حذر أخصائي المخ والأعصاب، د.خالد عبدالموجود من ارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد في الكويت ودول العالم، بنسبة تتراوح بين 1.5 الى 2 بالمئة، مؤكدا تفوق الذكور على الإناث في معدلات الإصابة بنسبة 4 إلى 1.
وأكد عبد الموجود في تصريح صحافي، أهمية الاكتشاف المبكر للتوحد في ارتفاع نسب الشفاء منه، موضحا أن الاكتشاف المبكر عام 2014 ساهم في ارتفاع نسب الشفاء بمعدل 30 بالمئة عن عام 2012، معرفا التوحد بالقصور في التطور الوظيفي لأنماط خلايا المخ، وما ينتج عنه من قصور في الاتصال والتواصل والتفاعل الاجتماعي المصاحب بقصور في الأنماط، وهو غالبا ما يظهر من بداية الرضاعة وحتى العام الثالث بعد الولادة.
وعلى الرغم من عدم وجود سبب محدد لعرض التوحد إلا أن د.عبد الموجود، اكد ان الدراسات الحديثة اشارت الى عدة عوامل قد تؤدي الى التوحد، ويمكن تقسيمها الى ثلاثة عوامل مرحلية، العامل الأول يرتبط بمرحلة ما قبل الزواج، ويكمن في العوامل الوراثية والجينية التي تؤثر في نمو الدماغ، وكذلك الزواج في سن متقدمة، كأن يتزوج رجل اربعيني بإمراة في منتصف الثلاثين.
اما العامل الثاني فيرتبط بمرحلة الحمل، وهنا تظهر عوامل الخطورة بتناول عقاقير وأدوية ضارة بالحمل قد تؤدي الى التوحد، الى جانب زيادة هرمون الذكورة حول الجنين الذي يؤثر في نمو الدماغ ومن ثم يؤدي الى التوحد.
ويأتي العامل الثالث والأخير في مرحلة الولادة، حيث أشار عبدالموجود الى ان نقص الأكسجين بأسبابه المختلفة من اهم العوامل المتعلقة بمشاكل الولادة والتعرض للتوحد، فالأطفال التوأم وناقصي الوزن على سبيل المثال هم اكثر عرضة للتوحد عن غيرهم من الأطفال، نتيجة نقص الأكسجين اثناء الولادة، فضلا عن البيئة النفسية للطفل، وعوامل بيئية اخرى مثل التلوث.
ونصح عبدالموجود الوالدين والأطباء المعالجين الى الانتباه للعلامات المبكرة للتوحد، والتي تتمثل في عدم التواصل بالبصر واللمس والنداء، وعدم الاستجابة للضحك وتتبع الأشياء بصريا، وعدم اصدار أصوات للفت الانتباه، فضلا عن عدم تقليد الحركات وتغيرات الوجه.
وعن كيفية الاكتشاف المبكر للتوحد، أكد أن هذه الجزئية تتطلب تضافر جهود فريق متكامل من اخصائي النساء والتوليد، واخصائي الأطفال، والوالدين، وأخصائي المخ والأعصاب الأخصائي النفسي، والأخصائي التربوي والاجتماعي وأخصائي التخاطب، لافتا إلى ان كل شخص من هؤلاء يلعب دورا في الخطة العلاجية للطفل.