أعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الصحة الشيخ محمد العبدالله عن استعداد وزارة الصحة للقمة العربية ـ الأفريقية التي ستنعقد خلال الأسبوعين القادمين، مبينا أن هذا الاستعداد يأتي بتعاون وتضافر وزارات الدولة كافة، لتنظيم هذه الفعالية المهمة التي تستضيف الكويت خلالها اكثر من 70 دولة ومنظمة عالمية سيتم توزيعهم على جميع مناطق الكويت، أملا لهم طيب الإقامة في الكويت، كما أكد في الوقت نفسه على تعاون كل من وزارات الصحة والداخلية والأشغال والزراعة مع الديوان الأميري والإدارة العامة للإطفاء وغيرها من المؤسسات التي تقوم بجهود مستمرة لخروج القمة بالشكل المطلوب.
جاء هذا التصريح للوزير على هامش تدشينه صباح أمس برنامج الكشف المبكر لعيوب البصر في رياض الاطفال والذي أطلق في حفل كبير بروضة عبد العزيز الشاهين في منطقة مشرف بحضور وزير التربية ووزير التعليم العالي نايف الحجرف ووكيل وزارة الصحة المساعد للشؤون الفنية د. جمال الحربي وحشد من القياديين بوزارتي الصحة والتربية، تخلله العديد من الفقرات التي قدمها الأطفال بالروضة واختتمت بفحص البصر لأحد الأطفال.
وفي تصريح له وصف الوزير العبدالله البرنامج بأنه رائد، مؤكدا ان الكويت تكاد تكون أول دولة خليجية تطبق هذا النظام بشكل عام وهو موحد على مرحلة رياض الأطفال الخاصة والحكومية والهدف منه الاكتشاف المبكر لأي أمراض من الممكن أن تؤثر على صحة أطفالنا وسلامتهم.
وأضاف بدأنا قبل أيام تدشين برنامج الفحص الشامل للسمع لحديثي الولادة، وها نحن اليوم نشهد تدشين برنامج مسح البصر لكي نطمئن على صحة أولادنا ولكي نتمكن من الكشف المبكر وعلاجهم والذي سيعود عليهم بالمنفعة الكبرى، شاكرا القائمين على المشروع وإدارة الصحة المدرسية في وزارة الصحة والتربية، مؤكدا أن هذا المشروع هو واحد من مئات المشاريع الصحية التي تقوم عليها الوزارة خلال الفترة المقبلة، آملا أن يحقق من خلالها طموحات المواطنين والمقيمين وينفذ تعليمات صاحب السمو.
وقال العبدالله في كلمته للحضور، إن الإعلان عن تدشين البرنامج الوطني لكشف عيوب البصر في رياض الأطفال، يأتي انطلاقا من حرص وزارة الصحة على النهوض بالمستوى الصحي بالكويت، وإيمانا منها بان منظومة الوقاية هي جزء أساسي وعامل داعم ومهم في الكيان الصحي، كما أنه يأتي تطبيقا لمبدأ الوقاية خير من العلاج، مشيرا الى انه يعد ثمرة لجهود إدارة الصحة المدرسية بالتعاون مع مجلس أقسام العيون، حيث يهدف إلى الوقاية ومكافحة أمراض البصر، والتي تؤدي إلى نتائج مؤثرة في نمو الطفل وتحصيله العلمي، كما أنها قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية واجتماعية.
وأضاف أن المؤسسات العلمية أوصت حديثا بضرورة إجراء فحص البصر لجميع الأطفال في المرحلة العمرية من 4 إلى 6 سنوات، قبل الالتحاق بالمدارس، مشيرا إلى أن بعض الدراسات التي أجريت في دول مجلس التعاون الخليجي دلت على أن نحو 12% من أطفال المدارس يعانون من مشاكل في البصر، حيث قد تظهر في الفترة التي تسبق دخولهم للمدرسة، مشددا على ضرورة الاكتشاف المبكر لضعف البصر في مرحلة الطفولة والتي تعد مسؤولية تشترك بها الأسرة والأطباء، حيث إن فرص العلاج لدى الطفل تتضاعف كلما عولجت حالته باكرا، مشيرا إلى أن الوزارة تؤكد ضرورة الاهتمام بحق الطفل في الحصول على فرص البقاء والنماء والتطور في سياق السلامة البدنية والعاطفية والاجتماعية بتحقيق الوقاية والعلاج والرعاية من خلال الاكتشاف المبكر لعيوب البصر، والتي قد تكون ناتجة عن أخطاء الانكسار وحساب معدلات انتشار وانواع ضعف البصر وأخطاء الانكسار بين طلبة مرحلة أولى روضة بجميع مدارس الكويت الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى تحديد بعض عوامل الاخطار المرتبطة بالأسرة والطفل والبيئة التي قد تسبب ضعف البصر.
