كشفت احصائية تربوية حديثة عن أن عدد المشكلات التي تعامل معها الباحثون الاجتماعيون في مدارس التربية الخاصة بلغت 1384 مشكلة خلال العام الدراسي الماضي وتم فتح ملفات لـ215 من الطالبات والطلاب الكويتيين وغير الكويتيين. وتضمنت الإحصائية التي حصلت القبس عليها؛ مشكلات متزايدة في مدارس التربية الخاصة البالغة 19 مدرسة، منها: التعثر الدراسي، والغياب، وصعوبة النطق، وصعوبة اكتساب الخبرات، إضافة إلى مشكلات نفسية واقتصادية وصحية وآخرى سلوكية. وتصدرت المشكلات السلوكية قائمة سجلات الخدمة الاجتماعية والملفات الفردية بواقع 564 حالة، فيما جاءت المشكلات النفسية في المرتبة الثانية بعدد 341 حالة، تلتها مشكلة التعثر الدراسي بعدد 207 حالات، مقابل 190حالة غياب و172 حالة صعوبة نطق تعامل معها الباحثون الاجتماعيون، و95 مشكلة اقتصادية، و16 حالة تعاني مشكلات نفسية، فيما حلت صعوبة اكتساب الخبرات ذيل قائمة المشكلات بمعدل 14 حالة.
وأظهرت الإحصائية أن العدد الأكبر من المواقف الطارئة التي تم التعامل معها من خلال سجل الخدمة الاجتماعية؛ ذهب إلى المشكلات السلوكية التي جاءت في المرتبة الأولى، حيث بلغ اجمالي عدد الحالات التي تم التعامل معها في هذا الجانب حوالي 464 حالة منهم 326 بنين و«224 كويتيا و102غير كويتي، أما بالنسبة للبنات 138 منهن 107 كويتيات و31 غير كويتية».
تصنيفات الإعاقة
وتوزعت المشكلات السلوكية التي تعامل معها الباحثون الاجتماعيون والنفسيون حسب تصنيفات الاعاقة والنوع والجنسية كالتالي: 58 حالة اعاقة عقلية من البنين والبنات، 22 حالة اعاقة سمعية من الجنسين، مقابل 26 حالة اعاقة بصرية و65 حالة لذوي الاعاقة الحركية. وجاءت المشكلات الصحية التي تعامل معها الباحثون الاجتماعيون من خلال سجل الخدمة المدنية في المرتبة الثانية بإجمالي 336 حالة، منهم 225 من البنين «171 كويتياً و54 غير كويتي، فيما جرى التعامل مع 111 مشكلة لدى البنات».
وتضمنت المشكلات الصحية التصنيفات التالية: 204 حالات اعاقة عقلية، 24 حالة اعاقة سمعية بينما بلغت الاعاقة البصرية 27 حالة مقابل 81 حالة إعاقة حركية.
مشكلة الغياب
بينما احتلت مشكلة الغياب المرتبة الثالثة في سجل الخدمة الاجتماعية بواقع 177 حالة، منها 104 سجلات لإعاقة عقلية و15 لإعاقة سمعية و7 سجلات لإعاقة بصرية، مقابل 51 سجلا لذوي الاعاقة الحركية، تلتها مشكلة التعثر الدراسي وبلغت 171 حالة، فيما بلغ اجمالي حالات صعوبة النطق 165 حالة، بينما بلغ عدد الحالات التي تعاني مشكلات اقتصادية 63 حالة و7 حالات نفسية، وتذيلت صعوبة اكتساب الخبرات قائمة سجلات الخدمة الاجتماعية بمعدل حالة واحدة من ذوي الإعاقة السمعية.
وفي ما يتعلق بالجهود التي بذلت مع الحالات الفردية، فقد جاءت المشكلات السلوكية في المرتبة الأولى حيث كان عدد الحالات 100 حالة منهم 61 بنين ما بين 48 كويتياً و13 غير كويتي، وعدد 39 بنتا منهن 31 كويتية، و8 غير كويتيات، فيما جاءت الملفات الفردية لمشكلة التعثر الدراسي في الترتيب الثاني بمعدل 36 ملفا منهم «17 بنين ما بين 8 كويتيين و9 غير كويتيين و19 فتاة «17 كويتية وفتاتين غير كويتيتين».
واحتلت المشكلات الاقتصادية المرتبة الثالثة بواقع 32 ملفاً، فيما تساوت ملفات مشكلتي الغياب وصعوبة اكتساب الخبرات بعدد 13 ملفا لكل مشكلة.
واستعرضت الإحصائية اجمالي عدد مدارس التربية الخاصة البالغ 19 مدرسة منها 9 بنين 8 بنات، إضافة إلى روضة العطاء، حيث تتعامل هذه المدارس مع اربعة أنواع من الإعاقات (العقلية – السمعية – البصرية – الحركية).
وبحسب الإحصائية، فإن روضة العطاء تشمل ثلاث إعاقات فقط (السمعية – البصرية – الحركية)، إضافة إلى ذلك تم فتح فصول لمزدوجي الإعاقة في مدارس التربية الخاصة وتم تصنيفها ضمن طلاب الإعاقة العقلية وعددهم 59 طالباً وطالبة.
