بمجرد ضغطة على زر، يتحول شاب في كامل صحته عمره 34 عاما ممن يرتادون المتاحف ويدعى أوجو دومونت إلى رجل مسن مضطرب الحركة يبلغ من العمر 85 عاما، يعاني إعتام عدسة العين والجلوكوما، علاوة على طنين الأذن.
لقد تطوع دومونت في مركز “ليبرتي” العلمي الأسبوع الماضي كي يرتدي هيكلا عظميا خارجيا (اكسوسكيليتون)، يتم التحكم فيه عن بعد من خلال الكمبيوتر لضعضعة المفاصل وإضعاف حاستي السمع والبصر علاوة على الشعور بكل ما يحسه المسنون، وذلك قبل عشرات السنين من بلوغه أرذل العمر.
يستخدم دومونت سماعات أذن لكتم الصوت وإضعاف حاسة السمع ونظارات للرؤية لا تسمح سوى بالإبصار الثانوي الضعيف كما لو كان يعاني اعتلال أنسجة العين، فيما تم تصميم مفاصل البدلة بحيث تحاكي تيبس الحركة وخشونتها لشخص يعاني التهاب المفاصل الروماتويدي.
تزن هذه البدلة 18 كيلوغراما ما يعطي الإحساس الذي ينتاب كبار السن بعدم قدرة الجسم على تحمل وزنه.
وبذل دومونت جهدا بالغا وبدا لاهثا على جهاز رياضي للمشي، فيما كانت يعرض أمامه مقاطع فيديو بعنوان “السير على الشاطئ”، وزادت دقات قلبه من 81 إلى 100 في الدقيقة الواحدة، وعمد مراقبو التجربة إلى زيادة إحساسه بالألم من خلال الضغط على أزرار وروافع على لوحة تحكم مرتبطة بالكمبيوتر الذي يحمله في حقيبة على ظهره.
وقال دومونت، الذي يعمل في مجال التصوير ويعيش في حي بروكلين القريب من مدينة نيويورك، “لا أدري كيف يمكنني التركيز وكل ما كنت أصبو إليه هو الذهاب إلى الفراش؟”.
وقامت مؤسسة “جينوورث” المالية للتأمين بالتعاون مع شركة “أبلايد مايندز” للهندسة والتصميم بهذه التجربة في أحد المعارض حتى يدرك الزوار بالفعل ما يعانيه المتقدمون في السن من مصاعب.
وسردت كانديس هامر ممثلة شركة “جينوورث” إحدى تجارب هذه البدلة، قائلة: إن الهدف منها هو حشد التعاطف والوعي بالتحديات التي يواجهها المسنون في حياتهم اليومية، ومنها تيبس المفاصل الذي يحول دون أن يتمكن الشخص من إحضار الأشياء من على الأرفف مثلا، فضلا عن محاولة التحدث مع شخص في مطعم يضج بحالة من الصخب فيما يكون يعاني حالة عصبية تسمى فقدان القدرة على النطق والكلام.