اشارت احصائيات سابقة الى انخفاض نسبة اصابة الهنود بأمراض التدهور العصبي، مثل الزهايمر على مر العصور السابقة، وعزي ذلك الى تغذيتهم التي تعتمد على تناول الكركم. ويتفق ذلك مع ما خلصت اليه عدة دراسات اثبتت فائدة تناول الكركم للوقاية من امراض التدهور العصبي. حيث وجدت دراسة أن تناول فئران مصابة بالزهايمر للكركم ساهم في تأخير تقدم المرض وتبطيئه.
في دراسة نشرتها المجلة الايطالية للكيمياء البيولوجية، تبين ان لمركب الكركمين (مادة الكركم النشطة) دورا في وقاية الاعصاب وتحفيز الدماع. فهذا المضاد القوي للأكسدة يحمي خلايا الدماغ والاعصاب من الايونات المؤكسدة الضارة. ويعرف ان عمليات الاكسدة هي العامل الاساسي لظهور أعراض تقدم العمر وتدهور الجهاز العصبي والاصابة بالخرف والزهايمر.
يوقف تطور مرض MS
كما اكتشفت دراسة احتواء الكركم على مواد تثبط تقدم مرض التصلب اللويحي المتعدد MS وتعمل على ايقاف إنتاج بروتين يلعب دورا مهما في تدمير غلاف الاعصاب (مادة المايلين). مما يحمي صحة الاعصاب ويمنع تلف غلافها ويوقف تطور مرض التصلب اللويحي المتعدد.
يعبر حاجز الدم والدماغ
بينت دراسة نشرتها المجلة الايطالية للكيمياء البيولوجية أن لمركب الكركمين قدرة على عبور حاجز الدم والدماغ، وان ذلك يفسر دوره الواقي من الزهايمر. فمرض الزهايمر يحدث نتيجة ترسب بروتين يسمى امايلويد (يسمى البلاك) في خلايا الدماغ. مما يسبب التهاب الاغشية واضطرابا وضعفا في وظائف مناطق الدماغ. وشرح احد الباحثين «الامايلويد هو بروتين طبيعي ينتجه الجسم ويقوم الدماغ الصحي بتحليله والتخلص منه. أما الدماغ المصاب بالزهايمر، فتختفي هذه الالية ويترتب على ذلك ترسب هذا البروتين القاسي الذي لا يذوب بين خلايا لدماغ العصبية».
ومن خلال ابحاث اجريت على فئران المخبر اثبت الباحثون ان الكركمين يمكنه عبور الحاجز بين الدم وخلايا الدماغ، ويمكنه الوصول الى الامايلويد ومنع ترسبه وتكوين البلاك. لذا، اثبت ان الكركمين يقلل تجمع الامايلويد ويذيب اليافه المترسبة في الدماغ بشكل اكثر كفاءة من الادوية المضادة للالتهابات (ادوية الزهايمر). كما ان قوة الكركمين المضادة لعمليات الاكسدة مفيدة في الحفاظ على صحة خلايا الدماغ السليمة.
يرفع المناعة
يحتوي الكركم على مركب نشط اسمه bisdemethoxycurcumin له فعالية في زيادة نشاط الجهاز المناعي وقوته. وأثبتت عدة دراسات فعاليته في الشفاء من عدة امراض التهابية. وفي البحث، تبين ان له دورا ايضا في مساعدة اجسام مرضى الزهايمر في تثبيط العمليات الالتهابية والتخلص من مادة البلاك وبالتالي التخفيف من شدة المرض وتأخيره
د. خلود البارون
المصدر : جريدة القبس