0 تعليق
798 المشاهدات

«لسه متسماش».. معاناة كفيفة موهوبة!



قدمتها «الشروق» في مهرجان المونودراما الثالث

قدمت فرقة الشروق المسرحية للمكفوفين المصرية عرضها الذي يحمل اسم «لسه متسماش»، وذلك على مسرح الدسمة ضمن العروض المشاركة في مهرجان الكويت الدولي للمونودراما الثالث.

العرض من تأليف وإخراج عاطف ابوشهبة وتمثيل الكفيفة صابرين سليمان، ويتناول معاناة الإنسان المكفوف في مصر وخصوصا الفتيات اللوات يجدن صعوبة في التعامل مع المجتمع، الا ان «صابرين» بطلة العرض ترفض الرضوخ لهذا الواقع، فتقرر التغلب عليه، بيد انها تصطدم بالواقع وطبيعة المجتمع الذي يحارب ارادة الكفيف بقصد او بدون قصد، فتجد صابرين امامها سلسلة من الصعوبات لكنها ترفض الاستسلام، وتضع اكثر من سيناريو كي تتفوق على ظروفها الصعبة وعلى كل المشاكل التي واجهتها رغم أنفها، فتتغلب على اليأس بعد ان قامت بتكسير القيود التي فرضها المجتمع دون وجه حق، فعملت مدرسة وحققت من خلال عملها ما لم تحقق اي مدرسة مبصرة، الا انها اضطرت لترك العمل لعدم تقديرها بسبب تهمة التحريض على تغيير المناهج.

ولأنها تعشق الإعلام تكافح كثيرا مع «صابر» الذي كان يساندها، وهو الذي يقوم بكتابة المحاضرات لطلبة الجامعة إضافة الى انه يقوم بتقديم الدروس الخصوصية لطلبة الثانوية من اجل توفير لقمة العيش، بينما صابرين تسانده ببيعها للعطور وبعض الأمور النسائية لتحسين الوضع المعيشي لهما.

ان اختيار اسم صابر وصابرين لم يكن محض مصادفة، بل هو مكتوب بذكاء من قبل المؤلف المخرج، كون الحياة متعبة حتى دون مشاكل، فما بالك بوجودها، الامر الذي يجعل الإنسان صابرا رغما عنه، كما انه يشير الى قوة صبر الانسان وهذا هو وضع صابر مع صابرين الفتاة الكفيفة التي كافحت من اجل الحياة.

وبعد مراحل تقرر صابرين العمل بالإعلام فلم تستطع العمل في التلفزيون او الاذاعة، فقامت بعمل قناة خاصة بها عبر «اليوتيوب» وهي التي تقرر ماهية تلك القناة التي طالبت بمشاركة الجميع ليعبروا عن انفسهم وهمومهم، ولم تطلق على القناة اسما محددا بل تركته مفتوحا، فكان اسم المسرحية «لسه متسماش».

من يتابع المسرحية لا يستطيع الا ان يتعاطف مع فكرتها ومع ابعادها، لكن النص كان بحاجة الى اعادة كتابة دون وضع رتوش لم يكن لها داع، ثم يأتي دور الفنانة صابرين سليمان التي أبدعت في الحركة، وهي وإن كانت كفيفة وتؤدي دور فتاة كفيفة، فان ذلك الأمر منحها ابداعا كبيرا على خشبة المسرح من حيث الحركة وطبقات الأصوات لأكثر من شخص مع استخدام العرائس للتعويض عن وجود اشخاص آخرين، كما انها كانت مقنعة، وان كنا نرى انها بحاجة الى عدم الانصياع وراء اوامر المخرج الذي قيدها كثيرا، خاصة انها تمتلك موهبة مميزة، لكنها بحاجة الى نص مسرحي قوي والى مخرج لديه رؤية لا يضع قيودا امامها وأمام جمهور يعي ماهية المونودراما.

وبعد ختام العرض المصري «لسه متسماش»، أقيمت ندوة تطبيقية قدمتها الزميلة هديل الفهد، وتحدثت فيها كمعقبة زهراء اليتيم، التي قدمت شرحا مبسطا للمونودراما، ثم أشارت إلى أن العرض يمثل تجربة إنسانية تحمل رسالة فلسفية من قبل المؤلف والمخرج، كما أن البطلة الفنانة صابرين كفيفة والتي تعاني من المجتمع الذي لا يعترف بتلك الفئة بسبب غياب العدالة الاجتماعية.

وأضافت اليتيم، متحدثة عن أداء الممثلة المميز، حيث تناولت التركيز على الأداء وعلى الإيحاءات لتوصيل معاناة شخصية من قبل الممثلة الكفيفة، إلا أنها قالت إن السينوغرافيا في العرض كانت فقيرة إذ إنها تحمل إشارات لكنها لم توصل رسالة.

وعقب بعد ذلك علاء الجابر الذي قدم تحية للمخرج وللممثلة، وقال العرض لم يكن مكتملا، وهو عرض يريد الحصول على العاطفة من قبل المتلقي.

وقال نصار النصار إنه معجب بما شاهد، إذ انه بات يشعر بالعجز، وتمنى لو تم تقديم المسرحية اكثر من مرة قبل أن تعرض في الكويت كي تكون اكثر نصجا.

وتناول د.نادر القنة بعض قصص العظماء المكفوفين مثل طه حسين وموقفه من المجتمع، وقال إن المسرحية ما هي إلا إرهاصة البداية للتغيير.

وبين د.ايمن الخشاب فكرة النص المباشر، بينما رأت فرح هجر أن العرض كان مميزا وان الممثلة كانت مبدعة، كما أشاد عبد الكريم العنزي بالمسرحية وفكرتها.

وأشاد منجي بن ابراهيم بالارادة التي لدي الممثلة كونها مكفوفة، فيما قال د.محمد زعيمة إن النص يعالج فئة مهمشة في المجتمع كما انه يقدم حالة شعورية لبطلة كفيفة.

وبعد ذلك تحدثت الممثلة صابرين سليمان، التي أكدت حبها للكويت وشعبها، ولكل شعوب الوطن العربي، وقالت إنها كفيفة ومتزوجة ولديها أبناء، وان زوجها كفيف لكنها تصارع كثيرا في تلك الحياة، وهذا ما جعلها تتفاعل مع هذا الدور، كما أشادت بالمخرج وبتشجيعه وبخوفه عليها أثناء الحركة كما أنني أرى أن الإعاقة الحقيقية هي اعاقة الفكر في المجتمع.

وقال المخرج عاطف أبو شهبة: يجب علينا مناقشة مفهوم النص المسرحي، اضافة إلى طبيعة الحركة، وكمخرج اعترف بأنني عشت خوفا من تلك التجربة الجديدة التي أضافت الكثير لي.

جانب من الندوة التطبيقية لمسرحية «لسه متسماش»

جانب من الندوة التطبيقية لمسرحية «لسه متسماش»

المصدر : مفرح الشمرى \ جريدة الانباء

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0