ضمن المشاريع الرائدة التي نفذتها جمعية النجاة الخيرية في جمهورية مصر العربية، أقامت مشروع الزواج الجماعي للأيتام والفقراء تم من خلاله زواج 50 شاباً وفتاة، على نفقة إحدى المحسنات الكويتيات، حيث أقامت الجمعية لهم العرس في إحدى القاعات الكبرى وتكفلت بفرش الشقة للعروسين وتجهيزها بالكامل.
وتمتاز جمعية النجاة الخيرية بالمؤسسية والريادة والتميز في صناعة العمل الخيري، وهذا شأن كافة الجمعيات والمؤسسات الخيرية الكويتية التي كانت سبباً في حصول الكويت على تكريم أممي هو الأول من نوعه لدولة عربية، وهو عاصمة للعمل الإنساني، وكذلك إنسانية الأمير الشيخ صباح الأحمد، والتي جعلت من الكويت أكبر مصدر عربي للعمل الخيري والإنساني، وهذه هي شيم أهل الكويت منذ القدم.
وتقوم الجمعية بمشاريع خيرية وإنسانية رائدة داخل وخارج الكويت، ولجمهورية مصر العربية مكانة خاصة، حيث تقوم الجمعية بتنفيذ عشرات المشاريع الإنشائية والتنموية والطبية والإنسانية والخيرية والموسمية منها بناء المساجد وبناء المعاهد وبناء بيوت الأيتام والفقراء وبناء دور تحفيظ القرآن الكريم، وكذلك مشروع توصيل نقاط المياه للمحتاجين والفقراء الذين لا يجدون ثمن هذه التكلفة البسيطة وكفالات الأيتام. وتبذل الجمعية قصارى جهدها للاهتمام ببناء المساجد، وتحرص على جعلها منارات للعلم وتحفيظ القرآن الكريم، وتعمل كذلك على كفالة محفظين للقرآن الكريم يعملون في مراكز لتحفيظ القرآن الكريم بلغ عددها 25 مركزاً، وتقيم بهذه المساجد الفعاليات والأنشطة الدعوية والثقافية والتربوية النافعة التي تعلم أبناء المسلمين الخلق والفضيلة وتحميهم من الافات المجتمعية.
رئيسة الفريق التطوعي النسائي التابع للجمعية وضحة البليس تقول إن فلسفة النجاة الخيرية ترتكز على تنفيذ المشاريع المهمة والتي تحقق فائدة كبيرة ويكون مردوها محوريا في حياة الفرد، فتقوم الجمعية بتنفيذ مشروع بناء بيوت الأيتام والفقراء بجمهورية مصر العربية وحقيقة ليس من رأى كمن سمع، فإني شاهدت أسرا مسلمة تعيش حياة صعبة للغاية، حيث المنزل قديم جدا وتخشى من انهيار أركانه وسقوط سقفه البالي، ولكن هذه الأسر تظل في هذا المنزل الموحش، كونها ليس أمامها خيار آخر، ودورنا نحن نعمل على تحويل المنازل القديمة والمتهالكة إلى مبانٍ جديدة حديثة، تناسب العيش الكريم الآدمي وليس هذا فقط بل نؤثث المنزل بالكامل ونوفر به كافة الاحتياجات، وتبلغ تكلفة المنزل الواحد 5000 دينار مع التأثيث، ويتم التنفيذ عبر مكتب الجمعية بسوهاج، والذي يقوم بجهود خيرية مباركة، يستفيد منها المئات ككفالة الأيتام، وبناء المساجد، وترميم المساجد وإقامة العرس الجماعي، وكفالة طالب العلم وتشييد المؤسسات التعليمة.
وأضافت البليس أن الكثير من الأيتام والفقراء يعيشون في منازل قديمة ومتهالكة، مبنية من الطوب اللبن وسقفها سعف النخيل والقش، وهذه المنازل لا تقي حراً ولا برداً، وتكون ايلة للسقوط في إي لحظة، كونها مبنية منذ قديم الزمن، ومن هنا جاء دورنا في توفير المسكن المناسب والآدمي للأيتام والفقراء، فهناك قصص مروعة لأطفال كانوا يلعبون وقضوا تحت الانقاض ما جعلنا نبادر في تنفيذ هذا المشروع الحيوي. وحول تفاعل المحسنين مع هذا المشروع تقول إن أهل الكويت جبلوا على العطاء وغدا هذا مكون رئيسي في شخصيتهم وليس هذا وليد الظروف الاقتصادية الحديثة وتفجر البترول، بل هذا سجية أهل الكويت منذ القدم فعندما كانوا يركبون البحار والمحيطات بحثا عن الرزق، كان للفقراء والضعفاء الذين يمرون عليهم نصيب من الرزق الذي يجود به المولى جل وعلا عليهم. وورث الأبناء هذه الخصال من اسلافهم وبفضل الله بصمات الكويت الإنسانية واضحة للعيان تروي قصص شعب محب للآخرين، يسعد بدعم المعوزين ونجدة الملهوفين. فعودا على بدء منذ طرح المشروع لمسنا تفاعلاً وتعاونا مميزاً بل أن أحد المحسنين تبرع بـ35 منزلا، تخيل كم السعادة التي سيرسمها صنيع هذا المحسن، عشرات الأسر هذه كانت لا تجد للحياة طعماً فشغلها الشاغل في هذا المنزل الكئيب كيف لهم أن يشيدوه ومن أين لهم فسبحان الله جل وعلا رزقهم بمحسن كريم كان سببا في إسعادهم فاللهم كما أسعدهم أسعده في الدنيا والأخرة.
