يحتاج المجتمع إلى التوعية بالتعامل السليم مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد، حتى نتمكن من دمجهم فى المجتمع. وعن المشاكل الحسية التى يعانى منها مريض التوحد، قالت الدكتورة علياء النجار أخصائى نفسى وعلاج التوحد “إن الكثيرين يعتقدون أن الحركات المختلفة للأطفال المصابين باضطراب التوحد تعبر عن عدم تقديرهم للتصرفات، وذلك غير صحيح”. وأضافت الدكتورة علياء النجار أن الطفل المصاب باضطراب التوحد يعانى من خلل حسى، حيث لا تقوم الموصلات الحسية بدورها بالشكل الصحيح، فتصل الأحاسيس للطفل مضطربة، وهنا يمارس الأفعال غير المفهومة وبطريقته التى ترضيه، على سبيل المثال نجد أطفالا يدقون على الكراسى والمنضدة وآخرون يمارسون حركات غريبة على الأرض تسمى بالعامية “مرمغة”، وغيرها من الحركات غير المفسرة. وأشارت أخصائية التوحد إلى أن اضطراب التوحد هو مجموعة من الأعراض يتم علاج كل منها بمفرده ففى مشكلة التحدث يخضع لجلسات تأهيلية للتخاطب، وكذلك السلوك وغيره، ولا يوجد دواء واحد يعالج التوحد بشكل كامل، ولكن يتم التعامل مع كل عرض بشكل منفصل. وتابعت “بعض أطفال اضطراب التوحد يعانون من سوء التغذية ما يجعل استقبالهم لجلسات التأهيل غير مجدى وهنا يكون التدخل بالأدوية والفيتامينات والمكملات الغذائية لرفع كفاءة الجسم حتى يستقبل الطفل ساعات التأهيل بشكل جيد وبالتالى تتحسن حالته”. واستطردت “نحتاج حملات توعية كثيرة لنحقق ما نحلم به وهو دمج هؤلاء الأطفال فى المجتمع، ولن يحدث ذلك إلا من خلال نشر الوعى والتعرف على التوحد وكيفية التعامل مع المصابين به مع تعليمهم أنشطة ومهن بسيطة يستطيعوا من خلالها الإنتاج وكسب الرزق حتى لا يكونوا عالة على الدولة والمجتمع لاحقا”.
المصدر : امنية فايد \ اليوم السابع