ربط «الصحة» مع «التربية»
من جانبه قال وزير التعليم العالي وزير التربية د.نايف الحجرف: اليوم ندشن البرنامج الوطني للكشف المبكر عن عيوب البصر في مرحلة رياض الأطفال وهذا المشروع بالتعاون بين وزارتي التربية والصحة يهدف الى متابعة أبنائنا الطلبة في مشاكل عيوب البصر وتشخيص هذه المشاكل ومن ثم التدخل الصحي للمعالجة، بالتأكيد هذا يأتي من باب حرص الدولة ممثلة بجميع أجهزتها على رعاية أبنائها صحيا وتعليميا وفكريا من اجل نمو متكامل لأبناء الكويت والذين هم الثروة الحقيقية.
وتابع: اليوم المشروع ينطلق في 50 مدرسة كتجربة وتم ربط وزارتي الصحة والتربية من خلال الملف الإلكتروني للطالب البيانات الخاصة بالأطفال وإضافتها للملف الصحي له ونتمنى ان تؤتي التجربة ثمارها.
وعن المشاريع الصحية التربوية الأخرى، قال الحجرف: هذا المشروع اليوم الذي تم تدشينه خاص بالكشف عن عيوب البصر في مشروع آخر وكذلك السمع وزراعة القوقعة اسمه صدى، لكن مشروعنا اليوم والأكبر هو المركز الوطني تشخيص صعوبات التعلم، وهو المركز الذي يهدف إلى التركيز على المرحلة الابتدائية وفحص أبنائنا الطلبة في المرحلة الأولى إلى السنة الخامسة لمعرفة ان ما كان الطالب يعاني من صعوبات تعلم وما صعوبة التعلم التي يعاني منها الطالب، وبالتالي التشخيص وقتها سنكون قطعنا نصف الطريق للعلاج وسيتم توجيه الطالب لنظام التعليم الذي يتناسب وصعوبة التعلم، هذا المشروع نهدف من خلاله الى تدخل مبكر لأي مشكلة قد تعيق الطالب في استكمال دراسته والتحصيل العلمي وهذا المشروع الذي يقام بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارات الدولة الأخرى نأمل أن يرى النور قريبا.
وبدوره ألقى الوكيل المساعد لقطاع الشؤون الفنية في وزارة الصحة د.جمال الحربي كلمة قال فيها إن البرنامج الوطني لكشف عيوب البصر في رياض الأطفال، يعد من اهم البرامج لوزارة الصحة من اجل المحافظة على صحة الطفل، بالإضافة الى اكتشاف العيوب باكرا قبل تحويلهم لتلقي العلاج اللازم بعيادات العيون لوقايتهم من المضاعفات التي قد تؤثر على نمو الطفل وعلى تحصيله الدراسي، وعلى تواصله مع الأسرة ومع المجتمع، موضحا أن البرنامج يجسد اهتمام الجميع بالرعاية الصحية للأطفال ومن ثم الاستثمار الحقيقي لهم في التنمية البشرية.
وأوضح الحربي أن البرنامج يعد ثمرة طيبة للتعاون البناء بين وزارتي الصحة والتربية، ويأتي تأكيدا لالتزام الجميع بحقوق الأطفال بالرعاية الصحية الكاملة، وحمايتهم من الإعاقة البصرية الناتحة عن عيوب الإبصار، مشيرا الى توافق البرنامج مع قرارات منظمة الصحة العالمية للمحافظة على صحة العيون وحماية الأطفال وتحسين جودة حياتهم ووقايتهم من الأمراض، معربا عن ثقته بان يحقق البرنامج الأهداف والغايات المرجوة من تنفيذه.