وختمت البليس بالقول «بيض الله وجوهكم يا أهل الخير يأهل الكويت، فالجمعية تحرص على توثيق المساعدات وتسليم المتبرع تقريراً كاملاً عن المشروع منذ البداية حتى التأثيث وتسليمه للأيتام والفقراء الذين يرفعون أكف الضراعة لله جل وعلا أن يحفظ الكويت وأهلها من كل سوء».
رئيس لجنة زكاة كيفان التابعة لجمعية النجاة الخيرية فضيلة الشيخ عود الخميس يقول إن الأيتام والفقراء هم الذين نعمل من أجلهم، فنحن نسعى جاهدين لتحويل حياتهم لحياة أفضل وأجمل ونهدف إلى جعل العالم خالياً من المحتاج والفقير،ومن باب الأنشطة الاجتماعية الرائدة التي تقيمها جمعية النجاة الخيرية بجمهورية مصر العربية نقيم عرسا جماعيا لـ50عريسا وعروسا في صعيد مصر تحديداً في محافظة سوهاج على نفقة فاعلة خير من أهل الكويت. ويشارك فعاليات العرس محافظ سوهاج ومدير الأمن ولفيف من رجال الدين والعلماء البارزين بمحافظة سوهاج، ويقام بإحدى صالات الأفراح الكبيرة بالمحافظة وتتكفل المحسنة «بفرش الشقة وتجهيزها وكذلك إقامة العرس في إحدى الصالات الكبرى علاوة على تقديم هدية مادية للعروسين». وبحمد الله تعالى فإن أمة محمد كانت ومازالت وستظل بخير طالما تزخر هذه الأمة بمن ينفقون في السر والعلن يبتغون وجه الله جل وعلا.
وأشاد الخميس بكرم وطيبة أهل الصعيد عامة ومحافظة سوهاج خاصة، مثمنا دور تجار محافظة سوهاج في مساعدة الجمعية في تفعيل هذا الدور، فقال عندما نذهب لتجار الأجهزة الكهربائية ويعرفون أننا قدمنا من الكويت لمساعدة هؤلاء الشباب لإتمام زواجهم، يقومون بدورهم بالتبرع فقام أحد تجار الأجهزة الإلكترونية بالتبرع بـ50 تلفزيوناً هدية لكل عريس وعروس، وغيرها من مواقف الخير التي قابلها هناك.
وحثت الآباء وأرباب الأسر على عدم التشدد في متطلبات المهور وأن يساعدوا الشباب على اتمام زواج من دون ديون، متمنيا من الله جل وعلا لجميع الأزواج المسلمين السعادة والرفاء والبنين، كما خص بالشكر المتبرعة الكريمة على حسن صنيعها وجزاء ما قدمت يداها.
مدير لجنة زكاة الفحيحيل التابعة لجمعية النجاة الخيرية إيهاب الدبوس يقول إن ملف المرضى من الملفات المهمة والكبيرة وتوليه الجمعية اهتماماً خاصاً في ظل انتشار الأمراض الخطيرة والمزمنة بصورة مخيفة، فيحتاج المرضى إلى رعاية واهتمام شديدين، وللأسف معظم المرضى من الفقراء الذين لا يجدون ثمن العلاج، ما يجعل المرض ينهش في اجسادهم فلا يذوقون طعم الراحة ليلاً ولا نهاراً، ويوثر ذلك بشكل أساسي في نفسيتهم فيجعلهم يصابون فوق الأمراض العضوية بالنفسية أيضا، فنقوم بدورنا بزيارة المرضى ونوزع عليهم المساعدات، ونحرص على شراء الأجهزة الضرورية لهم كجهاز الغسيل الكلوي وغيرها من الأجهزة باهظة التكلفة، والتي يحتاجها المريض بشكل أساسي، ونحن نطرح على المحسنين كفالة مريض شهرياً بقيمة 50 دينارا كويتيا.
أما عن المساهمة والمشاركة في علاج المرضى فقال الدبوس إن الباب مفتوح لكل من يحب أن يشارك فرُب درهم سبق الف درهم، ونحن عندما نوزع هذه الأموال على المرضى نقول لهم هذه أموال أهل الكويت الخيرين الذين يحرصون على مساندتكم في المحن والصعوبات، وبفضل الله قدمنا خدمات استفاد منها كثيراً من المرضى الفقراء.