة منها، أن إجمالي الجرائم التي ارتكبها الطلاب في العام الدراسي الماضي، وتحديدا خلال 10 أشهر، بلغت 110 جرائم منوعة، ما بين اعتداء بالضرب وهتك عرض وسرقة وخطف، إضافة الى الشروع في قتل.
جرائم متنوعة
وبيّنت الإحصائية أن 99 جريمة ارتكبها طلاب ذكور، منهم 58 كويتيا، و41 غير كويتي، مقابل 11 جريمة للطالبات فقط، منهن «10 كوتييات وواحدة غير كويتية».
وحصلت حالات الاعتداء بالضرب على أعلى معدل للحالات السلوكية، التي تسببت في وقوع الجريمة، حيث بلغت 68 حالة، موزعة على 58 طالباً، منهم 39 كويتيا و19غير كويتي، بينما البنات 10 حالات، منهن 9 كويتيات وواحدة غير كويتية، تليها حالات السرقة، التي بلغت 31 حالة، ارتكبها جميعاً طلاب، (12 كويتياً و19 غير كويتي)، ولم تسجل ولا حالة ضد البنات.
ووفق الإحصائية تأتي باقي الحالات السلوكية على التوالي: هتك العرض بـ8 حالات، منهم بنين 6 كويتيين وواحد غير كويتي، والبنات واحدة كويتية، ثم سلوك الخطف بحالتين لطالبين كويتيين، أما حالات الشروع في القتل فكانت حالة واحدة فقط لطالب غير كويتي، ولم تسجل أي حالة سكر وقتل ومروق على السلطة خلال العام الدراسي الماضي.
الفروانية الأولى
وأشارت الإحصائية الى أن منطقة الفروانية التعليمية جاءت في المقدمة بعدد الحالات المرتكبة، حيث بلغت 22 حالة في مختلف المراحل الدراسية، لاسيما الثانوي والمتوسط، وحلت منطقة الأحمدي التعليمية ثانية بعدد حالات بلغت 23 حالة.
ولفتت الى ان منطقة الجهراء التعليمية بلغ الطلاب التابعين لمدارسها، والذين ارتكبوا جرائم، 22 طالباً، بينما بلغ عدد الحالات في منطقة حولي التعليمية 19 حالة، أما منطقة مبارك الكبير التعليمية فجاءت في مؤخرة الحالات، حيث لم ترصد بها سوى جريمة واحدة فقط لأحد طلابها.
دور الرعاية
وأكدت مصادر تربوية لـ «القبس» أن الوزارة تقوم بمتابعة الطلبة الأحداث المسجل بحقهم جرائم في وزارة الداخلية، أو من تم تحويلهم الى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
ولفتت الى وجود قسم متخصص من التربية، يتلقى أسماء الطلبة الأحداث المودعين في دور الرعاية (دار الضيافة الاجتماعية فتيات + فتيان)، ويقوم بإعداد المخاطبات وتوجيهها للمناطق التعليمية، والهدف من هذا الإجراء هو المحافظة على مستقبلهم الدراسي، مثل «احتساب غياب الطالب الحدث بعذر مقبول لدخوله الدار ــ وتسهيل عودته للمدرسة في حال ترك الدار، وكذلك تتم مخاطبة مكتب التنسيق لتوفير لجنة امتحان للطلبة المودعين بالدار، لتسهيل مهمة أداء امتحانهم ومتابعة تسجيل الطلبة المفصولين وتاركي الدراسة»، كما يتم تسلّم تقارير اجتماعية من الباحثين الاجتماعيين في دور الرعاية عن حالة الطالب الحدث المودع لديهم.
قضايا مسجلة
وبيّنت المصادر أن إدارة البحوث الجنائية في وزارة الداخلية تقوم بتزويد وزارة التربية بكشوفات مفصلة ومصنفة للطلبة الأحداث، الذين سجلت ضدهم قضايا، من حيث الجنسية ورقم القضية ونوع التهمة والمرحلة الدراسية للطالب واسم المدرسة المقيد بها، حيث تقوم إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية بفرز الكشوف وإرسالها الى المناطق التعليمية، وطلب تقارير اجتماعية عن الطلبة، ثم تقوم الوزارة بإعادة إرسالها لإدارة رعاية الأحداث لتحقيق المزيد من التعاون في متابعة حالة الطلبة الأحداث.
دراسة عميقة لعلاج المشكلة
حذّر مصدر تربوي لـ «القبس» من انتشار حالات العنف والعدوان في المدارس، والتي يأتي نتيجتها ارتكاب جرائم، لاسيما في المرحلتين المتوسطة والثانوية، مشدداً على اهمية وجود دراسة عميقة ومكثفة من قبل الجهات المعنية لمعرفة مسببات ودوافع المشكلة، وكيفية مواجهتها ومعالجتها.
المصدر : هانى الحمادى \ جريدة القبس