بعضهم عمل في «التربية الخاصة» سنوات ليعود بعد التقاعد بمشاريع ربحية عكس شعاراتهم التي رفعوهاوضع مدير إدارة مدارس التربية الخاصة عبد الله العجمي النقاط على الحروف في كثير من الملفات التربوية المتخمة بالمشكلات في مدارس ذوي الإعاقة، كاشفاً عن وقف التجاوزات وإصلاح الأخطاء في هذا المدارس، التي أهمها تجميد حساب التبرعات الموجود في الإدارة وتحويل جميع المخالفات والشبهات الواردة فيه إلى إدارة الشؤون القانونية.
وأكد العجمي في لقاء خاص لـ «الراي» أن تقريراً متكاملاً رفع إلى وكيل وزارة التربية الدكتور هيثم الأثري والوكيل المالي يوسف النجار بهذا الشأن، بانتظار إجراءات الشؤون القانونية، فيما نفى توسط بعض النواب لنقل طلبة أصحاء إلى مدارس التربية الخاصة، مبيناً أن من أهم شروط القبول وجود شهادة إعاقة لدى الطالب إضافة إلى وجود لجان طبية تخضع الطالب لاختبارات كارز وستانفورد ومعايير نسب الذكاء. وتحدث العجمي عن كثير من المشكلات القائمة في هذه المدارس ومنها وجود «تجار شنطة» بحسب ما أسماهم، يتكسبون على حساب الطلبة المعاقين، وبعضهم ممن عمل في مجال التربية الخاصة طوال سنوات، ليعودوا بعد التقاعد بمشاريع ربحية ومادية، حتى وان رفعوا شعارات مغايرة للواقع، فيما تمنى أن تكون إدارة التربية الخاصة حاضرة في اجتماعات الوزارة التي تركز على التعليم العام والخاص فقط، وتهمش مدارس التربية الخاصة حتى في اجتماعات مديري العموم، وهناك قرارات كثيرة تمسنا ونحتاج خصوصية في هذا الجانب، مشدداً على ضرورة المشاركة في لجان التعاقد الخارجي لاختيار معلمين من ذوي التخصصات الفنية، خاصة من مملكة الأردن، حيث لديهم متخصصون في حالات التوحد والداون سندروم. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء. • ما أصعب الإعاقات الموجودة لديكم؟ – أصعب الإعاقات التي يتم التعامل معها ازدواجية الإعاقة، حيث نجد طالبة لديها إعاقة بصرية وعقلية معا، ما يتعذر علينا وضعها في مدرسة النور لصعوبة تعلمها الـ «برايل» بسبب إعاقتها الذهنية، ويتعذر في الوقت نفسه أن نضعها في مدرسة التربية الفكرية لأن لديها إعاقة بصرية، لذلك قمنا بإنشاء فصول خاصة لهؤلاء الطلبة في مدرسة التربية الفكرية بنين وبنات ويتم التعامل معهم كحالات فردية بتعليم منفرد. • وهل تتعرضون لمشكلات في الجانب التعليمي أو الإداري؟ – نعم نعاني من وجود «تجار شنطة» يتكسبون على حساب المعاقين، وبعضهم ممن عمل في مجال التربية الخاصة طوال سنوات، ليعودوا بعد التقاعد بمشاريع ربحية ومادية، حتى وان رفعت شعارات مغايرة للواقع وينكشفون سريعا وتسقط أقنعتهم. أما في الجانب التعليمي أبرز المشكلات التي تواجهنا هي تأهيل الطلاب إذ نحتاج إلى تأهيل وتوعية أولياء الامور خاصة في الإعاقات السمعية وزراعة القوقعة، إذ كلما كانت الزراعة في سنوات مبكرة كان أفضل للطالب او الطالبة ومشكلاتنا محصورة معظمها في التوعية وتم تكليف توجيه الخدمة الاجتماعية والنفسية بالتواصل مع أولياء الامور والكشف المبكر عن تلك الحالات وفحصها بمن فيهم طلبة زراعة القوقعة. • ماذا عن تفشي الواسطة في نقل المعلمات من قطاع التعليم العام إلى مدارسكم وهل لا تزال تلك الظاهرة موجودة وما أسبابها؟ – يخضع نقل المعلمات إلى ضوابط وشروط أهمها وجود الحاجة إلى هذا التخصص من عدمة وكان لدينا بعض النقص في التخصصات الأساسية والتاريخ وتم توجيه كتاب رسمي إلى إدارة التنسيق بذلك وهم متعاونون معنا بهذا الجانب، ولا يزال قرار وزير التربية الأسبق الدكتور نايف الحجرف ساري المفعول في هذا الشأن حيث يمنع النقل إلا وفق الحاجة والزيادة في بعض التخصصات جعلت نصاب المعلم من الحصص منخفضا لدينا، ولكن جار حصر هذه الزيادات والتصرف بها مطلع العام الدراسي المقبل من خلال تحويلهم إلى قطاع التعليم العام بعد موافقتهم حيث ارتأينا عدم إحداث ربكة خلال العام الحالي. • هل هناك مخصصات مالية إضافية للعاملين في التربية الخاصة؟ – نعم هناك علاوة بدل طبيعة عمل 40 دينارا للمعلم و25 دينارا للإداري. • كان لديكم حساب تبرعات مخالفا لقرار ديوان الخدمة المدنية هل لا يزال الحساب موجوداً وكيف تتم التبرعات لمدارس ذوي الإعاقة؟ – تم تجميد الحساب وإبلاغ وكيل القطاع والوكيل المالي وتم الاتفاق على اتخاذ الإجراءات المناسبة بهذا الشأن والامر لدى إدارة الشؤون القانونية في الوقت الراهن وبانتظار تعليماتهم. • كثرت الشكاوى أخيراً عن المناهج الدراسية المطبقة في مدارسكم، فما سلبياتها؟ وما الحلول بنظرك؟ – المناهج الدراسية بحاجة إلى تطوير وتم اتخاذ إجراءات في هذا الجانب وتم الاتفاق مع الوكيل المساعد للمناهج الدكتور سعود الحربي حيث أبدى تفهماً في هذا الجانب وتم الاجتماع مع مديرة المناهج لرسم سياسة طريق ورؤية واضحة لتطوير المناهج ورفعت إلى الدكتور الحربي وبانتظار اعتماده لننطلق في تطويرها مطلع العام الدراسي المقبل 2016 /2017 وفق خطة زمنية تشمل جميع المدارس باستثناء مدارس الأمل والنور والرجاء التي تتبع مناهج التعليم العام. • هل صحيح أن من يعد المناهج في مدارسكم معلمون غير متخصصين؟ – ليسوا معلمين وإنما إدارة المناهج، وهي تراعي خصوصية الإعاقات، ولكن بصدد تطويرها، وليس للمعلمين دور في ذلك حتى في السنوات السابقة. • من يعد السياسة التعليمية في هذه المناهج؟ وما دور المكتب الفني؟ – أهل مكة أدرى بشعابها، وقد طلبت تشكيل لجان مختصة، حيث لدينا معلمون من حملة الماجستير والدكتوراه في تخصص بعض الاعاقات ولدينا معلمون أصحاب خبرات، وهم يعرفون طبيعة الإعاقة أكثر من غيرهم، ومتفهمون فيها. ونحن ننتظر موافقة قطاع المناهج لتشكيل لجنة فنية مختصة من قبل معلمينا من حملة المؤهلات العليا وأصحاب الخبرات، لوضع رؤيتهم وتصورهم في شأن تطوير هذه المناهج بما يتناسب مع طبيعة هذه الإعاقات. • كان هناك توجه لدى الوزارة لتدريس لغة الإشارة. أين انتهى؟ – نتمنى إدخال لغة الإشارة كمادة اساسية في مدارس الامل ولكن نظراً لخصوصية هذه المدارس المقيدة في نظام التعليم العام قمنا بإعداد دورات تدريبية للمعلمين الجدد والحمدلله اجتازوا حتى الآن المستوى الثاني من لغة الإشارة وهي كفيلة بقيام المعلم بالتدريس وإن شاء الله سيتم دخولهم في المستوى الثالث مطلع العام الدراسي الجديد. • ماذا عن مقترح تدريب المعلمين من خريجي كليات المعلم لمدة سنة قبل تعيينهم في مدارسكم؟ – لا يزال هؤلاء المعلمون يخضعون للتربية العملية «ميدانية» لمدة سنة قبل تعيينهم في مدارس التربية الخاصة. • من الملاحظ أن بعض المدارس تقوم بالتحويل من رياض أطفال إلى ابتدائي دون معايير، فما السبب؟ – في السابق كانت لدينا مدرستا الوفاء والسلوك التوحدي وكانت على قوة مرحلة رياض الأطفال وكان النقل يتم بصورة طبيعية حيث كانت تلك المدارس تدرس خبرات. أما الآن اختلف الوضع وتم تحويل هذه الرياض إلى مدارس بقرار صائب من وكيل وزارة التربية الدكتور هيثم الأثري من خلال نقل الأطفال من هذه المدارس إلى روضة العطاء، وأصبحت تشمل الإعاقات الحركية والسمعية والداون سندروم وتم وقف النقل منذ أن تحولت إلى مدارس ابتدائية. • ما مصير طلبة السلوك التوحدي والداون بعد تخرجهم؟ – نتمنى أن يؤخذ هذا السؤال بعين اعتبار ديوان الخدمة المدنية حيث انه الجهة المختصة في توظيفهم علماً بان الديوان لا يألو جهداً في توظيف خريجي مدارس التأهيل من الفنيين البنين والبنات بصورة سريعة ولكن بالنسبة الفئات المذكورة لا يزال السؤال دون إجابة في ديوان الخدمة. • وماذا لو فرضت بعض المدارس النقل على الطالب؟ – لدينا لجان طبية تخضع الطالب لاختبارات كارز وستانفورد ومعايير نسب الذكاء إضافة إلى التنسيق مع الهيئة العامة لذوي الإعاقة للتأكد إذا كان الطالب لديه إعاقة أو لا، ثم لا يتم قبول أي طالب في مدارسنا ما لم تكن لديه شهادة إعاقة ما عدا صعوبات التعلم وبطء التعلم فيتم تسجيلهم في مدارس التعليم العام. • هل صحيح هناك نواب يتوسطون لنقل طلبة أصحاء بموافقة ذويهم للاستفادة من المزايا المالية للمعاقين؟ – ليست لدينا هذه المشكلة لأن طلابنا فعلاً معاقون ويحملون شهادة إعاقة فلا يحتاجون إلى واسطة نائب للتسجيل حيث يتم لهم ذلك بصورة طبيعية ويتم تقديم الخدمات لهم التي كفلها الدستور الكويتي والقانون رقم 8 /2010 ولكن ربما توجد هذه المشكلة في مدارس بطيئي التعلم أو صعوبات التعلم وعموما لا أعرف آلية التسجيل في التعليم العام هل يطلبون شهادة إعاقة أم لا. • ماذا عن مواصفات المباني الجديدة لمدارس التربية الخاصة؟ – المواصفات وضعت بشكل فني يتناسب مع طبيعة الإعاقات الموجودة في مدارسنا وقد تمت مراعاة خصوصية هذه الإعاقات من خلال وجود الـ «الرامات» والـ «وذ جير» للطلبة المعاقين حركياً إضافة إلى طلبة التوحد والمدارس الأخرى وبانتظار افتتاح هذه المباني. • هل شاركتم في إعداد هذه المواصفات وهل صحيح تخصيص الأدوار العليا للإعاقات الحركية؟ – نعم شاركنا ولكن غير منطقي أصلاً تخصيص الأدوار العليا للإعاقات الحركية فهم في الأدوار الأرضية وسنقوم بتوفير «رامات» تساعدهم على الحركة أما الأدوار العليا فقد خصصت للإعاقات السمعية. • ما مطالبكم؟ وماذا لديكم لتطوير العمل في هذه المدارس؟ – نتمنى ان تكون إدارة التربية الخاصة متواجدة في الاجتماعات التي تهم المعلمين والمدارس حيث يتم التركيز على التعليم العام والخاص وتهميش مدارس التربية الخاصة حتى في اجتماعات مديري العموم وهناك قرارات كثيرة تمسنا ونحتاج خصوصية في هذا الجانب إضافة إلى حاجتنا إلى المشاركة في لجان التعاقد الخارجي والتعاقد مع المعلمين من ذوي التخصصات الفنية خاصة من المملكة الأردنية حيث لديهم متخصصون في حالات التوحد والداون سندروم نتمنى تواجد إدارة التربية الخاصة في هذه اللجان خلال العام الدراسي المقبل. إعاقات… وخصوصياتهذه الإعاقات في مدارسنافي حديثه عن فئات الإعاقة الموجودة في القطاع النوعي، قال عبدالله العجمي: لدينا إعاقات سمعية وبصرية وذهنية وحركية وإعاقات التوحد والداون سندروم وازدواجية الإعاقة وتشمل إعاقتين أو ثلاثا. فيما يبلغ عدد الطلبة المنتسبين إلى مدارسنا 1700 طالب وطالبة، منهم 1300 كويتي و400 غير كويتيين، إضافة إلى طلبة المنح من سلطنة عمان والبحرين، ويبلغ عدد المعلمين 1500 معلم ومعلمة ونعاني من نقص في بعض التخصصات. وسائل الإعلام وكرامة الطلبةقال العجمي إن مدارس التربية الخاصة تضم العديد من الإعاقات التي لديها طبيعة مشكلات تختلف عن أي مدارس أخرى، وهذا الشيء يجب أن يراعى إكراماً لهذه الإعاقات الإنسانية وعدم تناولها بشكل مسيء في وسائل الإعلام، تجنباً لإلحاق الضرر بالعملية التعليمية وتفادياً لأي مردود سلبي في المجتمع إذا ما تم اختراق خصوصية هؤلاء الطلبة. ونتمنى من بعض وسائل الإعلام تناول المعلومات عنهم بشكل أكثر مهنية. ليس لدينا طلبة أصحاءبسؤاله عن صحة وجود طلبة أصحاء نقلوا بسبب التعثر الدراسي والمشكلات الأسرية إلى مدارس التربية الخاصة، نفى العجمي هذا الكلام، مؤكدا أنه غير صحيح بصورة نهائية، حيث لا يمكن لولي أمر ان يأخذ ابنه إذا كان سليما ولا يعاني أي إعاقات لتسجيله في التربية الخاصة. |
المصدر : على التركى \ جريدة الراى |