فيما تضم مدرسة الرجاء الابتدائية بنين وبنات 213 طالباً وطالبة، منهم 122 طالب إعاقة حركية من بينهم 32 طالب زراعة القوقعة، وضعاف السمع، و91 طالبة من ذوي الاعاقة الحركية من بينهم 32 طالبة زراعة القوقعة، وضاف السمع.
وقد وصل العدد الإجمالي (للطلاب والطالبات) في مدارس إدارة التربية الخاصة إلى 1779 طالباً وطالبة، منهم 1313 كويتياً، و466 غير كويتي.
مواجهة الأزمات
تطرقت الإحصائية إلى الجهود المبذولة من قبل الباحثين الاجتماعيين في مواجهة الأزمات بالمدارس منها: إعداد فريق التدخل السريع أثناء الأزمات، المشاركة في المحاضرات التي يقيمها الدفاع المدني بالمدرسة، اضافة إلى إعداد محاضرة عن الإسعافات الأولية لتوعية الإدارة المدرسية والمعلمين، وعمل خطة للإخلاء الوهمي أثناء الأزمات، ناهيك عن توفير الخدمات الوقائية والعلاجية والإرشادية التي تعمل على استعادة التوافق والتكيف مع المجتمع المدرسي.
دورات تدريبية
شدد عدد من الباحثات والباحثين الاجتماعيين على ضرورة تعديل سجل لخدمة الاجتماعية بما يتناسب مع طبيعة العمل مع ذوي الإعاقة، فضلا عن عمل دورات تدريبية للباحثين بكل ما هو جديد في مجال الخدمة الاجتماعية.
تشجيع البحوث
اقترح عدد من الباحثين توفير أحدث الكتب، والدراسات العلمية الحديثة التي تخدم ذوي الإعاقة، فضلا عن تشجيع البحوث والدراسات في مجال الإعاقة.
دعم
طالب عدد من المختصين بتخصيص ميزانية لمكاتب الخدمات الاجتماعية في المدارس، مشددين على ضرورة تحقيق الدعم المعنوي والمادي للباحثات والباحثين الاجتماعيين.
زيارات ميدانية
شددت الإحصائية على أهمية تبادل الخبرات بين الباحثات والباحثين الاجتماعيين في جميع المدارس، فضلا عن عمل زيارات ميدانية لبعض المؤسسات المهتمة بشؤون ذوي الإعاقة.
مجرد سؤال
متى يتم تحديث مناهج ذوي الاحتياجات الخاصة؟ سؤال لا يزال مطروحاً من قبل المختصين في قضايا التعليم، لكن الإجابة تأخرت طويلاً، بينما المنظومة التعليمية لهذه الفئات تدور في فلك التقليدية، بعيداً عن أي خطط للتحديث، مما يزيد المشكلات في مدارس التربية الخاصة.
أين القدوة؟
رصد ناشطون في قضايا المعاقين دورية شرطة مركونة في أحد المواقف المخصصة لهذه الفئات، والسؤال الذي يطرح نفسه: أين القدوة المفترضة في رجل الأمن؟ ومن يطبق القانون ويحمي المظلومين من اختطاف مواقفهم؟
باقة ورد
باقة ورد لكل أسرة لديها طفل معاق، وصبرت وكافحت من أجل تعليمه وتهيئة الظروف الملائمة لتفوقه وإثبات ذاته، هذه الأسر الصابرة المعطاءة نموذج يحتذى به في الوعي والاستنارة وتصدير الأمل والطموح للمجتمع.
نماذج مضيئة
كثير من أبناء هذه الفئات هزموا ظروفهم وقهروا إعاقتهم وحققوا إنجازات في المجالات التعليمية والثقافية والرياضية، بل أحرزوا ما عجز عنه الكثير من الأصحاء، وتستحق هذه النماذج الدعم والمساندة وتسليط الضوء عليها بصورة كافية.
غصة
أكد خبراء تربويون أن تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني مشكلات بالجملة، أبرزها: عدم توافر الوسائل التقنية، وتأخر التطوير المنشود، لكن أخطر المشكلات عدم ملاءمة المباني مع الظروف الجسدية لبعض فئات الإعاقة.
جملة معوقات
استعرضت الإحصائية جملة من المعوقات التي تواجه الباحثين الاجتماعيين والمختصين النفسيين في مدارس التربية الخاصة منها:
• وجود بعض الكوادر غير المتخصصة في مجال الإعاقة، يعيق العمل مع ذوي الإعاقة.
• عدم توافر غرف خاصة للمقابلات الفردية، وأنشطة الجماعات في بعض المدارس.
• عدم توافر ميزانية لتنفيذ برامج وأنشطة الجماعات.
• عدم توافر الوقت الكافي لتنفيذ البرامج نظرا لكثافة المنهج، خاصة في المدارس التي تتبع نظام التعليم العام ومنها مدارس «الرجاء، النور، الأمل وتأهيل الأمل» للبنين والبنات.
• عدم توافر خطوط هواتف مباشرة في بعض مكاتب الخدمة الاجتماعية للتواصل مع أولياء الأمور.
المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس